كتب. المهندس/ عامر عليوي
بتعبير فلاحي على قول جدّي الله يرحمه: الفهم على قد الوظيفة يا جدّي . الامر الذي أدى الى ان تدفع الدول الثمن جراء التفرد بالرأي الواحد وتعزيز ثقافة القطيع وغياب مشاركة أفراد المجتمع العاملين في المشاركة بعملية صنع القرار، أو نقد او محاسبة المسؤول، إلى جانب أنَّ العديد من أفراد المجتمع اعتادوا على وجود من يُفكِّر عنهم، ومن يتكلَّم باسمهم، وهذا دليل اننا نعاني من خلل حقيقي في التعليم والممارسات الديمقراطية، بعض الإدارات يترأسها فرعون على هيئة مدير او مسؤول، فيربط جميع الانجازات به، إنه الأكثر معرفة بالمصلحة العامة، وصاحب رؤية ثاقبة، لا يمكن أن يمتلكها احد غيره لأنه صاحب قدرات غير عادية، هو الهادي لطريق السداد والصواب، وعلى ما يبدو ان جلّهم ممن حضر فلم الخالدين The Immortals لكن سيأتي يوم عندما يستيقظ باكرا سيجد عبارة طبعت على جبهته out of use عبارة نشاهدها كثيرا في المصاعد ولا ندرك اهميتها الا عندما نصعد الادراج على اقدامنا، هناك تبدأ المعاناة في انقطاع جميع من كان يبجلونه ويطوفون حوله صباحا ومساء. وفي الطرف الآخر يعاني من يأتي خلفه إلى المنصب من تعقد مسارات العمل فيجدها بيد أصنام
إن منهج الإدارة بالعقلية الفرعونية يعد السبب الرئيسي في حالة التخبط الإداري، الكل يتحدث عن حالة الفشل في ادارة ملفات متعددة
أعجبتنني مقولة للدكتور فليب كروسبي والذي يعتبر من اشهر رواد إدارة الجودة حيث يقول: أن الهدف هو المعيب الصفري ، حيث تكون نسبة الوقوع في الأخطاء نسبتها صفر وتتلخص فكرة المعيب الصفري عند كروسبي بتنفيذ الاعمال بشكل صحيح من اول مرة وفي كل مرة بدلا من تصحيحها لاحقا، أي انعدام العيوب
لا أعتقد بان هناك من الإداريين القياديين يصدقون هذا الكلام ناهيك عن عدم قدرتهم على تخيل إمكانية تطبيقه فكيف لنا أن نقارن بين هذا الفكر الإداري وبين ما يحدث
إن أزمتنا أزمة الإنسان المناسب فكرا وتطبيقا، فالإداري الناجح يثبت أركان مؤسسته بموظفين أكفاء مشهود لهم بالكفاءة والدراية بالموضوعات ومن ذوي الاختصاص والخبرة والمحافظة على مدراء ورؤساء أقسام مشهود لهم بالبنان في تلك المؤسسة وعدم الإطاحة بهم او تهميشهم!