فيما أكدت الحكومة، أمس، أن سبب الانقطاع الشامل للتيار الكهربائي بالمملكة يعود لخلل في شبكة الربط المصرية، استبعدت مصادر أخرى أن يكون هذا السبب الرئيس في الانقطاع بسبب إمكانية الفصل عن الشبكة المصرية والتحول إلى البدائل المتنوعة.
وأوضحت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، رسميا، أن السبب بانقطاع الكهرباء عن المملكة، وقع بسبب عطل في الشبكة المصرية المغذية لشبكة المملكة، ما أدى إلى توقف الشبكة الوطنية عن العمل.
وشهدت المملكة أمس انقطاعا عاما في التيار الكهربائي شمل مختلف مناطق المملكة قبل أن يعود التيار تدريجيا إلى هذه المناطق.
وأكدت مصادر في الهيئة، أنها وبالتعاون مع شركة الكهرباء الوطنية، عملت على ضمان سرعة إعادة التيار.
وأشارت المصادر إلى أن العودة كانت تدريجية على مراحل بدءا من الجنوب وصولا إلى جميع مناطق المملكة.
ولم تتمكن “الغد” من الحصول على رد من وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي ومدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة حول تفاصيل العطل وضمانات عدم تكرار حدوثه، رغم الاتصالات المتكررة.
وقال المدير العام السابق لشركة الكهرباء الوطنية د. أحمد حياصات “إن العطل إذا كان سببه فعلا الشبكة المصرية فإنه كان بالإمكان الفصل عن هذه الشبكة والاكتفاء بالمصادر المحلية المتعددة لتوليد الكهرباء”.
وذكر بالعطل المشابه الذي جرى العام 2004، وأدى إلى انقطاع عام مشابه، مشيرا إلى أن العطل حدث وقتها مساء عند الساعة 7:50 دقيقة أثناء تركيب محطة لخفض الضغط في شركة توليد الكهرباء المركزية في ذلك الوقت، ما أدى إلى إطفاء شامل في المحطة التي كانت وقتذاك تغذي المملكة بنحو 60 % من احتياجاتها من الكهرباء، أما الآن فهناك مصادر متعددة للكهرباء ما بين الغاز الطبيعي والمسال والطاقة المتجددة.
وبين أن المسؤولية ألقيت في ذلك الوقت على انقطاع الغاز المصري الذي كان المصدر الوحيد تقريبا لتوليد الكهرباء على خلاف ما هو عليه الآن، بينما كان السبب الحقيقي هو العطل في محطة العقبة الحرارية التابعة لشركة توليد الكهرباء.
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية، عصر أمس، عن البدء التدريجي لإعادة التيار الكهربائي بدءا من العقبة ومحافظات الجنوب بعد انقطاع دام أكثر من ساعتين ونصف في بعض المناطق، حيث بدأ الانقطاع قرابة الواحدة ظهرا قبل أن تعلن “الوطنية” بدء العودة التدريجية مع حلول الساعة الثالثة والربع تقريبا.
ومن جهته، قال المستثمر في قطاع الطاقة م. فراس بلاسمه، إنه ومن الناحية الهندسية، يمكن أن يحدث الإطفاء الشامل في حال تم فصل كلي عن الشبكة المصرية، إلا أن ما حدث أمس بالتفصيل هو لدى شركة الكهرباء الوطنية وإن كان له أي أسباب وتبعات أخرى.
وبين أن الهدف الوحيد من الربط مع الشبكة المصرية هو الحفاظ على استقرارية الشبكة.
وسبق ذلك أن أكد مسؤولون في شركات توزيع الكهرباء أن العطل الحاصل ليس على شبكاتهم وإنما على الشبكة الرئيسية التابعة لشركة الكهرباء الوطنية، وأن الشركات ملتزمة بإعادة التيار تدريجيا بمجرد وصوله من المزود الرئيسي، أي الكهرباء الوطنية.
ومن جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية “إدامة” للطاقة والبيئة والمياه سامر جودة، إن محطات الطاقة المتجددة عادت إلى العمل تدريجيا بعد استقرار التيار على الشبكة الوطنية.
وأكد جودة ضرورة التحقيق بأسباب الحادثة لضمان عدم تكرارها مستقبلا.
ومن جهتها، أصدرت شركة العطارات للطاقة بيانا على إثر تداول اسمها بعد الانقطاع الكهربائي الواسع عن الأردن، أكدت فيه عدم مسؤولية مشروع الشركة عن العطل الذي أدى إلى انقطاع التيار.
وقالت الشركة في بيانها “انتشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإخبارية معلومات تفيد بأن سبب انقطاع التيار الكهربائي في المملكة جاء نتيجة قيام شركة الكهرباء الوطنية نيبكو بربط التشغيل التجريبي للشركة عبر الشبكة الوطنية، وهو كلام عار عن الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة، حيث إنه بعد الانتهاء من عملية الربط توقفت شركة العطارات عن التشغيل وأنها ومنذ يوم الأربعاء لم ترسل الكهرباء عبر الشركة الوطنية ولم تقم بأي عملية إنتاج للكهرباء من الصخر الزيتي”.