صدى الشعب – قال عميد كلية طب الاسنان في الجامعة الهاشمية ورئيس قطاع الصحة في اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب الاستاذ الدكتور زياد الدويري بمناسبة اليوم العالمي لصحة الفم والاسنان الذي يصادف اليوم الخميس، انه ولطالما وجدت مشاكل في صحة الفم والاسنان على المستوى العالمي، فإنه يمكن الوقاية من العديد من أمراض الفم وعلاجها من خلال اجراءات وتدابير توعوية فعالة وعالية الجودة حتى يتمكن جميع افراد المجتمع من الحصول على المعلومات الضرورية و الرعاية اللازمة للعناية بصحة الفم والاسنان.
وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية تم نشره مؤخرا عن ازدياد عدد حالات الإصابة بأمراض تسوس الاسنان وامراض اللثة والانسجة الداعمة وفقدان الاسنان على الصعيد العالمي بشكل لافت، مشيراً إلى أن أكثر الفئات السكانية معاناة من عبء أمراض الفم والاسنان وحالاته هم الأشخاص ذوي الدخل المنخفض، حيث بينت دراسات مختلفة وجود صلة وثيقة للغاية بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي (الدخل والمهنة والمستوى التعليمي) وانتشار درجة أمراض الفم في مختلف الفئات العمرية وبين جميع الفئات السكانية. هذا باالاضافة الى انتشارها لدى الأشخاص ذوي الإعاقة، وكبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو في دور الرعاية، وفي المجتمعات المحلية النائية.
واشار الدكتور الدويري الى ان أهمية اليوم العالمي لصحة الفم والأسنان تكمن في انه يهدف الى زيادة الوعي العالمي بالقضايا المتعلقة بالصحة الفموية وبأهمية الاعتناء بنظافة الفم والأسنان واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قليل السكريات، ومكافحة التدخين اضافة الى تشجيع الفحص الدوري للأسنان. ويرجع تاريخ إطلاق هذا اليوم من قبل الاتحاد العالمي لاطباء الاسنان لأول مره وبشكل فاعل في عام 2013 على شكل حملات وانشطة توعوية في جميع أنحاء العالم في أكثر من 130 دولة.
وبين الدويري ان فكرة انشاء هذة المناسبة السنوية جاءت بسبب العبء الصحي الذي تشكلة امراض الفم والاسنان على الناس وعلى العديد من الدول حيث تشير التقديرات إلى أن أمراض الفم تؤثر على ما يقرب من 3,5 مليار شخص وان نخر الأسنان الدائمة غير المعالج هو المرض الصحي الأكثر شيوعاً وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية المتعلق بعبء المرض العالمي لعام 2022 وان نحو مليارَي شخص يعانون من تسوس الأسنان الدائمة و514 مليون طفل يعانون من تسوس الأسنان الأولية (اللبنية) اضافة الى التكلفة العلاجية والتي في اغلب الاحيان لا يتم شمولها بالتغطية الصحية الشاملة، كما ان معظم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لا توفر خدمات كافية للوقاية من أمراض صحة الفم وعلاجها.
اما على الصعيد المحلي في المملكة الاردنية الهاشمية وحسب التقريرالمشار اليه اشار الدويري الى ان معدل انتشار تسوس الاسنان غير المعالج في الأسنان اللبنية لدى الأطفال 1-9 سنوات بلغ ما يقارب 43% وان انتشار التسوس غير المعالج للأسنان الدائمة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 5 سنوات 39% في حين ان معدل انتشار أمراض اللثة الحادة لدى الأشخاص 15 سنة فأكثر 13% مقارنة ب 19% على الصعيد العالمي وان معدل انتشارفقدان الاسنان لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 20 عامًا 7% وهو مماثل تماما للمعدل العالمي وترتفع النسبة إلى 23% في صفوف البالغين من العمر 60 عاماً فأكثر.
