صدى الشعب – العقبة – رائد صبحي
سجل الشاب العشريني المصاب بالتوحد عقل الصمادي نجاحا مييزا باجتيازه امتحان الثانوية العامة كأول شاب أردني مصاب بالتوحد يستطيع أن يجتاز امتحان الثانوية العامة رغم صعوبة الظروف التي يمر بها بحسب ذويه
.
وبحروف من اراده وعزيمه تحدى الشاب الصمادي كل العقبات ليكون مصدر الهام لجميع المصابين بالتوحد حيث استطاع أن يخط قصص النجاح بحروف من إرادة وعزيمة متحديا جميع الصعاب والعقبات.
عقل الصمادي، لم يكن مجرد طالب اجتاز الثانوية العامة بنجاح، بل قصة اراده صنعت فارقا بين مختلق زملائه
صدى الشعب التقت أم الطالب عقل الصمادي المهندسة مرام بركات، والتي التي آمنت بقدرات ابنها وسط استهتار من الاخرين ، فكانت الداعم والسند في رحله إستثنائية نحو النجاح.
تقول والدة عقل الصمادي : بفضل الله اليوم ابني عقل اجتاز امتحان الثانوية العامة، بذلك ليصبح أول شاب اردني مصاب التوحد يتقدم للامتحان ويجتازه بنجاح وبتقدير جيد، بعد مشوار طويل ومنهك من المتابعة والاجهاد والانفاق المالي،لكي لا يفوته شيء سعينا ليكون مثله مثل أي طالب،فقد استعد عقل جيدا وبصبر وحماس، وقام بحل اكثر من 3000 سؤال توجيهي لسنوات سابقة،بهدف فهم المواد وعمل تدريب على كيفية الامتحان وطريقته
.
ولان ” عقل ” حقق هذا الإنجاز والتميز كشاب اردني، فإننا كاسرة نهدى هذاالنجاح والتجربة، الى مقام جلاله الملك وهو الاب الحاني للجميع، والى ام الأردنيين واختهم جلالة الملكة رانيا حفظهم الله، والى الأردنيين جميعا، وخاصة الى الفئة التي انتسب اليها عقل من المصابين بالتوحد تحديدا، حيث اثبت عقل ان صبره قهر التوحد، وان تجربته ستنير الامل في دروبهم، وبحمد لله تعالى عقل تقدم عبر الصفوف اكاديميا، حتى حجز اول ورقه في ملفات وزاره التربية والتعليم لاختبار الثانوية العامة.
وبينت بركات ان كل الجهود تكاثفت خلال فترة امتحان التوجيهي، حيث سخر لعقل من يقرأ له الاسئلة ويفرغ له الاجابة بشكل جيد حيث استطاع بعد توفيق الله أن يجتاز المرحلة بنجاح رغم كل التحديات
.
تستذكر بركات بأن أول إصابة لاابنها بمرض التوحد، عندما كان عمره سنتين، وتشير أن الأمور كانت تسير بشكل هادئ وطبيعي، إلى أن انقلبت حياتنا رأساً على عقب، حين بلغ السنتين من عمره، حيث فقد تواصله البصري وتراجعت قدرته على الكلام، فأصبح يمارس حركات نمطية تكرارية، كأن يدور حول نفسه، يضحك ويبكي فجأة، شعرت أنه يعيش في عالمه الخاص وأنه مختلف عن أقرانه، وبعدها عرضناه على أطباء من مختلف الاختصاصات، وتم تشخيصه أنه مصاب بالتوحد حيث
لم نكن حينها نعلم أي شيء عن هذا التوحد، وهنا بدأت قصة عقل،حتى وصل الى ما هو عليه اليوم، بعد مسيرة 20 عاما من التحديات والألم
وتتابع بركات بأن عقل” جوهرة على جبين المجتمع، فرغم المعاناة التي لا توصف بكلمات، لاسيما وأن العائلة من سكان اقصى الجنوب في مدينة العقبة حيث عانينا من عدم وجود مراكز متخصصة ترشدنا إلى ما هو التوحد، و الذي كان مفهوما جديدا على المنطقة ، وبدأنا بالمسيرة حيث توكلنا على الله وقلنا هذا كرم وهدية من الله سبحانه وتعالى، والحمد لله عقل اليوم ها هو أمامنا يرفع رؤوسنا ويبهج قلوبنا ويؤكد لنا بأن الله سبحانه وتعالى راض عنا”
وتردف بركات بالقول بأن الإنجازات العظيمة تبدأ أولا بالقبول والرضا بما يكتبه الله، مما جعلنا نقطع نصف المسافة بالاتجاه الصحيح،فما بعد هذه المرحلة نحن بانتظار أن تمتد له اليد الأقوى وهي الجهات الحكومية في المملكة الأردنية الهاشمية، لكي تأخذ بيدعقل إلى مسار آخر، يستطيع من خلاله أن يسهم في بناء مجتمعه، ويترجم كشاب اردني من ذوي الاحتياجات الخاصة رؤية جلالة الملك وولي العهد حفظهما الله، من خلال مؤسسة ولي العهد، او بفرصة عمل كريمة ليسهم عقل في بناء وطنه بالطريقة التي تناسب قدراته، مستدركة بأنها واثقة بأن عقل ستكون له بصمة على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية وعلى مستوى العالم في موضوع الخروج من التوحد.
وختمت بركات بالقول ” عقل قصة نجاح فريدة على مستوى الدنيا، في عالم التوحد المظلم ، بفضل الله تعالى، ودعم الاسرة، فتحول من إنسان عاجز عن كل شيء بالمطلق، إلى إنسان قادر على الكلام والتواصل والاستقلالية لخدمة نفسه وغيره.
وجدير بالذكر ان العديد من الدراسات تؤكد بأن الأردن ما زال بحاجة الى مزيد من التوعية بمرض التوحد، وتمكين هذه الفئة من الحصول على حقوقهم وفرصهم بتكافؤ في جميع مناحي الحياه حيث أن دعمهم سيمكنهم من اجتيازمراحل صعبة في حياتهم.

