صدى الشعب – كتب: د. عايش النوايسة / خبيرٌ ومستشارٌ تربويٌّ
عَمِلَتْ وِزَارَةُ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ عَلَى تَطْوِيرِ إِطَارٍ عَامٍّ طَوِيلِ الْمَدَى لِسِيَاسَةِ الْمُعَلِّمِ، وَالَّذِي جَاءَ مُتَوَافِقًا مَعَ مَشْرُوعِ التَّحْدِيثِ الِاقْتِصَادِيِّ، وَيُمَثِّلُ الِاسْتِجَابَةَ لِلْهَدَفِ الرَّابِعِ مِنْ أَهْدَافِ التَّنْمِيَةِ الْمُسْتَدَامَةِ فِي تَطْوِيرِ الْمُعَلِّمِينَ، وَمُنْسَجِمًا مَعَ الْإِطَارِ الْعَامِّ لِسِيَاسَةِ الْمُعَلِّمِ فِي الْعَامِ 2011، ضِمْنَ إِنْجَازَاتِ الْمَرْحَلَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مَرَاحِلِ تَطْوِيرِ التَّعْلِيمِ نَحْوَ اقْتِصَادِ الْمَعْرِفَةِ (ERfKE)، وَالَّذِي جَاءَ بِنَاءً عَلَى الْقَنَاعَةِ بِأَهَمِّيَّةِ وُجُودِ سِيَاسَةٍ شَامِلَةٍ خَاصَّةٍ بِالْمُعَلِّمِ تُسْهِمُ فِي تَحْسِينِ نَوْعِيَّةِ التَّعْلِيمِ، وَذَلِكَ بِاعْتِمَادِ سِيَاسَاتٍ تَسْمَحُ بِاسْتِقْطَابِ أَفْضَلِ الْكَفَاءَاتِ إِلَى مِهْنَةِ التَّعْلِيمِ، وَاسْتِدَامَةِ تَوْفِيرِ مَوَارِدَ بَشَرِيَّةٍ (مُعَلِّمِينَ) فِي ظِلِّ نَقْصِ الْحَوَافِزِ وَعَدَمِ جَاذِبِيَّةِ الْمِهْنَةِ لِلْكَفَاءَاتِ. وَتَوْفِيرِ مُعَلِّمِينَ ذَوِي مَهَارَاتٍ وَاتِّجَاهَاتٍ حَدِيثَةٍ تَسْتَجِيبُ لِتَطْوِيرِ الْمَدْرَسَةِ وَتَطَلُّعَاتِهَا الْمُعَاصِرَةِ، وَتَوْفِيرِ إِطَارٍ عَامٍّ شَامِلٍ لِلتَّنْمِيَةِ الْمِهْنِيَّةِ لِلْمُعَلِّمِينَ.
وَأَدْرَكَتِ الْوِزَارَةُ أَهَمِّيَّةَ وُجُودِ إِطَارٍ مَرْجِعِيٍّ لِمَسَارِ النُّمُوِّ الْمِهْنِيِّ لِلْمُعَلِّمِ يَشْمَلُ الْحَوَافِزَ وَالرَّوَاتِبَ وَالرُّتَبَ وَالتَّرْفِيعَاتِ، وَفِي سَبِيلِ الْوُصُولِ إِلَى مَهْنَنَةِ التَّعَلُّمِ وَرَبْطِهِ بِإِجَازَةٍ مِهْنِيَّةٍ، لِذَا عَمِلَتِ الْوِزَارَةُ عَلَى تَطْوِيرِ بَرَامِجَ إِعْدَادٍ وَتَنْمِيَةِ الْمُعَلِّمِينَ مِهْنِيًّا كَجَانِبٍ هَامٍّ لِتَطْوِيرِ الْعَمَلِيَّةِ التَّعْلِيمِيَّةِ، كَمَا تَعْمَلُ حَالِيًّا ضِمْنَ أُطُرٍ مُحَدَّدَةٍ تَشْمَلُ إِطَارًا عَامًّا لِسِيَاسَةٍ شَامِلَةٍ وَمُتَكَامِلَةٍ لِإِعْدَادِ الْمُعَلِّمِينَ وَاسْتِثْمَارِ جُهُودِهِمْ وَمَسَارِهِمُ الْوَظِيفِيِّ.
