صدى الشعب – كتب سند عكاش الزبن
لو قدر لك ان تزور الديوان الملكي العامر مع جموع الناس من أعضاء الأندية والجمعيات والمؤسسات الاجتماعية أو من ابناء العشائر الأردنية، فلعل الحظ يحالفك في نهاية الزيارة لتلتقط صورة تذكارية تزين بها حساباتك على تطبيقات التواصل الاجتماعي.
لكنني أريدك أن تلاحظ كيف تجتمع البساطة والفخامة في البناء والمكاتب، التي بنيت على مدى عقود بتصاميم تعبر عن شخصية ملوك بني هاشم من تواضع وجمال يتزين بملامح التراث وأصالة الإرث الهاشمي من آل البيت الأطهار العظيم.
لقد جال في ذهني هذا المشهد المتناغم وأنا أتساءل عن إنشاءات وديكورات في دار رئاسة الوزراء كلفت الملايين من الدنانير من موازنة الرئاسة ومن رعايات شركات من القطاع الخاص لا يعرف مقابلها بالتحديد.
فما الداعي إلى كل ذلك البذخ والإسراف والهدر في المال العام لتغيير أثاث ومكاتب بحالة ممتازة واستبدالها بأثاث باهظ الثمن وكسوِ الجدران بأثمن أصناف الأخشاب وتحويل مبنى الرئاسة إلى قصر لأحلام وزير الدولة وأمينه العام.
أين تعميمك يا دولة الرئيس الذي منعت به كافة مؤسسات الدولة من شراء الأثاث حتى وإن كان مرصوداً له في موازناتها؟ أين سياسة الترشيد وربط الأحزمة ؟ وما الفائدة من كل ما ينادي به النواب الموقرون لتخفيف النفقات العامة.
لابد من وقفة للسؤال ثم المساءلة عن حجم الإنفاق على الإنشاءات والديكورات التي حولت دار الرئاسة الى قصر ومتحف لرفاهية أمين عام ووزير، وحولت قصر الضيافة الذي كلف الملايين الى مكاتب لدولة الرئيس، فلماذا لا يعمل الرئيس في المكتب الذي خدم به أسلافه في المبنى الرئيسي لدار الرئاسة؟
كيف تقنعنا يا دولة الرئيس بأنك مهتم بأولئك البسطاء في جولاتك الميدانية متسلحاً بدفترك الصغير ، وفي مكتبك ثريا كريستالية تقدر بعشرات الآلاف من الدنانير.
ماذا ستقدم للمواطن المسكين وطاقم الرئاسة يعيشون كالسلاطين بمكافآت ومخصصات من حساب الرئيس الذي يفترض أن يكون حساب الفقراء والمحتاجين.
كم سيارة تصرف لكل وزير وكم سائق وسيارة لدى وزير الدولة وعطوفة الأمين، وما هو حجم أسطول سيارات رئاسة الوزراء الحقيقي؟
تلك البهرجة وتلك النفقات لا تشير الى حكومة تسعى لكسب ثقة المواطنين، فالطالب الذي لا يجد من يعيله ، والأرملة التي لا تجد من يساعدها في سداد فاتورة الكهرباء أو علاجها وووو، والموظف الذي لا يستطيع تأمين لقمة العيش لأبنائه أحق بأن يسألوك عن سبب هذا التبذير..
إن التعاطف مع الناس والسعي إلى خدمتهم يبدأ من مكتبك ومن وزير دولتك ومن يليه، لأن الأردنيين لن يقبلوا للإسراف أو للهدر أي عذر أو أي تبرير..
لدينا في ملوكنا قدوة عظيمة، بنظرتهم للامور، فإذا لم يكن التواضع فطرة فلابد من الفطنة لواقع الحال وظروف الأردنيين.
و”الباقي تفاصيل“
وللحديث بقية






