عبدالرحمن البلاونه
شهدت مملكتنا الحبيبة في السنوات الماضية، وما تزال لغاية الآن، المئات من محاولات التسلل والتهريب، خاصة من سوريا والعراق، نتيجة لتردّي الأوضاع الأمنية في البلدين، وتتابع قواتنا المسلحة الباسلة تحركات مجموعات التهريب، وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني، وتقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها والقضاء عليها، حيث تعمل وبشكل مستمر على إحباط تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والمخدرات عبر حدودها في اشتباكات متواصلة مع المهربين الذين يتبعون استراتيجية جديدة وهي التهريب بقوة السلاح، وهذا ما أدى إلى استشهاد العديد من نشامى قواتنا المسلحة، في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
ومن الملاحظ أن قواتنا المسلحة بدأت تتعامل مع مجموعات مسلحة لتهريب المخدرات وليس مع أفراد هدفهم الربح، وبدت المنطلقات مختلفة، ومنطق التجارة الفردي انثنى لصالح عصابات مسلحة، قد تكون مدعومة من قوى أخرى، ولوحظ أن بحوزة المهربين أسلحة متطورة بهدف تأمين خطوط التهريب في الصحراء على طول الحدود الشمالية والشرقية مع العراق، وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع المملكة العربية السعودية، ويبدو جلياً إن تهريب المخدرات، عبر حدود المملكة مع سوريا الممتدة على مسافة حوالي 375 كيلومترا، قد أصبح بمثابة “عمليات منظمة” تستعين بطائرات مُسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.
وبناء على هذه المستجدات، تعكف قواتنا المسلحة على تعزيز منظومة حرس الحدود الإلكترونية، ووضع الخطط والموارد اللازمة لبناء سياج إلكتروني، لمنع كل أشكال التسلل والتهريب، في ظل الظروف الجوية التي يستغلها المهربون والمتمثلة بالضباب الكثيف والعواصف الرملية، وتبذل قواتنا الباسلة الجهود الكبيرة والمضنية، لتأمين حدود الوطن، ولمنع وصول هذه السموم إلى داخله، أو إلى الدول الشقيقة.
لن ندفن رؤوسنا كالنعام ونحن نعلم جيداً أنه لدينا تجار للمخدرات يعيشون رغد الحياة بما يحصلون عليه من تجارتهم المحرمة والممنوعة، ويعيشون في قصور، ويركبون مركبات فارهة، ولهم مصلحة كبيرة بما يحدث من عمليات للتهريب، ونعلم أيضا أنهم مستفيدون من هذه التجارة غير آبهين بمستقبل الوطن ومستقبل أبنائه وسلامتهم.
ولكننا على ثقة كبيرة بقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، العيون الساهرة التي تصل الليل بالنهار للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وستكون شوكة في حلوق أعداء الوطن، والصخرة الصلبة التي تتحطم عليها أحلام الحاقدين الحالمين، وستبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه المنيع.