صدى الشعب – كتبت رولا حبش
كلمة شكراً هي أبسط ما يمكن أن نقوله، لكنها من أعمق ما يمكن أن نمنحه
هي علامة تقدير، واحترام، ووعي بأن أحداً ما اختار أن يكون لطيفاً معنا، رغم أنه لم يكن مضطراً لذلك
حين نقول شكراً، نحن نعترف بجميل الآخرين، نرى مجهودهم، ونقدّر حضورهم.. من ابتسامة أحدهم خفف عنا توتراً، إلى صديقٍ سمعنا بصبر، أو شخصٍ أنجز عملاً لنا دون أن ينتظر مقابلاً
ومثلما نشكر الله على نعمه، علينا أن نشكر الناس على وجودهم في حياتنا
فلا أحد مُجبر أن يكون طيباً، أو حاضراً، أو داعماً لنا .
وجودهم لطف، ومساندتهم نعمة، وكلماتهم الجميلة هدايا صغيرة لا تُقاس بثمن.
حين نشكرهم، نحن لا نُكافئهم، بل نُخبر الكون أننا نرى الخير في من حولنا، وأننا لا نأخذ المواقف الجميلة كأنها أمرٌ عادي، بل كأنها إشارات نور تمرّ في يومنا
الشكر ليس مجاملة، بل وعيٌ راقٍ بأن كل ما حولنا هدية.
هو اعتراف بالجمال في الفوضى، وبالعطاء في زمن النقص.
كل الديانات على وجه الأرض أدركت سرّ هذه الكلمة؛ ففي الإسلام جاء الوعد الإلهي الواضح: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”، كأن الله يخبرنا أن الامتنان يجذب الزيادة، وأن من يشكر، تتكاثر حوله النعم.
وفي المسيحية، صلاة الشكر أو الإفخارستيا هي أسمى الصلوات، لأنها لحظة الامتزاج الكامل بين الوعي بالنعمة والاعتراف بها
حين تقول شكراً من قلبك، يهدأ جسدك، ترتفع ذبذباتك، وتنتج هرمونات السعادة كأنك تعيد ضبط توازنك مع الكون.
الامتنان يغيّر كيمياء الجسد قبل أن يغيّر ما حولنا، يفتح نوافذ الضوء في أرواحنا، ويجعلنا نرى وفرة الحياة بدل ندرتها
كلمة شكراً بسيطة، لكنها بوابة لعالمٍ أوسع من النور والامتنان.
هي البذرة التي تجعل النعم تدوم وتنمو، والسرّ الذي يجعل القلب يعيش في سلام.
فمن يشكر، لا يزداد مالاً فقط أو صحة، بل يزداد اتساعاً في روحه وقدرةً على التقدير
قلها اليوم بصدق…
كل من قدّم لك وقتاً، أو كلمة، أو مساعدة صغيرة — فربما كانت بالنسبة له شيئاً عابراً، لكنها بالنسبة لك كانت الأثر الجميل الذي يجعل يومك مباركاً..






