صدى الشعب -عرين مشاعلة
تحت رعاية مدير أمن إقليم الشمال العميد عمر الكساسبة، شهد مخيم الشهيد عزمي المفتي حفل لإطلاق مبادرة “شتاء آمن”، بتنظيم لجنة تحسين المخيم وبالتعاون مع الشرطة المجتمعية ومديرية الدفاع المدني في شرق إربد. تهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية السلامة العامة والالتزام بالإرشادات الوقائية خلال فصل الشتاء، وتفادي المخاطر التي قد تنجم عن سوء استخدام وسائل التدفئة أو الأحوال الجوية القاسية.
وفي كلمته، أشار مدير شرطة محافظة إربد الدكتور العميد محمد الزوايدة إلى أن المبادرة تعكس التزام مديرية الأمن العام بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني في تقديم الدعم اللازم لأبناء الوطن، وخاصة سكان المخيمات الذين يشكلون جزءًا أساسيًا من النسيج الوطني. وأكد العميد الزوايدة أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة مبادرات تُطلقها مديرية الأمن العام لتعزيز سلامة المواطنين وتوفير بيئة آمنة ومستقرة خلال فصل الشتاء.
وقال العميدالزوايدة: “نسعى من خلال هذه المبادرة إلى تلمس احتياجات المواطنين في المخيمات والمناطق الأقل حظًا، وذلك بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة. سلامة المواطنين هي أولوية قصوى لدينا، ونعمل بشكل مشترك مع الجهات المعنية على تنفيذ خطط شاملة تهدف إلى تقليل الحوادث، سواء المرورية أو تلك الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة”.
وأضاف أن مديرية الأمن العام أطلقت حملات تفتيشية موسعة على المركبات لضمان جاهزيتها للتعامل مع الظروف الجوية الصعبة، مشيرًا إلى أن الإهمال في صيانة المركبات أو اتباع قواعد المرور يشكل خطرًا كبيرًا خلال فصل الشتاء. وأشاد العميد الزوايدة بدور الشرطة المجتمعية والدفاع المدني في نشر التوعية، مؤكدًا أهمية التعاون المجتمعي للوصول إلى شتاء آمن وخالٍ من الحوادث.
وختم العميد الزوايدة كلمته بتأكيد أن مديرية الأمن العام على أتم الاستعداد للتعامل مع أي طارئ قد ينجم عن الظروف الجوية القاسية، وقال: “جهودنا مستمرة للوصول إلى شتاء آمن لجميع المواطنين، ونرحب دائمًا بأي تعاون من المجتمع المحلي لدعم هذه الجهود”.
بدوره، ألقى العقيد يوسف الشخاترة، مدير الدفاع المدني شرق إربد، كلمة شاملة أكد فيها على أهمية تكامل الجهود بين مختلف الجهات المعنية لضمان سلامة المواطنين خلال فصل الشتاء. وأوضح أن الدفاع المدني يُعد المستجيب الأول للحوادث الطارئة، وأن خططه مبنية على منهجية شاملة تضمن التعامل الأمثل مع جميع السيناريوهات المحتملة.
وقال الشخاترة: “بدأنا منذ بداية فصل الشتاء بتنفيذ خطة مدروسة تشمل تعزيز جاهزية الفرق الميدانية، وتوفير المعدات اللازمة للتعامل مع الحوادث الناتجة عن الأمطار الغزيرة أو الثلوج أو الاستخدام الخاطئ لوسائل التدفئة.
كما ركزنا على الجانب التوعوي من خلال المحاضرات التثقيفية والرسائل الإرشادية الموجهة لجميع فئات المجتمع، سواء عبر المدارس أو وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي”.
وأضاف الشخاترة أن الأردن يفقد سنويًا أرواحًا نتيجة الحوادث المرتبطة بفصل الشتاء، مثل الاختناق الناتج عن سوء استخدام المدافئ أو الحوادث المرورية بسبب الظروف الجوية. وأكد أن الدفاع المدني يعمل على توعية المواطنين بكيفية استخدام وسائل التدفئة بشكل آمن، والالتزام بإطفاء المدافئ قبل النوم لتجنب حالات الاختناق المأساوية.
وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني بالتعاون مع الشرطة المجتمعية تسعى للوصول إلى كافة المناطق، بما في ذلك المخيمات، لتقديم التوعية اللازمة والتأكد من سلامة المواطنين، خاصة أولئك الذين يعيشون بالقرب من مجاري السيول والأودية.
