صدى الشعب – علي دعسان الهقيش
ها وقد انفض موسم الحج هذا العام وستبدأ وفود الحجيج بتقسيمتهم الحكومية رسميين أو غير رسميين مغادرة مكة إلى ديارهم اليوم او غدا ..بين سطور تلك الرحلة هناك جرحا غائر أدمى قلب الوطن واوجعه مرتين الأولى فقدان أرواح بريئة لاذنب لها إلا أنها تريد أدى فريضة ترى أنها بعيدة المنال وفق رسمية حكوماتها المتعاقبة والمرة الثانية الرد الحكومي والذي لم يرتقي لمستوى الحدث فقد دخل من بوابة وجهة التصريح ونسي وتناسى أن هناك أرواح بريئة لزاما أن يحظى من خلفهم بنعي حكومي رسمي ومواساه وإظهار جدية بمحاسبة من غرروا بهم وتجاوز بدهيات..أن أمعنا النظر فيها وجدنا . الحكومة باوقافها شريك رئيسي في صنعها .. اقلها أمر الفيزا .
اهي فيزا حج ام فيزا زيارة .ليس ذنب الحاج الذي بلغ من العمر عتيا ولم تصل إليه قرعة الحج وهو في ذات الوقت يرى أطفالا لم يبلغوا الحلم يحظوا بأداء الفريضة ليس ذنبه أيضا وقد بلغ المرض منه مبلغا وهو في ذات الوقت يرى جاره يتباهى بحجته الحادية والعشرين وهو يتوق لواحده .
لكنهم تناسوا أن ربنا اعدل من كل هولاء فقالها حين فرضت ..من استطاع إليها سبيلا ..هب أنهم أخطأوا من بوابة الشركات التي كانت تعمل وعلى مرأى من الحكومة أن كانت الحكومة تعلم وان كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم ..فإن خطائهم لا يرقى لان تتم محاسبتهم عليه حتى بلغ منهم الجهد والمشقة والعطش والجوع مبلغه رحل الكثير منهم بسبه على مرى ومسمع بعثة حكومتهم وكأنهم ليسوا منها ونسوا وتناسوا أن تلك الحكومة التي تركتهم يصارعون الموت كانت على مدار قرن قد أنقذت أرواح آلاف اللاجئين وباتت مدرسة في إدارة ذلك الملف فلماذا عجزت عن إدارة ملف ابنائها الحجيج عندما قذفوا على قارعة الطريق بذنب لم تصل عقوبته لهذا الحد في ارض دولة حباها الله برعاية الحجيج أدت دورها بكل اقتدار سنوات. وسنوات ..فلماذا الآن ..افهكذا تكون الوفادة والرفاده
نعم اعداد الحجيج المخالفين بازدياد والحكومة السعودية تريد ضبط ذلك وهي باتجاه أتمتت كل ذلك لكن ليس من هنا.. الأمر يجب أن يضبط من قبل كي لايدفع الحاج ثمن ذلك حتى وصل الأمر لروحه . نعم من حقها أن تنفذ قرارتها وتضبط مخالفيها لكن المنطق يقول غير ذلك فهذه شعيرة ربانية حباها الله أن تقوم برعايتها وفق سيادة ربانية لا سيادة دنيوية وفق أهواء بشر …بالإمكان حرمانه أداء الشعيرة لكن في ذات الوقت في مكان آخر يعامل كبشر .
اما وقد نفذت إرادة الله وعاد الكثيرون دون أداء الفريضة وفي ذات الوقت كانت حالات الوفاة ظاهرة للعيان وصلة القربى فيها غير خافية على أحد هي ومسبباتها فإن هناك مسؤولية أخلاقية يجب أن يكون ثمنها رحيل وزير الأوقاف أن لم تكن الحكومة بكاملها ..ويجب محاسبة تلك المكاتب التي تجارت بدماء الأردنيين ومحاسبة من كان خلف تصريح الأوقاف والخارجية اللذان لم يرتقيان لحجم المسؤولية ..فمخالفتك للتعليمات لا تنفي عنك اردنيتك لتصبح محروما من أدنى حدود الرعاية من بعثة حكومتك .والتي وصل ثمنها عند بعض منهم إلى إزهاق روحه ..والحل الاول يبدأ من تفرغ بعثات الحجاج لخدمة الحجاج فقط وان لا تكون الأمور شكلية كما هي الآن .فلا يستوي الأمر انت تكن حاجا وفي ذات الوقت لك واجب اخر يدفع لك اجر دنيوي عليه ومع هذا فلن تعطيه حقه فسيطغى أحدهم على الاخر .
رحم الله حجيج رحلوا وهم لاهثين وراء أداء فريضة . ..وتقبلها الله منهم وجعلها بوابة العتق من النار ودخول جنة عرضها السموات والارض وكتبها الله لمن أراد ادائها لكن بيروقراطية البشر حرمته إياها..ومازال المصدر المسؤول يصرح أنه غير مسؤول