صدى الشعب_ ليندا المواجدة
في زمن تتسارع فيه الأخبار والصور والفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي أصبح “الترند” حديث الساعة الذي يشغل الناس ويصنع النقاشات اليومية لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول قيمته الحقيقية: هل هو مجرد موجة عابرة تنطفئ خلال أيام؟ أم أنه أداة للتأثير والتغيير يمكن أن تترك بصمتها على المجتمع؟
المحامي والناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي محمد طراد الزواهرة أوضح في حديثه لـ صدى الشعب أن الترند قد يكون سلاحًا ذا حدين فهو يفتح المجال أمام الشباب للتعبير وإيصال رسائلهم بسرعة لكنه في المقابل قد يتحول إلى أداة خطيرة إذا استُخدم للتضليل أو الإساءة أو نشر الشائعات.
وبيّن الزواهرة أن الترند ببساطة هو “الموضوع الأكثر تداولًا وتفاعلًا على منصات التواصل في فترة زمنية قصيرة” وهو ما يمنحه قوة الانتشار والتأثير.
واستعرض الزواهرة بداياته في عالم السوشال ميديا مشيرًا إلى أن دخوله لم يكن مخططًاًبل بدأ بفيديوهات ومحتوى بسيط ليتطور لاحقًا إلى مساحة للتفاعل مع قضايا الناس ونقل أفكار هادفة ، أما عن طبيعة المحتوى الذي يقدمه فأكد أنه يعتمد على البعد الإنساني والوعي المجتمعي، ويختار أفكاره بما يتماشى مع حاجات المتابعين وهمومهم.
وحول سؤال: من يصنع الترند اليوم؟ يرى الزواهرة أن الأمر مركّب “الناس جزء أساسي، لكن الخوارزميات والمنصات اليوم تتحكم بشكل كبير في إظهار ما تريد الترويج له، أحيانًا على حساب قضايا أهم”.
وأشار إلى أن الترند قد يكون أداة إيجابية عندما يُسخّر لقضايا إنسانية ومجتمعية، لكنه قد ينقلب إلى سلاح مؤذٍ عندما يُستخدم في التنمر أو الإساءة وتشويه السمعة وأضاف “الأثر النفسي والاجتماعي للترند كبير جدًا فهو يخلق حياة وهمية بعيدة عن الواقع وقد يدفع البعض للهوس بالمشاهدات واللايكات باعتبارها معيارًا للنجاح”.
كما حذّر من مخاطر الخصوصية الرقمية، مبينًا أن التطبيقات أصبحت بوابة لاختراق البيانات، وأن كثيرين يمنحون موافقات الاستخدام دون قراءة الشروط، ما يضع حتى معلوماتهم المالية في دائرة الخطر.
أما عن دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الترند، فاعتبر الزواهرة أن تقنيات مثل الصور المزيفة والفيديوهات المركبة (Deepfake) تزيد من صعوبة التمييز بين الحقيقة والوهم، وتشكل تهديدًا مباشرًا للثقة والمصداقية.
وفي البعد القانوني، أوضح أن الحماية من المحتوى المزيف تبدأ بالوعي والتدقيق، إضافة إلى استخدام الأدوات القانونية المتاحة، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه يرى لنفسه مسؤولية توعوية تجاه متابعيه.
ويبقى السؤال الأبرز: هل نستطيع أن نجعل الترند وسيلة توعوية بنّاءة تخدم المجتمع وتفتح آفاقًا جديدة، أم نسمح له بأن يسيطر على وعينا ويقودنا إلى واقع وهمي؟ الإجابة رهن بوعي الأفراد وكيفية تعاملهم مع ما يلمع أمامهم كل يوم






