• يجب على الدولة أن لا تنحاز إلى حزب معين
• الحكومة تجامل مشروع الاصلاح السياسي
• الانتخابات القادمة الفرصة الأخيرة للأحزاب السياسية
صدى الشعب – فايز الشاقلدي
تلعب الأحزاب السياسية دورا مهما وحاسما في صناعة الديمقراطية التمثيلية الحديثة باعتبارها بمثابة الجهات المبادرة بالاصلاح السياسي والاقتصادي، وما تقوم به بجمع المطالب من المجتمع وتحويلها الى سياسات، وتعمل على تجنيد أشخاص لتولي المناصب القيادية والتنفيذية والتشريعية وتتولى دور الرقابة على الحكومة وتنمي تنظيمات المجتمع الذي يساعد في النهضة والبناء في ضوء وعي الشعوب بماهية الدولة وأهميتها.
أمين عام حزب العمال الدكتورة رلى الحروب، توكد أن الشعب الأردني جزء كبير من الاحزاب السياسية متلهفًا للحياة الحزبية الديمقراطية وإلى تشكيل حكومة حزبية منتخبة أسوة بمعظم الدول المتقدمة الديمقراطية الذي لا يمكن للشعب الاستغناء عنها للمضي في مشروع الاصلاح السياسي والاقتصادي .
وكشفت النائب الأسبق في البرلمان الدكتورة الحروب خلال ندوة عقدتها صحيفة “صدى الشعب “، حول الأحزاب وتطورها في الأردن، أن الاحزاب السياسية في الأردن في تراجع كبير خلال العشر سنوات الأخيرة، مؤكدة أن هذه المنظومة السياسية التي حملت في جعبتها اطلاق قانون الانتخاب الجديد وبعض التعديلات الدستورية، خلقت حالة جديدة من الحراك السياسي داخل المجتمع، وأصبحت الأحزاب القديمة منها مطالبة بتصويب أوضاعها وفق القانون الجديد من حيث عدد المنتسبين النساء والشباب.
وخلال الندوة التي أدارها رئيس هيئة التحرير الزميل حازم الخالدي، وشارك فيها الزملاء : نور الدين نديم ، فايز الشاقلدي، سليمان ابو خرمة، محمد قطيشات، رغد الدحمس ، قالت الحروب إن الاصلاح السياسي، هو المطلب الأساس في تصويب الأوضاع مما يوفر الفرصة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي .
وخلال استفسارات الزملاء حول دور الأحزاب وما قدمته خلال الحرب الإسرائيلية على غزة “طوفان الأقصى”، شددت الحروب، أن النشاطات الحزبية تحولت كلها أو جلها باتجاه التعبير عن التضامن مع قطاع غزة ودعم المقاومة الفلسطينية في غزة، فتحولت البوصلة من الحديث عن المرحلة السياسية المقبلة وما نريده من قبة البرلمان والأمنيات بتشكيل حكومة حزبية منتخبة إلى الحدث الأبرز في الساحة السياسية والعدوان الغاشم الصهيوني البشع على الشعب الفلسطيني الذي أخذ صوراً غير مألوفة .
المجازر بحق المدنيين
وتابعت الحروب، أن جيش الاحتلال “الاسرائيلي” ما زال يمارس عدوانه الغاشم بكافة أشكاله المختلفة من استيطان وهدم بيوت واعتداءات على المدنيين العزل واقتحامات بحق المقدسات الاسلامية، وصور الاعتقالات التي مازالت تمارس بحق المدنيين والتعذيب بسجون الاحتلال، موضحة أن جميع هذه الاعتداءات زادت خلال الحرب على غزة ، واصفة بأنها غير مسبوقة على الاطلاق وهو ما يدعو إلى التساؤل حول الأهداف الخفية والحقيقية، وأوضحت أن هذه الحرب ليست فقط الاهداف المعلنة وإنما هناك ما هو أبعد منها .
وبينت، أن الشعوب محرومة من أن يكون لها أحزاب حقيقية تعبر عن إرادتها ، حيث كانت الأحزاب في السابق محرومة من تشكيل حكومات منتخبة يتم التصويت عليها من خلال برامجية معينة، منوهة إلى أن الاحزاب لم تعد كما في السابق .
وفيما يتعلق بالمشاركة الحزبية للشباب، قالت الحروب، إن الأحزاب السياسية لم تعد كالسابق وأصبح خطاباً سياسياً معلناً ولم تعد هناك قيود تفرض وملاحقات أمنية لمن يمارسون العمل الحزبي على أرض الواقع ، وأصبح الخطاب الرسمي أكثر تشجيعاُ وترحيباً , وأن العمل الحزبي قائم منذ زمن وسنوات طويلة؛ لكن لم يلبي طموح الشعب الاردني بتشكيل حكومات حزبية .
