رغم معاناة عشاق المنتخب الوطني لكرة القدم، من حالات الشد العصبي وتسارع في نبضات القلب، وارتفاع في الضغط والسكري، خلال تقلبات مباراة “النشامى” أمام شقيقه المغربي في نهائي كأس العرب، إلا أن العنوان الأبرز لكل الأردنيين كان الشعور بالفخر والاعتزاز بهذا المنتخب الذي قدم مستويات متميزة في مونديال العرب في قطر، ونجح في تحقيق الكثير من المكتسبات التي يجب البناء عليها، لمزيد من التطور والمكتسبات التي تبشر بمستقبل أكثر إشراقا للكرة الأردنية.
وبعد أن انفض سامر البطولة، بدأ عشاق “النشامى”، يراجعون شريط المشاركة الأردنية في بطولة كأس العرب 2025، ليكتشفوا أن الأردن يمتلك منتخبا كرويا مميزا ومنافسا وقويا، بل أن هذه المشاركة رفعت مستويات ثقة الأردني بمنتخب بلاده في مشهد، ربما لم يكن مشهودا في الكثير من المشاركات.
وإذا ما أردنا الوقوف على مكتسبات المشاركة الأخيرة، فهي كثيرة ولا بد من البناء عليها، حتى لا تكون ظفرة محددة الوقت، فالمنتخب الذي قدم أجمل نهائي في تاريخ كأس العرب، حقق الكثير من المكاسب في البطولة، فالتتويج بالوصافة إنجاز تاريخي، والمباريات القوية كانت بمثابة إعداد حقيقي للمرحلة الأهم المتمثلة بكأس العالم، حيث منحت البطولة الجهاز الفني فرصة إقحام اللاعبين الأساسيين والبدلاء في منافسات حقيقية، ما يمنح المدرب تصورا كاملا عن قدرات اللاعبين، كما يوسع خيارات المدرب خلال المباريات من خلال تواجد البديل الجاهز، وهي ميزة ربما افقتدناها في سنوات ماضية، حيث كان الفارق شاسعا بين اللاعب الأساسي والبديل.
وإضافة إلى المكتسبات المادية الكبيرة، نجح المنتخب في عكس صورة مميزة عن الأردن المنتخب والشعب والثقافة والعادات والتقاليد، وأظهر للعالم أن هناك جمهورا رياضيا عاشقا ومحبا وموشحا بالأخلاق الرياضية، وهذا مكسب مهم يؤكد أهمية منتخب النشامى في الترويج للأردن، الذي أصبح على كل لسان عربيا وآسيويا بل وعالميا، بعد أن أبدع المنتخب، ما دفع منافسيه في كأس العالم إلى مراقبته والتعرف عليه وعلى وطنه وثقافته.
وليس أجمل من جملة قالها صديق عربي خلال المنافسات، “إن الأردن محظوظ بملك يتابع ويغرد لدعم منتخب بلاده، وولي عهد يتواجد في المدرجات لتحفيز اللاعبين، وأمراء يتفاعلون مع كل هجمة ولمحة فنية في المباريات، في مشهد يجسد تواضع وخلق الهاشميين، ويؤكد تعاضد القيادة والشعب لمصلحة بلادهم، وهو قل ما تجد نظيره في العالم، ما يعزز الأمن والأمان الذي يعيشها الأردن”.
وربما يكون تألق النشامى في كأس العرب، فرصة مثالية لإعادة تقييم العلاقة التشاركية بين الاتحاد والأندية لخدمة المنظومة كاملة، كما هو فرصة أيضا لإظهار أهمية المنتخب بالنسبة للحكومة والمؤسسات الرسمية، من خلال إرفاق الدعم الحكومي المعنوي بأشياء مادية ملموسة على أرض الواقع، مثل إحداث ثورة في البنية التحتية للملاعب، ورفع مخصصات اتحاد الكرة بشكل خاص والرياضة بشكل عام في الموازنة، ودعوة القطاع الخاص لتشاركية حقيقية في دعم المنتخبات والأندية.






