صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
في الحادي والعشرين من آذار وقبل 57 عاماً، سطّر أبطال الجيش العربي الأردني بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء، وسجلوا نصرا تاريخيًا مؤزرًا على الجيش الإسرائيلي المعتدي، وحطموا أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأذاقوهم الذل والمهانة، وداسوا كرامتهم، في أرض الكرامة، وردوهم على أعقابهم خائبين مندحرين.
لقد آثر نشامى الجيش العربي المصطفوي أن يقدموا النصر هدية لأمهاتهم في عيدهن الذي تصادف مع يوم الكرامة، وأعادوا للعرب كرامتهم، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه.
في كل عام، يستذكر الأردنيون هذه المناسبة المجيدة، التي سطر فيها نشامى قواتنا المسلحة الباسلة، يوم الكرامة، الذي تجسدت فيه جميع القيم والمعاني السامية، الصبر والنصر والشهادة، والثبات، سبعة وخمسون عاماً مضت وذكراها تبعث فينا الأمل وتزيدنا عزاً وفخراً بشهدائنا وأبطال الكرامة الذين لبّوا نداء الحق حين هتف لهم فزرعوا في أرض الكرامة نصراً ورفعوا رايات المجد عالياً، جباه سمر جادت وبذلت الروح وحملت لواء المجد وعرين التضحية وهتفت أن الجنان جزاء الشهداء، وروت دماؤهم الزكية أرض الكرامة.
لقد قدم نشامى الجيش العربي أرواحهم، الشهيد تلو الشهيد منطلقين من إيمانهم بربهم ورسالتهم، يبذلون دماؤهم في سبيل الدفاع عن الوطن والأمة، تعلموا في مدرسة الهاشميين أن يكونوا مقبلين لا مدبرين وأن تكون أجسادهم هي الدرع القوي للذود عن الحمى ورد الأعداء والمتربصين.
في معركة الكرامة الخالدة، سجل نشامى الجيش المصطفوي أنصع البطولات وأجمل الانتصارات على ثرى الأردن الطهور، وظلت أرواح الشهداء تحوم في فضاء الأردن الفسيح، ليبقوا خالدين مخلدين في سجل الكرامة والشرف.
لقد انتهت المعركة، وفشل المعتدون في تحقيق أي من الأهداف العسكرية التي جاءوا من أجلها وعلى جميع المحاور، وأثبت الجندي الأردني قدرته على الثبات وإبقاء روح قتالية عالية وتصميم وإرادة على تحقيق النصر.
ونحن نتفيأ رحاب هذه الذكرى، نبتهل إلى العلي القدير أن يجعل هذا الوطن آمنا مستقراً وسائر بلاد المسلمين، وأن يجنبه كل سوء، تحت ظل القيادة الهاشمية المظفرة.