صدى الشعب – هند السليم
لليوم الثاني على التوالي يقيم بيت الشعر/ المفرق، وبالتعاون مع كلية الآداب/ قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية، ومديرية ثقافة المفرق، مؤتمره النقدي الثاني بعنوان “البناء الفني للقصيدة الأردنية المعاصرة، وتقنيات الكتابة الشعرية”.
حيث تناول المحور الثاني الذي يدير فعالياته الدكتور “عبدالحافظ الهروط” موضوع المكان وتجلياته في القصيدة العربية المعاصرة، يشتمل على أوراق عمل:
– المدينة في القصيدة المعاصرة وتجلياتها النصية للدكتورة “صفاء الشريدة”
– الوطن في القصيدة المعاصرة للدكتور “حسن المجالي”.
– الطبيعة في القصيدة المعاصرة للدكتور “إبراهيم الدهون”.
– المكان المجازي للدكتور “حنين إبداح”.
أكد رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية الدكتور “عبدالله المانع”، أهمية المؤتمر وإحساس قسم اللغة العربية بالمسؤولية التي تتجاوز أسوار الجامعة وتتوخى إفادة وأن المؤتمر يشتمل على مشاركات لأكاديميين متخصصين من المبدعين والمثقفين، خاصة عدد من الجامعات، كما ثمن “المانع” الرسالة الأدبية التي يضطلع بها بيت الشعر / المفرق، مؤكدا أن المشهد الثقافي والأدبي الأردني بحاجة للناقد الحقيقي الذي يحمل الإبداعات ويدعمها بشكل موضوعي، في تشاركية مع المؤسسات والهيئات العاملة.
وجاء عن بيت الشعر / المفرق أن أهمية عنوان المؤتمر في دورته الثانية، من خلال موضوع البناء الفني للقصيدة العربية المعاصرة، وتقنيات الكتابة الشعرية، تأتي من أنه موضوع ينزع نحو الاهتمام بالشكل الفني للشعر، انطلاقا من أن الشكل في كل شيء يأتي ثانيا بعد المضمون إلا في الشعر؛ ففي الشعر يصبح الفصل بينهما ضربا من التعسف، ذلك أن الشكل ربما تصدر المضمون، ومن خلاله تتجلى شعرية الشعر، فموضوع التقنيات متحرك ومتوالد من إمكانات اللغة.
أما الخطاب الشعري بوصفه جملة من الأفكار المنظمة في سياق معرفي ما تعكس مضامين الشعر، فيمكن للشعر وغير الشعر أن يمضي بها إلى منتهاها، فليس الشعر هو الموكل باكتشافها، لكنه يثير الأسئلة، ويفترض الأجوبة، ويرمي بها الوعي ليقدح شرر المعرفة
المتخلفة من مصادر علوية.
كما أن للشعر خطابه الخاص الذي يسعى لإثارة التساؤلات الخاصة التي تبحث عن أسرار لا يجيب عنها العلم، ولا تتكفل بها الفلسفة، فالشعر ميدان رؤيوي فسيح يعبر نحو تأسيسفهم أعمق لجوهر الحياة والكون قادم من روافد إنسانية عامة، لا تقتصر على إطار محلي يقيد الشعرية بلغة معينة؛ ومن ثم يظل الخطاب الشعري متعلقا بالإيحاء، مثيرا للفضول، مبشرا بنافذة جديدة تنقدح في جدار الغيب الذي يهيمن على الكون؛ فالأسرار العظمى لم تكتشف بعد؛ بمعنى أن المشروع الشعري الحقيقي هو الذي يسعى لتحقيق شراكة فاعلة مع الحركة الشعرية العالمية.
ولما كانت العلاقة بين الشعر والنقد علاقة تبادلية، قائمة على إمداد كل من القسيمين للآخر بما يلزم كان هذا الإلتزام بين المسارين حتميا؛ فالحركة النقدية بحاجة إلى إبداعات تجسد المبادئ العامة وآليات تخليق الرؤى الجمالية التي تجترحها، بل ربما يمد الشعر نفسه النقد بما يطور به جهازه المفاهيمي والنقدي، كما أن الشعر في الوقت نفسه يحب أن يظل مطال على المنجز النقدي، للتفاعل مع المقاييس الجمالية والفنية التي يستصفيها النقد من واقع التجارب الشعرية.