صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
يترقب العديد من المواطنين في الأردن حلول ما يُعرف بـ”الجمعة البيضاء”، التي تصادف آخر جمعة من شهر نوفمبر من كل عام، باعتبارها فرصة استثنائية للتسوق بأسعار مخفضة.
ويعد هذا الحدث، الذي تحول إلى ظاهرة موسمية عالمية وعربية، مناسبة يستفيد منها التجار والمستهلكون على حد سواء، فبينما يسعى التجار لترويج بضائعهم وتنشيط حركة الشراء، يجد المواطنون فيها فرصة لاقتناء المنتجات بأسعار تقل كثيرًا عن المعتاد.
وأكد ممثل قطاع الألبسة والأحذية في غرفة تجارة عمّان، أسعد القواسمي، أن ما يُعرف بـ”الجمعة البيضاء” أصبح حدثًا عالميًا تحت مسميات مختلفة، حيث يُطلق عليها في الدول الغربية اسم “الجمعة السوداء” (Black Friday)، مشيرا إلى أن هذا الحدث يكتسب انتشارًا واسعًا في معظم دول العالم.
وبين القواسمي خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن الدول التي تضم علامات تجارية كبرى أصبحت تقدم تخفيضات كبيرة خلال هذا اليوم، مما يعزز من انتشار هذه الظاهرة بشكل أكبر.
وأشار، الى أن الأسواق الأردنية ليست بمعزل عن العالم، مشيرًا إلى أن هناك شركات كبيرة واستثمارات ومحال تجارية كبرى تستعد بشكل مكثف لفعالية “الجمعة البيضاء”، التي غالبًا ما تمتد على مدار عدة أيام، تبدأ من يوم الخميس وتستمر حتى يوم السبت أو أقل.
وأوضح، أن هذه الاستعدادات تعتمد على الأدوات والقدرات التي تمتلكها هذه الشركات، مما يمكنها من تقديم تخفيضات وعروض جذابة خلال هذه الفترة.
وأضاف ان الشركات التي تقدم التخفيضات تعتمد أيضًا على دعم الشركات الأم، التي تعد الحاضنة الأساسية خارج الأردن، ما يجعل هذا النشاط فرصة مشروعة لمن لديه الإمكانيات لتقديم هذه التنزيلات.
وقال، إن هناك حالة من الانقسام بين التجار حول فعالية “الجمعة البيضاء”، إذ ينقسمون إلى مؤيدين ورافضين لها، ولكل طرف أسبابه المبررة.
وأضاف ان المؤيدين، يرى البعض منهم أن هذه الفعالية فرصة جيدة لزيادة المبيعات عبر تقديم تنزيلات مدعومة بالأدوات والإمكانيات التي تمتلكها الشركات الكبيرة، حيث ان هذه الشركات عادة ما تستعد منذ شهور لهذه المناسبة عبر وضع استراتيجيات محددة، ما يتيح لها تقديم عروض جذابة تستقطب المستهلكين وتعزز نشاطها التجاري.
وفي المقابل، أوضح أن هناك فئة أخرى من التجار، خصوصًا أصحاب المحال الصغيرة، يعارضون المشاركة في هذه الفعالية، مبينا موقفهم بأن هؤلاء التجار غالبًا ما يجدون صعوبة في تقديم تنزيلات، خاصة مع بداية موسم مثل موسم الشتاء، حيث تكون بضائعهم جديدة، وأرباحهم المتوقعة في هذه المرحلة تعتبر أساسية لاستمرار عملهم.
وأضاف ان المحال الصغيرة لا تملك إمكانيات كبيرة لتقديم تخفيضات، ولا تحصل على دعم من الشركات الأم كما هو حال الشركات الكبرى، لذلك، يرى تجار المحال الصغيرة أن تقديم تنزيلات في بداية الموسم قد يؤدي إلى خسارة أرباحهم، وهو أمر غير ممكن بالنسبة لهم.
وقال إن هذا الانقسام يعود إلى اختلاف الاستراتيجيات بين التجار، فبينما تضع الشركات الكبرى خططًا طويلة الأمد لتحقيق مكاسب من الجمعة البيضاء، تبقى المحال الصغيرة متمسكة بخططها التي تعتمد على الربح المباشر مع بداية الموسم.
وأكد أن “الجمعة البيضاء” يظل حدثًا عالميًا مهمًا يتم التحضير له بشكل كبير، ويترقبها الكثير من المواطنين، مضيفا أن فترة “الجمعة البيضاء” تُحدث حركة تجارية نشطة ويزداد الطلب، إلا أن هذه الحركة تقتصر غالبًا على يومين أو ثلاثة أيام، ما لا يُؤدي إلى القضاء على الركود أو تحقيق زيادة دائمة في القوة الشرائية.
وقال، أن قيمة استيراد قطاع الألبسة لموسم الشتاء بلغت نحو 85 مليون دينار، في إطار استعدادات مكثفة لتلبية احتياجات السوق خلال هذا الموسم.
وأشار إلى أن هذه التحضيرات جاءت وسط توقعات بزيادة الحركة التجارية والطلب على السلع الشتوية، إلا أن الأسواق لم تشهد النشاط المعتاد حتى الآن.
وأوضح أنه بالرغم مرور نحو 20 يومًا على دخول فصل الشتاء، منذ بداية شهر تشرين الثاني، لم يواكبه الإقبال الذي كان متوقعًا في هذا الوقت من العام.
وعزا هذا الركود إلى عدة أسباب، من أبرزها انحباس الأمطار، وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة ارتفاع الديون والأعباء المالية، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية والاقتصادية الناتجة عن الأوضاع السياسية، وخاصة الحرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكد أن الكميات المستوردة من الألبسة كافية لتلبية الطلب المحلي، مع وفرة واضحة في البضائع وعدم وجود أي نقص.