صدى الشعب – راكان الخريشا
أصدرت اللجنة الملكية لشؤون القدس العدد الثاني من تقريرها الشهري “التذمّر من السياسات الإسرائيلية … العالم ينتفض لأجل فلسطين”، الذي يرصد ويوثّق بشكل مهني ومتخصص المواقف والآراء والفعاليات والتصريحات الدولية الصادرة عن المؤسسات الدبلوماسية والحقوقية والأكاديمية والرياضية والفنية والشعبية حول العالم، في سياق رفض السياسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق أهل القدس وغزة وسائر فلسطين المحتلة من البحر إلى النهر.
ويقدّم التقرير صورة شاملة عن حالة الرفض العالمي المتصاعدة، التي باتت تعبّر عن ضمير إنساني حيّ متعاطف مع الشعب الفلسطيني، وتطالب بتحقيق العدالة وتطبيق قواعد الشرعية الدولية.
ويأتي إصدار التقرير في إطار الدور التوعوي والإعلامي الذي تضطلع به اللجنة الملكية لشؤون القدس، والمتمثل في رصد وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق أهلنا في القدس وفلسطين المحتلة، إضافة إلى قراءة اتجاهات الرأي العام الدولي ومواقفه المتبلورة إزاء هذه الانتهاكات، ويهدف هذا الجهد إلى وضع القرّاء والباحثين والمهتمين أمام صورة متكاملة للتطورات المتسارعة المرتبطة بالقدس والقضية الفلسطينية، التي تظل رغم تعدد الأزمات العالمية القضية الأكثر حضورًا وتأثيرًا بحكم مركزيتها في السلام والأمن الدوليين.
ويتضمّن العدد الثاني من التقرير قراءة خاصة في كتاب “من يجرؤ على نقد إسرائيل” للمفكر الفرنسي باسكال بونيفاس، في سياق التأكيد على أن نقد الاحتلال وسياساته الاستعمارية لم يعد فعلًا نادرًا أو مرتبطًا بالجرأة الفردية، بل بات واجبًا أخلاقيًا عالميًا يتشكل يومًا بعد يوم، ويوثق التقرير اتساع نطاق الرفض الدولي لخطاب الدعاية الإسرائيلية ومحاولات ترويج ما بات يُعرف بـ “أسطورة إسرائيل الضحية”، لا سيما في ظل تواصل العدوان على غزة وما نتج عنه من قتل وتشريد وإبادة جماعية، إلى جانب اقتحامات المستوطنين المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واعتداءاتهم على بلدات الضفة الغربية وممتلكات أهلها.
وفي تسلّط اللجنة الضوء على أبرز خصائص حالة التذمّر العالمي من السياسات الإسرائيلية، التي تجلّت في موجة واسعة من الاحتجاجات السلمية والمظاهرات الشعبية وحملات المقاطعة التي أثّرت بشكل ملحوظ في صياغة مواقف سياسية ودبلوماسية داعمة للحقوق الفلسطينية في العديد من الدول، وكما يوثق التقرير تنامي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وارتفاع وتيرة الدعوات لوقف الحرب في غزة وإنهاء العدوان.
ويؤكد التقرير على اعتماد اللجنة الملكية لشؤون القدس في توثيق المعلومات على مصادر إعلامية عالمية موثوقة، مشيرًا إلى إمكانية تحميل ومراجعة العدد كاملًا من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي للجنة، بما يتيح للجمهور والباحثين ووسائل الإعلام الاطلاع على تفاصيل أشمل حول مضمون التقرير وتحليلاته.






