صدى الشعب – من هو الأردني؟
هذا ليس بالسؤال المرتبط بالهوية، ولكنه السؤال المرتبط بالدم… والدم أقوى اشكال وانواع الهوية،
الأردني هو الذي يدفع دمه وعمره ويترك أطفاله خلفه لأجل البلد.. وإلا لماذا استشهد محمد الخضيرات ولؤي عبيدات والمشاقبة… هؤلاء درسوا في مدارس البلد، ومن ماء البلد شربوا والتحقوا بجيشه.. وارتضوا الصحراء والبنادق والحياة الصعبة، هؤلاء لم يجلسوا في المكاتب الفخمة.. ولم يمتطوا أفخرالسيارات..
من هو الأردني..؟
هو الأسمر الذي لوحته الشمس، هو ابن القرى التي يغيب الضوء عنها ولا يغيب الرضا.. هو الذي يعطي بال مّنة، ولا جميلة.. والأردني هو الذي يستقبله والده شهيدًا ويتقبل به العزاء، ويرحب بالجمع كلهم.. وحين يغادر الناس يبكيه بدمعة حّرى، ولا ينتظر مقابلا لقاء دمه… ولا يحاسب ولا يلوم احدًا، هوالذي يدفع الثمن الناهض جداً، حين يحترف البعض من القبض..
من هو الأردني..؟
هو الذي يخدم على الحدود الشمالية، ويقابل الأمر بالطاعة.. هو الذي لا واسطة له سوى الصالة على تراب، كل ذرة فيه اطهر من دهر.. ولا ظهر له سوى البندقية والرصاص المركون في (الباغات)، وهو الذي حمل قيم العشيرة وأخالقها وفروسية اجداده واسقطها على العسكرية النجيبة.. فامتزج الفوتيك بالعباءة، وامتزج البوريه في الشماغ..
من هو الأردني..؟
هو الذي ال يجلس على طاولات التنظير، ولا يدعي الحداثة والمدنية.. بل يترك قلبه أن يقرر في المشهد، هو الذي يأتيك نعيه عبر بيانات الجيش، وليس عبر الواتس اب والهواتف.. وعبر الصفحات الكاملة في الصحف اليومية، هو الذي يستشهد دون تفاصيل.. فقط يتلقى الطلقة.. وتصعد روحه للسماء، وكان قد توضأ قبيل ساعة في استعداد لصالة العشاء.. لكن الغدر باغته فجأة فصعد لربه طاهرا نقيا محصنا.. صعد أبيا في ميادين المنازلات الدموية.
من هو الأردني..؟
هو الذي له هوية واحدة لا تقسم ولا تفرق ولا يغير لونها.. وهي الدم، هو الغالي ولكن في سبيل البلد يصبح دمه رخيصا.. هو الفارس الحر العظيم المهيوب، هو الذي يدفع روحه على ألا تزهق أرواحنا.. هو الذي عاش ومات (والفوتيك) صديقه، هو الذي يحس نفسه غريبا حين يرتدي الزي المدني.. هو الذي يعتلي ظهر الدبابة… ومع كل قذيفة يسددها يذكر اسم الله..
وتسألونني من هو الأردني؟
لؤي عبيدات ومحمد الخضيرات والمشاقبة (عيالنا).. وهؤلاء هم الهوية، وهل يوجد أعظم من دمهم كتعبير عن الأردني…؟
كتب. عبد الهادي راجي المجالي