وَإِعْدَادٍ فَاعِلٍ لِلْمُعَلِّمِينَ قَبْلَ الْخِدْمَةِ. وَتَطْوِيرِ مَنْهَاجٍ لِلتَّنْمِيَةِ الْمِهْنِيَّةِ لِلْكَادِرِ التَّعْلِيمِيِّ، مِنْ شَأْنِهِ تَأْطِيرُ كَافَّةِ أَشْكَالِ الْبَرَامِجِ وَالْأَنْشِطَةِ الْخَاصَّةِ بِالتَّنْمِيَةِ الْمِهْنِيَّةِ الَّتِي تُقَدَّمُ لِلْمُعَلِّمِينَ. وَتَشْمَلُ كَذَلِكَ مَسَارًا وَظِيفِيًّا وَاضِحًا لِلْمُعَلِّمِينَ مَبْنِيًّا عَلَى التَّنْمِيَةِ الْمِهْنِيَّةِ وَالْأَعْبَاءِ الْوَظِيفِيَّةِ وَالْأَدَاءِ الْمُتَمَيِّزِ الْمُقَيَّمِ بِالنَّتَائِجِ، وَيَنْعَكِسُ عَلَى الرُّتَبِ وَالرَّاتِبِ وَالْحَوَافِزِ وَالتَّرْفِيعِ، مَا يُرَسِّخُ ثَقَافَةَ التَّمَيُّزِ وَيُقَدِّمُ لِلْمُعَلِّمِينَ صُورَةً وَاضِحَةً عَنْ حَيَاتِهِمُ الْمِهْنِيَّةِ وَتَطَلُّعَاتِهِمْ وَفُرَصِ تَرَقِّيهِمْ، وَيُوَفِّرُ إِطَارًا مِهْنِيًّا لِإِعْدَادِ النِّظَامِ وَالتَّعْلِيمَاتِ وَالْأَدِلَّةِ الْخَاصَّةِ بِإِجَازَةِ التَّعْلِيمِ.
لِذَا طَوَّرَتِ الْوِزَارَةُ مَنْهَاجَ التَّنْمِيَةِ الْمِهْنِيَّةِ، وَحَدَّدَتْ أُسُسَ احْتِسَابِ السَّاعَاتِ الْمُعْتَمَدَةِ وَعَدَدَهَا، وَمَا هُوَ إِجْبَارِيٌّ وَاخْتِيَارِيٌّ مِنْهَا لِكُلِّ فِئَةٍ وَمُسْتَوًى مِنْ فِئَاتِ وَمُسْتَوَيَاتِ الرُّخْصَةِ الْمِهْنِيَّةِ، وَتَنْشُرُهَا لِلْمَعْنِيِّينَ بِالطُّرُقِ الْمُنَاسِبَةِ. وَحَدَّدَتِ الْوِزَارَةُ أُسُسَ اعْتِمَادِ مُزَوِّدِي الْخِدْمَةِ فِي الْقِطَاعِ الْخَاصِّ، وَأُسُسَ اعْتِمَادِ الْمُدَرِّبِينَ وَالْخِبْرَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ مِنْ خَارِجِ الْوِزَارَةِ، وَتُمَكِّنُ الرَّاغِبِينَ فِي التَّنْمِيَةِ الْمِهْنِيَّةِ مِنْ خِلَالِ مُزَوِّدِي الْخِدْمَةِ الْخَارِجِينَ، وَتُصْدِرُ قَوَائِمَ الْمُزَوِّدِينَ وَالْبَرَامِجِ الْمُعْتَمَدَةِ وَتُعْلِنُهَا لِلْمَعْنِيِّينَ. وَحَدَّدَتِ الْوِزَارَةُ سِيَاسَةَ تَقْيِيمِ الْأَدَاءِ بِمَا يُحَقِّقُ الْعَدَالَةَ وَالتَّنَافُسِيَّةَ وَفْقَ مَنْظُومَةِ النَّزَاهَةِ وَالشفافية الْمَعْمُولِ بِهَا، وَنَوْعِيَّةِ التَّقْيِيمِ الدَّاخِلِيِّ وَالْخَارِجِيِّ، وَالْأَدِلَّةِ الْمَطْلُوبَةِ لِكُلِّ رُتْبَةٍ.