وختم الشخاترة كلمته بتوجيه الشكر لجميع الجهات المشاركة في المبادرة، مشددًا على أهمية الشراكة المجتمعية لتحقيق الهدف المنشود، وهو ضمان سلامة المواطنين وتفادي الحوادث. وقال: “نحن جزء من منظومة متكاملة تسعى لحماية الوطن والمواطن، وسنبقى على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ خلال فصل الشتاء”.
وفي كلمته، أكد مندوب قسم السير في محافظة اربد النقيب رائد الشديفات الخالدي، أن توفير السلامة المرورية خلال فصل الشتاء يشكل تحديًا كبيرًا، لكنه أولوية قصوى لدى مديرية السير.
وأوضح أن الحملة الحالية تهدف إلى الحد من الحوادث المرورية التي تزداد بسبب سوء الأحوال الجوية وعدم التزام السائقين بإجراءات السلامة.
وقال الشديفات: “بدأنا منذ بداية الموسم بإطلاق حملات تفتيشية شاملة لفحص سلامة المركبات، بما في ذلك الإطارات، الفرامل، والإضاءة. ونؤكد على ضرورة تجهيز المركبات للتعامل مع الظروف الشتوية لضمان سلامة السائقين والركاب.
كما شددنا على أهمية الالتزام بأولويات المرور، خاصة خلال الضباب أو الأمطار، إذ تزداد الحوادث المرورية بشكل ملحوظ في مثل هذه الظروف.”
وأشار الشديفات إلى الإحصائيات المرورية، التي تُظهر أن الأردن يسجل يوميًا عددًا كبيرًا من الحوادث المرورية، وقال: “لا زالت حوادث السير تؤلمنا وتفقدنا أحبّاءنا. الحل يكمن في التزام السائقين بالإرشادات المرورية وصيانة مركباتهم، إضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالسلوكيات الإيجابية على الطرق”.
وأكد أن مديرية السير تعمل بشكل متواصل على تنظيم برامج إعلامية وتوعوية تستهدف جميع الفئات العمرية، بهدف تغيير الثقافة المرورية لدى السائقين والمشاة على حد سواء.
رئيس لجنة تحسين مخيم الشهيد عزمي المفتي شاهر الصقور، أكد في كلمته على أهمية هذه المبادرة في تعزيز السلامة العامة خلال فصل الشتاء. وقال الصقور: “نعيش في ظروف شتوية قاسية تتطلب منا جميعًا تحمل مسؤولياتنا تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا. الالتزام بالتعليمات والإرشادات الوقائية يُعد واجبًا وطنيًا للحفاظ على الأرواح والممتلكات.”
وأشار الصقور إلى أهمية مبادرات السلامة التي تُطلقها الجهات المختصة، وقال: “هذه المبادرة ليست مجرد فعالية، بل هي رسالة أمل وتكاتف مجتمعي. يجب علينا جميعًا أن نعمل معًا لنشر ثقافة الوقاية والالتزام، خاصة أن الحوادث الناتجة عن سوء استخدام وسائل التدفئة أو عدم صيانة الأجهزة الكهربائية تتسبب في خسائر مأساوية يمكن تفاديها”.
ودعا الصقور إلى توعية الأجيال القادمة بأهمية الوقاية والسلامة، مشددًا على أن ذلك جزء من مسؤولية مجتمعية لا بد من الالتزام بها. وأضاف: “نشكر جميع الجهات المشاركة في تنظيم هذه الفعالية، وندعو الجميع إلى الاستفادة من المعلومات والإرشادات المقدمة، والالتزام بتطبيقها على أرض الواقع لضمان شتاء آمن وخالٍ من الحوادث”.
وتضمن الحفل عروضًا توعوية ومسرحية تناولت مخاطر الإهمال خلال فصل الشتاء، وطرق الوقاية منها. كما تم توزيع نشرات إرشادية حول الاستخدام الآمن لوسائل التدفئة، وكيفية التعامل مع الظروف الجوية القاسية.
واختتم الحفل بتكريم الجهات المشاركة وتوقيع اتفاقية التزام من الحضور باتباع التعليمات الوقائية، في خطوة تعكس أهمية المبادرة في تعزيز ثقافة السلامة العامة، وضمان شتاء آمن لجميع المواطنين.