العلاقات الأردنية المصرية على المستوى السياسي في أحسن حالاتها. الأردن يولي اهتماما خاصا لدور مصر القيادي في العالم العربي، ويحرص على اسناد هذا الدور في المحافل كافة.
وثمة قناعة أردنية راسخة بأن مصر القوية والمتعافية ضرورة وجودية للعرب وقضاياهم، ولا يمكن لأي دولة أخرى أن تملأ مكان مصر أو تعوض دورها.
على المستوى الثنائي، تمضي العلاقة بين البلدين بثبات، الاجتماعات المشتركة والقمم الثنائية، لا تنقطع، وقبل أسابيع قليلة حل الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي ضيفا على الملك عبدالله الثاني، وسبق هذه القمة عدة زيارات قام بها الملك للقاهرة. ويواكب هذا النشاط على مستوى القمة زيارات عدة لرئيس الوزراء بشر الخصاونة إلى القاهرة، فيما التواصل الدبلوماسي بين وزيري الخارجية أيمن الصفدي ونظيره المصري سامح شكري شبه يومي.
هذا الأسبوع تستضيف عمان اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية في دورتها التاسعة والعشرين. اجتماعات على المستويين الفني والوزاري، تختتم باجتماع يترأسه رئيسا الوزراء في البلدين، لتوقيع حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
لكن العلاقات العميقة والممتدة بين البلدين وعلى جميع المستويات، لم تتمكن لغاية الآن من تذليل العقبات في طريق التعاون الاقتصادي المثمر لتغدو العلاقة أكثر نفعا وجدوى لاقتصاد الطرفين.
تابعنا في وسائل الإعلام وعلى مدار سنوات طويلة انعقاد اللجنة العليا بين البلدين وزيارات مكثفة لوفود وزارية، تنتهي بإعلانات متبادلة عن بداية لعهد جديد في العلاقات، وحل المشاكل العالقة، خاصة من الجانب الأردني. واستطيع في هذا الصدد أن استرجع عشرات التصريحات لمسؤولين أردنيين أكدوا فيها تسوية المطالب الأردنية المتعلقة بالتبادل التجاري بين البلدين.
لكن بعد كل هذه السنوات ما يزال القطاع الاقتصادي الأردني يشكو من نفس المعيقات، كتسجيل الدواء الأردني في مصر، واشتراط إجراء فحوصات مخبرية وإصدار شهادات من مصر، وتأخر تخليص شحنات البضائع الأردنية في ميناء الأسكندرية، ومنع عبور الشاحنات الأردنية إلى ليبيا، وغيرها الكثير. وهي المشكلات التي تجعل الميزان التجاري يميل بشكل كبير لصالح مصر.
لا يمكن أن تستمر مثل هذه المشاكل قائمة بين البلدين، بينما يستعدان لتدشين شراكة استراتيجية ثلاثية مع العراق، في مجالات الطاقة والتجارة والمشاريع المشتركة. هناك شراكة أردنية مصرية قوية في مجال الغاز والربط الكهربائي، ويمكن أن تتطور أكثر في حال تنفيذ مشروع أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة وصولا إلى مصر.
أشكال التعاون بين البلدين كثيرة وتشمل قطاعات العمالة والسياحة والتعليم وثمة فرص واعدة في المجال الزراعي والاستثمارات.
سلة المصالح المتبادلة كبيرة وزاخرة بالفرص للطرفين وتذليل العقبات القائمة كفيل بجعل العلاقة مثالا عربيا يحتذى.
رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، خبير بالشأن المصري ويحظى باحترام كبير في أوساط النخبة المصرية بعد سنوات من عمله سفيرا بالقاهرة. والسفير السابق في القاهرة علي العايد وزير في الحكومة الحالية، أما السفير الحالي أمجد العضايلة فهو وزير في الحكومة السابقة، وسفير مجرب ارتبط اسمه بالإنجاز أينما حل. وعلى مثل هؤلاء من المسؤولين نعول أن تكون اجتماعات اللجنة العليا هذه المرة مختلفة عن سابقاتها.