وَحَدَّدَتِ الْوِزَارَةُ أُسُسَ احْتِسَابِ الْإِنْجَازَاتِ الْمِهْنِيَّةِ وَالنِّقَاطِ الْمُعْتَمَدَةِ وَالْأَدِلَّةِ الْمَطْلُوبَةِ لِكُلٍّ مِنْهَا، وَأَصْدَرَتْ فِي الْعَامِ 2024 نِظَامًا جَدِيدًا لِرُتَبِ الْمُعَلِّمِينَ وَآلِيَّاتٍ وَأَدَوَاتٍ لِلْحُصُولِ عَلَى كُلِّ رُتْبَةٍ، وَارْتَبَطَ التَّقْيِيمُ بِالدَّرَجَةِ الْأُولَى بِاخْتِبَارَاتِ التَّنْمِيَةِ الْمِهْنِيَّةِ الَّتِي تُعْقَدُ بَعْدَ حُضُورِ الْمُعَلِّمِ لِلْبَرْنَامَجِ التَّدْرِيبِيِّ، وَالْهَدَفُ مِنْهَا قِيَاسُ مَا تَحَصَّلَ عَلَيْهِ الْمُعَلِّمُ مِنْ مَعَارِفَ وَمَهَارَاتٍ وَخِبْرَاتٍ جَدِيدَةٍ بِهَدَفِ عَكْسِهَا عَلَى تَعَلُّمِ وَتَعْلِيمِ الطُّلَّابِ، وَكَذَلِكَ ارْتَبَطَ التَّقْيِيمُ لِلْحُصُولِ عَلَى الرُّتْبَةِ بِالْمُمَارَسَاتِ الْمِهْنِيَّةِ فِي عِدَّةِ جَوَانِبَ مِنْهَا الْأَدَاءُ الصَّفِّيُّ الْمُمَيَّزُ مِثْلَ (إِدَارَةٍ صَفِّيَّةٍ، وَدَعْمٍ مُتَمَايِزٍ، وَدَعْمٍ نَفْسٍ اجْتِمَاعِيٍّ، وَإِسْتِرَاتِيجِيَّاتِ تَدْرِيسٍ مُتَنَوِّعَةٍ، وَتَقْوِيمٍ صَفِّيٍّ، وَتَفْرِيدِ التَّعْلِيمِ، وَإِثَارَةِ الدَّافِعِيَّةِ وَالتَّحْفِيزِ، وَمَسْؤُولِيَّةِ الطُّلَّابِ، وَالتَّعَلُّمِ لِلْحَيَاةِ، وَدَمْجٍ وَتَوْظِيفِ التِّكْنُولُوجْيَا، وَالْعَدْلِ، وَالْمُسَاوَاةِ، وَمُرَاعَاةِ احْتِيَاجَاتِ ذَوِي الْإِعَاقَةِ)، وَأَعْمَالٍ تَعْلِيمِيَّةٍ مِثْلَ (تَحْلِيلِ مُحْتَوَى مَنْهَاجٍ، وَخُطَطٍ فَصْلِيَّةٍ وَسَنَوِيَّةٍ، وَتَصْمِيمِ تَعَلُّمٍ، وَأَوْرَاقِ عَمَلٍ، وَجَدْوَلِ مُوَاصَفَاتِ اخْتِبَارٍ، وَأَدَوَاتِ تَقْوِيمٍ وَاخْتِبَارَاتٍ، وَتَحْلِيلِ نَتَائِجَ، وَخُطَطٍ إِثْرَائِيَّةٍ وَعِلَاجِيَّةٍ)، وَالْأَدَاءِ الْمَدْرَسِيِّ الْجَيِّدِ: سُلُوكٍ مِهْنِيٍّ، وَتَبَنِّي خُطَطٍ وَمَشَارِيعَ التَّعْلِيمِ الْوَطَنِيَّةِ، وَفِرَقٍ وَلِجَانٍ مَدْرَسِيَّةٍ، وَأَنْشِطَةٍ لَاصَفِّيَّةٍ، وَالنَّشَاطِ الْمَدْرَسِيِّ وَفِرَقِ الْعَمَلِ الْمَدْرَسِيَّةِ، وَالتَّخْطِيطِ الْمُشْتَرَكِ، وَالْقِيمَةِ الْمُضَافَةِ لِلطُّلَّابِ (تَحْسِينِ تَعَلُّمِ الطُّلَّابِ، وَتَعْدِيلِ سُلُوكٍ، وَمُعَالَجَةِ مُشْكِلَاتِ التَّحْصِيلِ، وَرِعَايَةِ الْمَوْهُوبِينَ، وَبِيئَةٍ آمِنَةٍ خَالِيَةٍ مِنَ الْعُنْفِ الْمَبْنِيِّ عَلَى النَّوْعِ الْاجْتِمَاعِيِّ، وَمَصَادِرَ تَعَلُّمٍ).
و يَأْتِي تَطْوِيرُ سِيَاسَةِ الْمُعَلِّمِ فِي الأُرْدُنِّ كَخُطْوَةٍ اسْتِرَاتِيجِيَّةٍ تَهْدِفُ إِلَى تَعْزِيزِ مِهْنِيَّةِ التَّعْلِيمِ، وَتَحْسِينِ أَدَاءِ الْمُعَلِّمِ، مِنْ خِلَالِ إِطَارٍ شَامِلٍ لِلتَّنْمِيَةِ الْمِهْنِيَّةِ، يَسْتَنِدُ إِلَى مَعَايِيرَ وَاضِحَةٍ لِلتَّقْيِيمِ وَالتَّرَقِّي وَالْحَوَافِزِ. وَتَسْعَى هَذِهِ السِّيَاسَةُ إِلَى اسْتِقْطَابِ الْكَفَاءَاتِ وَتَأْهِيلِهَا، وَتَوْفِيرِ بِيئَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ دَاعِمَةٍ، مَا يَنْعَكِسُ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ عَلَى جَوْدَةِ التَّعْلِيمِ، وَيُعَزِّزُ مِنْ كَفَاءَةِ النِّظَامِ التَّعْلِيمِيِّ فِي تَحْقِيقِ مَخْرُجَاتِ تَعَلُّمٍ فَعَّالَةٍ وَمُسْتَدَامَةٍ.