وكشفت الحروب ، أن الشارع الأردني يطمح إلى هذا المشهد خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، لكن مازالت اجترارات المراحل السابقة التي مر بها المجتمع الأردني عبر مسيرة الدولة الحديثة من عهد الإمارة إلى عهد المملكة ثم أخيراً المملكة الرابعة، معللة أنها مرت بحقب وفترات لم تكن داعمة للاحزاب السياسية في معظمها .
ومن وجهة نظر الحروب, فإن فترة الخمسينيات من القرن الماضي كانت فترة موج بالعمل الحزبي, ولخصت المشهد أن الشعب في بداياته كان حزبياً وفيه ستة أحزاب مع بداية نشأة الإمارة, وأوضحت أن منذ دخول المملكة في اضطرابات اقليمية والصراع بين القوميين والناصريين، وكل التطورات التي حلت على المنطقة تم فيها قمع العمل الحزبي ومعاقبة الحزبيين وسجنهم ثم تحول العمل الحزبي الى عمل سري تحت الارض .
وأكدت الحروب أنه بعد عودة الديمقراطية عام 1989 ، وكذلك عودة الحياة الحزبية في عام 1993, بقي ظلال المرحلة السابقة موجودا ومستقرا في عقل العديد من الشعب وفي عقل الاجيال المختلفة وهذا ما يستدعي الى دراسة هذه الحالة .
ودعت الحروب ، الشعب والأجيال الجديدة إلى اعطاء الاحزاب السياسية الفرصة والثقة من جديد لتغيير هذا المشهد السياسي خلال البرلمان القادم، موضحة أن هناك فئة من المتفائلين في الاحزاب السياسية، وهذا شأن النخب والمثقفين والاصلاحيين أو من يحملون حلما مشروعا في الاصلاح , وهذه الفئة أمنت وقررت أن تنضم الى العمل الحزبي على تباين أطيافها سواء اسلاميين أو يساريين أو قوميين مؤكدة أنهم مازالوا قلة قليلة .
منهجية حزب العمال
وتطرقت الحروب , إلى منهجية العمل في حزب العمال من خلال العمل على تغير العقول والقناعات عند الشعب الأردني, مؤكده أن الحزب يسعى الى الوصول للقبة البرلمان بانتخابات نزيهة لإحداث أثر في الشارع الاردني , معللة أن هذه الانتخابات الفرصة الاخيرة للأحزاب باعتبارها المركب الوحيد من أجل الابحار الى شاطئ الامان .
وطالبت الحروب , أن تترك حرية العمل للأحزاب والتنافس فيما بينها وألا تنحاز الدولة وبعض مؤسساتها ورموزها الى جانب حزب معين , مطالبة أيضا الأحزاب الحالية بتشكيل حكومة حزبية برلمانية لتلبية متطلبات الشعب .
وأكدت أن الشعب بحاجة الى رفع الحد الادنى من الاجور , وتأمين صحي شامل وخدمات نوعية وحقيقة في مجال التعليم والخدمات الأخرى, وخفض الضرائب وهذه المطالب جميعها بيد السلطة التنفيذية وليس التشريعية .
وأضافت الحروب , أنه لا يجوز على الاحزاب سن القوانين ومناقشتها بل يجب أن يكون هناك سلطة تنفيذية بيد الاحزاب من خلال حكومة حزبية منتخبة .
الحكومة تجامل مشروع الاصلاح السياسي
وكشفت الحروب , خلال ردها على استفسارات الزملاء حول جدية الحكومة في عدم تضيع الفرصة وحيادية الدولة في انجاح العمل الحزبي ,وقالت أن الحكومة غير جادة بإنجاح العمل الحزبي , وبأنها تقوم على مجاملة مشروع الاصلاح السياسي من باب أنه مشروع السلطة ويفترض عليها أن تقوم بحمل المشروع وبالتالي لا تستطيع أن تتحدث علنيا ضد هذا المشروع .
وفسرت الحروب هذا المشهد من خلال مراقبتها للعمل السياسي , وبأنها لا تشعر بجدية الحكومة اتجاه هذا المشروع , وفيما يتعلق بحيادية الدولة أكدت أن هناك انحيازات لصالح البعض ضد البعض , وأن هناك تفضيل لبعض التوجهات ضد توجهات أخرى .
