الكاتبة – ندى جمال
كثيراً ما يدخل أحدهم إلى محطة القطار ويكون آخرهم على وشك التحرك للمغادرة، فيجد نفسه تلقائياً يعدو للحاق به وبالفعل قد يتعلق بالعربة الأخيرة، ويتنفس الصعداء، لكن ما إن ينتبه حتى يكتشف أنه أجهد نفسه في العدو واللحاق بالقطار الخطأ الذي يتوجه إلى مقصد آخر غير الذي كان يريده.
هذا ما يحدث كثيراً في سوق الزواج هذه الأيام، فنتيجة لما تشعر به بعض الفتيات من قلق خشية ألا يلحقن بقطار الزواج، يقبلن بأي عريس لكونه المنقذ بنظرهن، فهو الفرصة الأخيرة.
الغريب عند القبول لمجرد الاحتماء بظل رجل..مجرد رجل، قد لا يكون حلاً للمشكلة بل منشأ لخلافات أكبر وربما مصائب، لأنه كما يقال “في العجلة الندامة وفي التأني السلامة” طالما سلَمنا بأن الزواج قسمة ونصيب، لذلك أختي العزيزة لا تستبقي الأحداث ولا تتهمي نفسك بما يقلل منها ويعيبها، ولا تكوني عدوة نفسك بل كوني رفيقة طَيِّبَة لها وخذي بيدها، ولا تبتئسي من مجتمعك بل ادعي لهم بأن يفرحوا بأنفسهم أولا ثم يلتفتوا لغيرهم وأن يشفقوا على حالهم، وطوّري من نفسك مهما شئت، وتعلّمي وتطوّعي وبادري لعمل الخير وكوني ذَات نفس طيبة لا تقبل إلا الطيب.
ولتعلم كل فتاة، أن نصيبها ينتظرها في وقت معين ومع رجلٍ معين، تجد معه الحب والحنان والراحة النفسية ولن يفيد التسرع في القبول بأي عرض، خصوصاً وأن بمن وجد نفسه بمثابة طوق النجاة، فلابد أن يتدلل وعلى شروطه التي لاتناسبها، حينها فقط يدرك الجميع أن السبب في كل ذلك كان التعجل للحاق بالقطار الخطأ فلا تهابي الشمس لتجلسي في ظل الحوائط.