صدى الشعب – فايز الشاقلدي
من أراد أن ينظر إلى ركن من أركان الجنة فلينظر إلى البيت المقدس ، بمجرد ان تدرك هذه اللحظة ونتحدث ونؤمن أن كل الازمات التي تحيط بالدول العربية سببها هو الرغبة في السيطرة على القدس والمقدسات الاسلامية خصوصًا وفلسطين عموماً ، واطلاق مخطط تهويدي جديد لإقامة ” مقهى ومطلة ” فوق حائط البراق ، دلالة على حكومة الاحتلال ما زالت تبرهن نهجها وميلها للتطرف والتصعيد .
جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريش ، بعد ظهوره في باريس في مؤتمر وعرض خلفه خريطة ” اسرائيل الكبرى ” ، تضم داخل حدودها إسرائيل والضفة الغربية والمملكة الاردنية الهاشمية ، امر لا يمكن السكوت عنه ، بحسب بعض التغريدات على ” تويتر ” .
هذه التصريحات احدثت ردود فعل كبيرة وبالذات من الجانب الاردني حيث تم استدعاء السفير الإسرائيلي في عمّان، إلى مقر وزارة الخارجية ، وتم إبلاغه رسالة احتجاجٍ شديدة اللهجة لنقلها الى حكومته، وأكدت الخارجية إدانة الحكومة الأردنية للتصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة واعتبارها تمثل تصرفا تحريضيا ، وتم ابلاغ السفير بأن ذلك يمثل تصرفاً عنصرياً متطرفاً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.
وهنا رد الجانب الاسرائيلي وفق ما بث على قناة ” كان 11″ العبرية بأنه ” لم يطرأ أي تغيير على موقف إسرائيل التي تعترف بوحدة أراضي المملكة الهاشمية ” .
وزير الخارجية أيمن الصفدي ، وصف تصريحات سموتريش بأنها عنصرية واستفزازية وتعكس فكراً إقصائياً متطرفاً ، وقال ان” المنطقة لن تنعم بالاستقرار الا إذا انتهى الاحتلال ، داعياً الحكومة الاسرائيلية الى الاعلان بشكل واضح ان حديث وزير المالية لا يمثلها .
لم يدرك الاسرائيليون أن المتطرفين اليهود سوف يزيدون من حالات العنف ، ولم يدركوا ما تمثله
للقدس من اهمية خاصة في قلوب المسلمين عامةً ، وللفلسطينيين خاصةً ، وبما تمتلك من قيم غنية ومعالم وآثار تاريخية عريقة ترجع الى الاف السنين ، فالمخطط التهويدي لبناء ” مقهى ومطلة ” فوق حائط البراق جاء لتغيير الواقع بالاقصى .
باحثون مختصون في شؤون القدس غردوا ، ان اقامة المقهى جاء لتهويد حائط البراق وأسفل المسجد الاقصى ومحيطه ، معلاً ابو احمد ان تنفيذ مشاريع كبيرة ذات دلائل تهويدية تلمودية تقوم على تحريف وتزوير الحقائق .
لذلك إنّ المكانة العظيمة للقدس ممتدّة من الماضي إلى المُستقبل، وستظلّ هذه المكانة قائمة أبدًا، وحّق المسلمين فيها لا يُمكن أن تُنكره القلوب حتى وإن أنكرته الألسنة .