المعارضة الراشدة في حزب العمال منطقية وبرامجية وضمن أطر الدستور والقانون ويقوم بطرح برامج حقيقة على الشعب ضمن رؤية اقتصادية اصلاحية ورغم ذلك غير محببة وبأي صوت معارض لسياسات الحكومة بحسب الحروب .
وذكرت الحروب بأن الحكومة تقوم بإلغاء جميع الفعاليات والندوات الحزبية المعارضة بما فيها وسائل اعلام محلية .
وحول تحزيب الشباب أكدت أهمية انخراط الشباب بالعمل الحزبي والسياسي وتمكينهم من المشاركة الفاعلة بعملية صنع القرار , خاصة في ظل مسار التحديث السياسي الذي أصبح من أولويات الاحزاب .
وشددت الحروب على أهمية النهوض بالشباب وتمكينهم رغم صعوبة الموضوع , معللة أن الشباب بقي وقتا طويلة غير مؤطر بعمل حزبي بقصد، وأريد له أن يبقى فرديا في تطلعاته وهذه الفردية لا تبني المجتمعات .
وأضافت ,أن منذ عام 2005 والحكومة ترصد موازنات للحوسبة ولحد هذه اللحظة لم نتحول إلى الحوسبة الكاملة , وكشفت أن 50 مليون موضوعه لموازنة التحول الإلكتروني منذ عام 2014 .
مشكلة الجامعات الاردنية
وتطرقت الحروب الى مشكلة الاشخاص الذين يفكرون بالمنطلق الاشتراكي والشيوعي , بأنهم ينظرون دائماً الى القطاع العام أنه يجب أن يحمل كل شيء , بمعنى على الحكومة أن تقوم بإنشاء المستشفيات ومعالجة الشعب .
الملتقى الوطني
وقالت الحروب , إن الملتقى الوطني لدعم المقاومة الاسلامية حقت منذ الحرب على غزة مكاسب ونصرا كبيرا من خلال الغاء زيارة بلينكن وكان بسبب الفعل الشعبي , وطرد السفير ” الاسرائيلي ” انتزعته الاحزاب والجماهير التي شاركت في المسيرات والوقفات التضامنية .
وطالبت الاحزاب بإعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة مع الجانب ” الاسرائيلي ” , منوهة على وجوب الادراك أنه هناك أمور أعمق من مجرد الحراك الشعبي , لاننا أمام دولة لها سياسات عميقة لها ارتباطات وتحالفات عميقة ليس من السهل أن تنفك هذه التحالفات الشعبية خصوصا عندما يكون قرارها الاقتصادي مربوطا بقرارها السياسي .
• حزب العمال يتبنى برنامج “الأردن منطقة اقتصادية حرة”
وكشفت الحروب, أن حزب العمال يطالب بتحويل الأردن بكامله إلى منطقة اقتصادية حرة، وليس مدينة العقبة فقط
وفسرت الحروب إن تحويل الأردن إلى منطقة اقتصادية، يعني أن الضرائب والرسوم ستكون في حدها الأدنى وبشكل رمزي، بحيث تجذب رأسمالي الاستثمار في العالم إلى الاردن، واضافت أن الأردن محاط بدول ثرية وكبيرة وهي السعودية، مصر، العراق، سوريا وتركيا، وهذه الدول بحاجة إلى منطقة تكون قادرة على تصنيع وتصدير البضائع إلى هذه الدول بكلفة أقل، وإن نجحنا بتحويل الاردن الى منطقة استثمارية من الدرجة الاولى، فإن ذلك يعني أن الحكومة لن تحتاج لمئات الآلاف من الموظفين، لانهم جميعهم سيتجهون إلى القطاع الخاص، لأن الرواتب ستكون أضعاف أضعاف الرواتب التي تقدمها الحكومة، وبذلك سيكون لدينا شعبا لديه دخل كاف لأن يحل جميع مشاكله الاقتصادية والاجتماعية .، وبعبارة أسهل، نستطيع ان نقول ستتحول من حكومة غنية تحكم شعب فقير الى العكس تماما حيث سيكون لدينا شعب غني لديه حكومة مكتفية.
إن حزب العمال سوف يقدم برامج تنهض بالأردن ، ويقدم حلولا قصيرة وبعيدة الاجل لأن الوطن لا يتحمل حالة الجمود والتراجع التي يعيشها اليوم، كما أكدت الدكتورة الحروب على برامجها الدائمة المتعلقة بالصحة والتعليم والنقل .