صدى الشعب – أسيل جمال الطراونة
خاض محمود النعسان وعلى مدار ١٤ عاما، رحلة علاج طويلة بدأت أولى مراحلها عام ۲۰۰۲، وانتهت بأحدث العمليات الجراحية في عام ٢٠١٦. رحلة محمود النعسان مليئة بالتحديات الجسدية والمعنوية لكنها لم تمنعه من المثابرة والإصرار على تحقيق أحلامه، متحديا كل العقبات التي فرضتها الظروف الصحية والاجتماعية.
وبالرغم من طفولته القاسية يقول محمود النعسان لـ “صدى الشعب انه منذ طفولته واجه الكثير من الصعوبات في بيئته التعليمية، إذ لم تكن المدارس مهيأة لاستيعاب احتياجاته الخاصة وفي مراحل مشيه على الأقدام، كانت البيئة المدرسية غير آمنة. وزادت التحديات بعد اضطراره لاستخدام الكرسي المتحرك مشيراً إلى أن هذه الصعوبات لم تلنه عن مواصلة تعليمه رغم كل العقبات .
وأشار محمود النعسان إلى مرحلة الثانوية العامة “التوجيهي”. ويقول إنها كانت واحدة من أصعب المحطات التي واجهته. ما جعله يضطر إلى تقديم الامتحانات في قاعة منفردة، بعيدا عن الزملاء، مع غياب تجهيزات المدارس التي تراعي احتياجات ذوي الإعاقة . وتابع محمود أنه رغم ذلك استطاع تجاوز هذه المرحلة بإصرار كبير وإرادة لا تعرف الحدود، حيث انه اختار دراسة تخصص العلاقات العامة في جامعة اليرموك، نظرا لكونه التخصص الأكثر توافقا مع وضعه الصحي وقدراته .
وعلى الرغم من استمرار الصعوبات، سواء بسبب عدم جاهزية المرافق الجامعية أو التحديات الصحية التي أجبرته على استخدام جهاز الأكسجين بشكل دائم خلال عامه الدراسي الأخير، أكمل محمود دراسته بنجاح، متسلحا بحلمه في أن يصبح إعلاميا محترفا ينقل قصص ذوي الهمم. ويعكس التحديات التي يواجهونها. رغم كل ما حققه محمود من إنجازات، إلا أنه لا يزال يواجه تحديا كبيرا في إيجاد فرصة عمل تتناسب مع مؤهلاته وقدراته. ويؤكد محمود أن هذه المرحلة هي واحدة من أصعب التحديات التي يمر بها، حيث يسعى لتوظيف مهاراته وخبراته في مجال العلاقات العامة والإعلام، ولكن الفرص ما زالت غائبة .
كما وأوضح ، انه يطمح كأي خريج أن يجد وظيفة تناسب مهاراته وتساعده على تطوير ذاته ليثبت أن ذوي الهمم قادرون على الإبداع إذا ما أتيحت لهم الفرصة المناسبة، مثلما لم ينسى محمود أن يعبر عن امتنانه لكل من دعمه في رحلته الطويلة من زملاء ومعلمين وأساتذة الذين ساهموا في تسهيل مسيرته الأكاديمية وتذليل العقبات التي واجهته. ويوجه محمود رسالة أمل ودعوة للتغيير، مؤكدًا أن الإعاقة ليست حاجزا أمام الطموح، بل دافعا لتحقيق المستحيل. كما ويشدد على أهمية تهيئة المؤسسات التعليمية والمجتمعية لاستيعاب احتياجات ذوي الإعاقة وفتح أبواب المستقبل أمامهم ليكونوا جزءا فاعلا ومؤثرا في المجتمع.