مشاريع تنموية جديدة لتعزيز الاقتصاد المحلي ودعم الاستثمار في غرب إربد”
بلدية غرب إربد ترفع موازنتها إلى 5 مليون دينار وتحقق وفراً مالياً لتحسين خدماتها.
صدى الشعب – إربد – عرين مشاعلة
ناشد رئيس بلدية غرب إربد، جمال البطاينة، رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، التدخل العاجل لحل أزمة مشروع الصرف الصحي في لواء غرب إربد، الذي يعاني من تأخير كبير نتيجة تباطؤ المقاول في تنفيذ الأعمال وضعف الإشراف على معالجة الاختلالات.
وأكد البطاينة خلال مؤتمر صحفي في دار البلدية أن هذه المشكلة البيئية المتفاقمة أصبحت تهدد صحة المواطنين والمزروعات في المنطقة. وأشار إلى أن مشروع الصرف الصحي الذي تبلغ تكلفته نحو 43 مليون يورو والذي بدأ العمل به في بداية عام 2022، لم يتمكن من تحقيق أي تقدم ملحوظ.
المشروع الذي يتضمن حفر شبكة صرف صحي تمتد بطول 260 ألف متر وبأعماق تصل إلى تسعة أمتار في بعض المناطق، يواجه تأخيرات حادة رغم أهميته. البطاينة أضاف أن المشروع تم طرحه من قبل وزارة المياه والري دون تضمين إنشاء محطة تنقية لمعالجة المياه العادمة، مما يزيد من مخاطر تلوث البيئة والمياه الجوفية. هذا التباطؤ في التنفيذ قد يؤدي إلى كارثة بيئية كبيرة في حال عدم تدخل الجهات المختصة بشكل عاجل. وقد حذر رئيس البلدية من تصرفات بعض المواطنين الذين قد يقومون بربط منازلهم بالشبكة غير المكتملة أو بتفريغ الصهاريج في المناهل المفتوحة، مما يزيد من تفاقم المشكلة. وطالب وزارة المياه والري بإلزام المقاول بتنفيذ الاتفاقيات بدقة ومراقبة سير العمل بشكل مستمر للإسراع في تعبيد الشوارع المحفورة.
على الرغم من التحديات التي تواجهها بلدية غرب إربد، تمكنت البلدية من تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات عدة، وفقًا لما أكده البطاينة خلال المؤتمر الصحفي. فقد قامت البلدية بتنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية بقيمة إجمالية بلغت حوالي 2.38 مليون دينار، شملت تحسينات على البنية التحتية وصيانة الأبنية وشراء اللوازم المعدنية وتوريد الآليات. حيث بلغ إجمالي تكلفة مشاريع البنية التحتية نحو 1.38 مليون دينار، وحققت نسبة إنجاز عالية تقدر بـ 95%. كما تم تخصيص حوالي 90 ألف دينار لصيانة الأبنية بمعدل إنجاز 89%، وتخصيص 625 ألف دينار لشراء اللوازم المعدنية، بينما كانت نسبة الإنجاز في توريد الآليات 80%.
وأكد البطاينة أيضًا أن بلدية غرب إربد استطاعت مضاعفة موازنتها بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت موازنة عام 2025 حوالي 5 مليون دينار. وشرح أن الإيرادات الفعلية للبلدية خلال الأعوام 2022-2024 قد بلغت نحو 11.89 مليون دينار، في حين بلغت النفقات حوالي 10.31 مليون دينار، مما أسفر عن تحقيق وفر مالي بنحو 1.57 مليون دينار. ورغم وجود مديونية قديمة تقدر بنحو 826 ألف دينار تتعلق بقروض سابقة من بنك التنمية، تمكنت البلدية من تحسين وضعها المالي بشكل كبير.
وفيما يتعلق بمصادر الدخل المستدامة، أشار البطاينة إلى أن بلدية غرب إربد قد نجحت في إعادة تشغيل مصنع الحاويات التابع لها بعد أن كان متوقفًا عن العمل لمدة 13 عامًا. حيث ينتج المصنع حالياً 70 حاوية يومياً، ويشغل 20 موظفًا محليًا، ما يوفر للبلدية إيرادات سنوية تقدر بحوالي مليون دينار.
وأوضح أن المصنع لا يقتصر على تلبية احتياجات بلدية غرب إربد فقط، بل يورد أيضًا الحاويات إلى 56 بلدية أخرى، ما يعزز الإيرادات ويسهم في توفير فرص عمل جديدة.
إضافة إلى ذلك، استطاعت البلدية تحسين قدرتها الإنتاجية من خلال تصنيع وتوزيع نحو 5الاف حاوية جديدة، وإنشاء 40 مظلة حديدية. كما تم تطوير منشآت إضافية، بما في ذلك بناء هنجر لمحطة الصيانة بتكلفة قدرها 10الاف دينار مما يعكس التزام البلدية بتطوير بنيتها التحتية وتعزيز قدرتها على تقديم خدماتها بكفاءة.
أما فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية، فقد أعلن البطاينة عن عدة خطط لتوسيع نطاق الخدمات التي تقدمها البلدية، أبرزها إنشاء مدينة حرفية صديقة للبيئة لتنظيم المحال الحرفية والصناعية العشوائية وتوفير دخل إضافي لصندوق البلدية
كما تم التبرع بـ20 دونمًا لإنشاء كلية جامعية متوسطة في المنطقة لتخفيف أعباء التنقل على الطلاب، بالإضافة إلى العمل على إنشاء مصنع للألبسة المهنية لدعم سيدات المجتمع المحلي اقتصاديًا. وفي خطوة نحو تطوير البنية التحتية، أعلنت البلدية عن خطط لإنشاء سوق مركزي للخضار والفواكه من المتوقع أن يولد دخلاً سنويًا قدره نصف مليون دينار ويوفر 200 فرصة عمل جديدة لأبناء المنطقة.
وفي مجال تحسين الخدمات البيئية، أشار البطاينة إلى أنه تم تعزيز أسطول النظافة بآليات جديدة بتكلفة تجاوزت نصف مليون دينار، مما أسهم بشكل كبير في تحسين الواقع البيئي وسرعة رفع النفايات كما عملت البلدية على تركيب كاميرات مراقبة لرصد المخالفات البيئية، بهدف تعزيز النظافة والحفاظ على البيئة.
إلا أن التحديات لا تزال قائمة، حيث أشار البطاينة إلى معوقات كبيرة تواجه البلدية، مثل نقص الكوادر المؤهلة وضعف الموارد المالية. وأوضح وجود بعض الموظفين الذين يتقاضون رواتب دون العمل الفعلي، مشددًا على أن التلاعب بالمال العام يعتبر خطًا أحمر، حيث تم اتخاذ إجراءات صارمة بحق الموظفين المتورطين في هذه الممارسات.
وفي ختام المؤتمر، أكد البطاينة على التزام بلدية غرب إربد بتطوير خدماتها وتحقيق التنمية المستدامة، معربًا عن أمله في التغلب على التحديات الراهنة من خلال المزيد من التخطيط والتعاون المثمر مع الحكومة والمجتمع المحلي.