واكد الدكتور الدويري ان انتشار أمراض الفم والاسنان الرئيسية يتزايد على الصعيد العالمي ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عدم التعرض بالقدر الكافي للفلوريد (في إمدادات المياه ومنتجات نظافة الفم مثل معجون الأسنان)، وإلى توافر الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر بأسعار في متناول الجميع، ونقص توافر خدمات رعاية صحة الفم في المجتمعات المحلية. وقد أدى تسويق الأغذية والمشروبات الغنية بالسكر، فضلاً عن التبغ والكحول، إلى تزايد استهلاك المنتجات التي تسهم في الإصابة بأمراض الفم والاسنان
وبين، أن التقديرات الأخيرة تشير إلى أن مليار شخص في العالم يعانون من اصابات الاسنان وتجويف الفم ، ويبلغ معدل انتشارها بين الأطفال حتى سن 12 عاماً قرابة 20%. ويمكن أن تحدث صدمة الفم والأسنان بسبب عوامل فموية مثل عدم محاذاة الأسنان وعوامل بيئية (مثل الملاعب غير الآمنة وسلوك المخاطرة وحوادث الطرق والعنف) علما بأن علاج هذة الحالات يكون مكلفا في اغلب الاحيان ويحتاج الى متابعة لفترة طويلة وقد يؤدي أحياناً إلى فقدان الأسنان، مما يفضي إلى مضاعفات تتصل بنمو الوجه والنمو النفسي ونوعية الحياة، منوها بأهمية التركيز على اتخاذ إجراءات هادفة بجهود جماعية لرفع مستوى الوعي بأهمية صحة الفم والاسنان، والتعاون على نشر المعرفة لتشجيع أكبر عدد ممكن من افراد المجتمع على الاعتناء بالصحة الفموية، وحماية جودة حياتهم
وقال، إنه يمكن الحد من عبء أمراض الفم والاسنان من خلال تدخلات الصحة العامة التي تشمل اتباع نظام غذائي متوازن جيداً ومنخفض السكريات الحرة وغني بالفواكه والخضروات، وتفضيل اتخاذ الماء مشروباً رئيسياً؛ واستخدام معدات الحماية للحد من احتمالات إصابة الاسنان والوجه وتحسين فرص الحصول على معجون الأسنان المفلور الفعّال. ولاننسى اهمية شمول خدمات الرعاية الصحية السنية ضمن نطاق التأمين الصحي الشامل وتحسين دمج هذة الخدمات العلاجية ضمن الرعاية الصحية الأولية مع تعزيز نظم المعلومات بجمع بيانات الصحة السنية والفموية لافراد المجتمع لتكون جزءا من نظام معلوات صحية وطنية.
لذلك فإنه وفي اليوم العالمي لصحة الفم والأسنان الذي ركز هذا العام على اهمية الربط بين سلامة الصحة الفموية وصحة الجسم بشكل عام لابد من التأكيد على ان الوقاية من أمراض الفم واكتشافها وعلاجها مبكرًا يعد أمرًا بالغ الأهمية للحد من تأثيرها على صحة الجسم بالكامل اذا ما ادركنا ان معظم أمراض الفم تشترك بعوامل الخطر الشائعة مع الأمراض الجهازية الأخرى.
فيما يتعلق بالأثر الاقتصادي لعلاج أمراض الفم والوقاية منها في المملكة الاردنية الهاشمية فقد ذكر الدكتور الدويري ان تقرير منظمة الصحة العالمية اشار الى تحسن ملحوظ في إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية للأسنان والسياسات والتدابير المتخذة ووجود الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الرعاية الصحية السنية و توافر إجراءات الكشف عن أمراض الفم ومعالجتها في مرافق الرعاية الأولية.
مؤكدا على ان تكاليف الرعاية الصحية السنية المدفوعة من الأموال الخاصة قد تشكل حواجز رئيسية أمام الحصول على الرعاية المطلوبة مما يستدعي التحول من النهج العلاجي التقليدي إلى نهج وقائي يشمل برامج التوعية لصحة الفم داخل الأسرة والمدارس وأماكن العمل، وتقديم الرعاية الشاملة في الوقت المناسب.
ولما تشكلة امراض الفم والاسنان من اهمية فإنه لابد من التركيز في برامج التوعية على طلبة المدارس من مختلف الفئات العمرية وان لاتقتصر هذه البرامج على الكشف فقط بل تتعداه الى تقديم الرعاية المناسبة في مراكز متخصصة مقرونة بالتشخيص الدقيق والوقوف على الاسباب وان تشمل كذلك التوعية بالنظام الغذائي الامثل اضافة الى المتابعة الدورية والحثيثة للطلبة ولفترة طويلة مع التأكيد على ان يكون ذوو الطلبة جزءا مهما من هذه البرامج.
وبين الدويري ان وجود وتفعيل نظام وطني على مستوى المملكة للمعلومات المتعلقة بامراض الفم والاسنان والاجراءات العلاجية المقدمة والمتابعات يساهم بشكل كبير في ان تحقق برامج التوعية اهدافها ويساهم في التقليل من حدوث امراض الفم والاسنان ليكون ضمن استراتيجية واضحة بخطة عمل تفصيلية لترجمتها إلى ممارسات فعلية مع وجود إطار رصد لتتبع التقدم المنجزومؤشرات لقياس الاداء ضمن فترة محددة.
واشاد الدكتور الدويري بدورالجامعات في هذا المجال من خلال تقديم الرعاية الصحية السنية الشاملة والمتخصصة والبرامج التوعوية والايام الطبية المجانية خصوصا مع افتتاح العديد من كليات طب الاسنان مؤخرا و في مناطق حيوية كالجامعة الهاشمية في منطقة اقليم الوسط التي ستساهم بشكل فعال في تقديم برامج التوعية وخدمات الرعاية الصحية السنية لاهالي الاقليم. ومن المهم كذلك ان يتم توعية طلبة الجامعات بأهمية الرعاية الصحية الفموية والسنية من خلال طرح مساقات تقدمها كلية طب الاسنان لغير طلبة الكلية وقد اتخذت الجامعة الهاشمية خطوات مهمة في هذا المجال
وأكد الدويري بضرورة التركيزودعم الدراسات والابحاث العلمية السريرية طويلة المدى لضمان توفر قاعدة بيانات علمية وبحثية تساهم في نوعية الاجراءات المتخذة والسياسات المرسومة في هذا المجال.