صدى الشعب- كتب عبدالرحمن البلاونه
ما يزال جيش الاحتلال الصهيوني الغاشم، ينكل بأبناء غزة، ويمعن في تقتيلهم، ويرتكب مجازر يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان، جرائم وحشية متكررة وجرائم ضد الإنسانية تستهدف كل شيء، الشجر والحجر والانسان، ومجازر إبادة جماعية على مرأى من العالم القذر، تنفذها قوات الاجرام الصهيوني بحق الأبرياء، الذين يرزحون تحت القصف الصهيوني، بلا مأوى ولا مياه ولا غذاء ولا علاج، يموتون من الجوع والعطش، قبل قصفهم، وتنخر الأمراض أجسادهم، لعدم وجود الرعاية الصحية.
لا أحد يستطيع وقف تلك الانتهاكات أو يجرؤ على مطالبة الحكومة الإسرائيلية التي يقودها مجرمو حرب، بوقف المجازر، ووضع حد لجرائمها ضد الإنسانية، والاضطهاد القتل الذي يمارسه الكيان المسخ، المارق، المتمرد على كل العالم بمواثيقه واتفاقياته، بحق أصحاب الأرض الشرعيين.
ان القنابل التي اسقطتها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة في غضون عشرون شهرا و تسببت بتدمير المباني والمدارس والمساجد والمستشفيات وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، في حرب إبادة قذرة، بدعم عالمي، وتواطؤ وتخاذل عربي والإسلامي، كفيلة بأن تجعلها قاعاً صفصفا، بلا بشر أو شجر.
لقد استخدمت اسرائيل جميع أنواع الأسلحة والقذائف، ومعظمها أمريكية الصنع، واستخدمت القنابل المحرمة دوليا ضد الأطفال والنساء، واستخدمت قنابل الفوسفور الأبيض، والقنابل الموجهة، وغير الموجهة، والذكية، وأحدث الأسلحة، التي حولت أجسام الأطفال الأبرياء، إلى أشلاء، ويحرقون وهم أحياء، و تغمرهم دماءهم الزكية، دون أن تحرك هذه المشاهد ضمير العالم القذر.
واستخدمت التجويع كسلاح حرب، في حرب لا أخلاقية، حيث يموت الفلسطينيون – بمن فيهم الأطفال – من مضاعفات الجوع، ويقتلونهم في المستشفيات، وهم على أسرة الشفاء، يقصفون الخيام، وينكلون بهم ويسومونهم سوء العذاب.
لقد سقطت كل الخرافات الأكاذيب الدولية، والشعارات التي يتبناها ويتغنى بها العالم الغربي، من حقوق الانسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، وظهرت حقيقتهم البشعة، وادعاءاتهم الباطلة والكاذبة، وانكشف زيفهم وقذارتهم، وحقدهم الذي صبوه على الأطفال والنساء صباً، وانكشفت مخططاتهم التي يسعون من خلالها لتفريغ القطاع من أهله ظلما وافتراءً لتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية، والاستيلاء على الأرض الفلسطينية وغازها.
لقد أثبت الغزِيون رجولتهم، بصمودهم الأسطوري، وتشبثهم بأرضهم، رغم القصف العنيف، والقتل، والدمار الشامل، وشدة التجويع، وقطع المياه، والكهرباء، وتدمير كل شيء، وانعدام سبل الحياة، ومحاولات التهجير، إلا أنهم صامدون متمسكون بارضهم، التي لن يتخلوا عنها مدى الحياة، على الرغم من الخذلان، و تخلي القريب والبعيد، والصديق والشقيق عنهم.