الحرف اليدوية نافذة للإبداع ومصدر دخل مستدام
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونــة
تُعد الحرف اليدوية من أبرز الوسائل التي تمكن الأفراد التعبير عن إبداعهم، وفي الوقت ذاته تمثل مصدرًا مهمًا للدخل، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية وصعوبة الحصول على فرص عمل تقليدية ، إذ تفتح هذه الحرف المجال أمام النساء والشباب لتأسيس مشاريعهم الخاصة وتحقيق الاستقلال المالي، بالإضافة إلى تعزيز الصناعات المحلية والحفاظ على التراث.
في هذا السياق، تقول السيدة وسام الشمايلة، وهي صاحبة مشروع حرفي مميز في محافظة الكرك “أنهيت دراسة دبلوم معلم صف، لكنني لم أجد فرصة عمل في مجالي، وبعد وفاة زوجي، بدأتُ رحلتي مع الحرف اليدوية عام 2016، بدعم كبير من والدي، وكان ذلك بمثابة نقطة تحول في حياتي” .
وأضافت الشمايلة أن مشروعها كان أول مشروع نسائي من نوعه في محافظة الكرك، حيث بدأت من منزلها بطباعة حرارية وغير حرارية على الأكواب، والملابس، والأكياس القماشية، والميداليات الخشبية والأكريليك، بالإضافة إلى التوزيعات الورقية، والفناجين، والسخانات، والملابس المخصصة للمناسبات.
وأشارت الشمايلة إلى ان مشروعها كان في البداية مشروعًا بسيطًا ومنزليًا، لكنه ساعدها كثيرًا في إعالة نفسها وأطفالها.
وأوضحت الشمايلة أنها مع مرور الوقت شعرت برغبة كبيرة في تطوير المشروع، فقررت توسيعه من خلال فتح محل يجمع بين المشغل والمعرض، ليكون مساحة تعرض فيها أفكارها وتنفذ الطلبات حسب رغبة الزبائن.
وتقول الكثير من المنتجات التي أقدمها هي من تصميمي الشخصي، ووجود محل ساعدني على عرض ابتكاراتي بحرية، وهو ما زاد من الإقبال على المنتجات.
وأشارت الشمايلة إلى موقع هذا المحل اذ يقع في محافظة الكرك – الثنية – شارع ركن الفلافل، وتطمح من خلاله إلى توسيع المشروع على مستوى المحافظة، ليصبح أكثر شمولًا وهدفًا، كونه مصدر دخل رئيسي لها ولأطفالها.
كما تسعى إلى تشغيل أشخاص من المجتمع المحلي، لا سيما النساء والشباب، من خلال تدريبهم على هذه المهنة وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم لاحقًا من تأسيس مشاريعهم الخاصة.
وأضافت الشمايلة أنها تستهدف في السوق مناسبات مختلفة مثل الأعياد الوطنية، والأعراس، وحفلات التخرج، ما يجعل مشروعها ديناميكيًا ومتجددًا دائمًا حسب حاجة السوق.
وأكدت أن هذا المشروع جعلها مستقلة، وقادرة على تحمل مسؤولية نفسها وبيتها وأطفالها، وتقول من المهم أن يكون الشخص مستقلًا في عمله، حرًا في قراراته، وقادرًا على تيسير أموره بنفسه. أنصح الشباب بالاتجاه نحو تعلم الحرف اليدوية، فهي ليست فقط وسيلة لكسب المال، بل أيضًا مهارة جميلة قد تفتح أمامهم أبوابًا كثيرة.
وسام الشمايلة قصة تبين كيف يمكن للإرادة والإبداع أن يصنعا الفارق ،فمشروعها لم يكن فقط مصدر دخل، بل رسالة ملهمة تؤكد أهمية أن يملك الفرد زمام المبادرة، ويحوّل التحديات إلى فرص.
وتشير تجربتها إلى أن الحرف اليدوية قادرة على بناء مستقبل مهني مستقر، وتحقيق طموحات تبدأ من البيت وتمتد إلى المجتمع بأكمله.