صدى الشعب – “التكامل والتشبيك، والرفاه الاجتماعي، والاستثمار في رأس المال الإنساني، والكرامة الإنسانية” مفاهيم ذات دلالات عميقة تعكس فكر ونهج ورؤية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، الذي يصادف اليوم الأحد ذكرى ميلاده الخامس والسبعون.
ويواصل سمو الأمير الحسن جهوده في خدمة كرامة الإنسان، والتأكيد على أهمية الاعتراف بالقيمة الجوهرية للإنسان والقيم الأخلاقية المشتركة بين المجتمعات الإنسانية. كما يؤمن سموه بتكاملية الأدوار وتحديد الأولويات، وبوجوب توفر قاعدة معرفية تُبنى عليها الأولويات الوطنية مدعومة بالمعلومة المطلقة، حيث يرى سموه بأن المسؤولية جماعية وليست فردية.
وتقديرا لمكانة سموه واعتزازا بإسهاماته المتميزة وخدماته الجليلة التي قدمها لوطنه وأمته على مدار عقود طويلة، أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على سموه بوسام مئوية الدولة الأولى.
في مجال التعليم، يؤكد سموه ضرورة الاستثمار الأمثل في رأس المال الإنساني وتطوير قدراته وتقديم كلّ محفزات التعليم والانتقال لتعليم التفكير المنهجي لتمكين وتفعيل طاقات الفرد باعتبار أن الاستثمار بعقول الشباب وأفكارهم له أهمية قصوى لمواجهة التحديات المجتمعية والاقتصادية. كما يؤكد سموه ضرورة الارتقاء بنوعية مخرجات التعليم لمحاولة تقليص الفجوة بين العرض الطلب في سوق العمل، إضافة إلى تطوير خطط للتدريب والتشغيل تأخذ بعين الاعتبار ضرورة التنسيق بين القطاعين العام والخاص لتحديد الأولويات.
وفي مجال التنمية، يدعو سموه دوما لوجود لجنة اقتصادية واجتماعية لتطوير وصياغة خطط التنمية والاستثمار، مع آليات لضمان تنفيذها؛ إضافة إلى إيجاد مجتمع للمياه والطاقة لمواجهة تحديات الطاقة وانعدام الأمن المائي في المنطقة. كما يؤكد سموه، في كافة المحافل، أهمية العلاقة الترابطية بين المياه والطاقة والغذاء والبيئة الطبيعية والإنسانية.
مشرقيا، تستند رؤية سمو الأمير الحسن بن طلال، إلى أهمية تعزيز القدرات المؤسسية لدول “المشرق” وآلية تمكين شعوبها لكي يكون العبور إلى عالم ما بعد جائحة كورونا عبورا سلسا ومفعما بالأمل، ينعم فيه “المشرق” وشعوبه بالأمان والازدهار والقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
ويؤمن سموه بأن هذا المسعى لا يمكن تحقيقه بشكل فاعل إلا عندما يكون هنالك نهج متكامل عبر قطري يرتكز على التنمية وكرامة الإنسان أولا.
مقدسيا، يدعو سموه بضرورة وضع القدس في الضمير وليس فقط على مستوى الذاكرة والكتابات وضرورة العمل على خدمة الوجود الحضاري العربي في المدينة المقدسة وبما يؤنسن الأمل للمواطن العربي، المسلم والمسيحي الذي يرزح تحت الاحتلال، وهو ما عبر عنه خلال مشاركته في مؤتمر “مؤرخو القدس”.
وتقديرًا لدور سموه في تنمية ثقافة الحوار والتعددية والسلام، مُنح الأمير الحسن بن طلال، جائزة “صناع السلام”، التي تمنحها أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام؛ فطالما يؤكد دوما سمو الأمير الحسن بن طلال ضرورة تعزيز الحوار بين أتباع الحضارات والثقافات والشعوب على أساس احترام القيم المشتركة.
ولد صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال في عمان في العشرين من آذار عام ١٩٤٧، وهو الابن الأصغر لصاحبي الجلالة المغفور لهما بإذن الله الملك طلال والملكة زين الشرف.
سموه متزوج من صاحبة السمو الملكي الأميرة ثروت الحسن منذ ٥٣ عاما، وقد أنعم الله عليهما بأربعة أبناء؛ سمو الأمير راشد، وسمو الأميرات رحمة وسمية وبديعة، وتسعة أحفاد.