صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
يأتي يوم الطفل العالمي هذا العام، في وقت ترتكب فيه أكبر جريمة ابادة بالقرن الحالي وخصوصا ضد الاطفال الأبرياء في غزة، الذين يتعرضون لعدوان همجي ووحشي بالة الحرب الصهيونية، وبرعاية ودعم اميركي غربي وصمت دولي عن هذه الجريمة.
وقد بلغت الحصيلة الكارثية لما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة آفاقًا مروعة، إذ وصل عدد الشهداء لـ 12300، من بينهم أكثر من 5000 طفل و3300 امرأة ووصلت عدد الإصابات إلى 30 ألف شخص، حيث بلغت نسبة النساء والأطفال فيها أكثر من 75 بالمئة، وكان الأكثر تضررًا هم الأطفال، الذين يحتفل العالم بيومهم في هذا اليوم.
وفي ضوء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، يثير الصمت العالمي استفهامات حول عدم تحرك المجتمع الدولي أو التدخل الفعّال لوقف هذه المجازر التي تنافي القوانين الدولية وتجاهل شعور الإنسانية.
الصور الصادمة التي تعم الشاشات لم تحرك الدول لفرض قوانين أو إجراءات جادة تجاه الجرائم الوحشية التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي بحق الأطفال والنساء في غزة.
إن الواقع القاسي الذي يظهر أمام العالم هو أن هذا العالم يبدو عاجزًا عن حماية حقوق الأطفال الذين يواجهون مأساة لا يجدون فيها سوى قسوة الواقع وفقدان الحلم بمستقبل آمن، وإن مظهر الجهل الدولي والتمييز الذي يظهر في التعامل مع الأطفال الفلسطينيين يُفضح مدى تضايق القوانين والأنظمة الدولية.
ولكن لا يزال هناك أولئك الذين يحملون الأمل في تغيير قوانين العالم، يطرحون التساؤلات حول مصير قوانين الحماية الدولية للأطفال وما إذا كانت هذه القوانين ستُطبَّق حقًا في ظل جرائم الاحتلال والتي يتعرض لها الأطفال في غزة.
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل الى متى سيبقى هذا العالم الذي يدعو انه متحضر والذي يدعو هو نفسه لحماية حقوق الطفل صامت عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بأطفال غزة؟
يوم مشؤومًا اتجاه اليات حقوق الإنسان الصامتة عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي
وبهذا الخصوص أكد الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة الدكتور محمد المقدادي، أن الفكرة والهدف وراء إقامة يوم عالمي للطفل هو تعزيز الرابط الدولي وتحسين رفاهية الأطفال.
وأضاف أيضًا أنه لا يُمكن الحديث عن هذا اليوم دون الإشارة إلى عما يعانيه الأطفال في غزة بالوقت الحالي نتيجة العدوان الهمجي للاحتلال الإسرائيلي، حيث يعيش ما يقرب من مليوني شخص، من بينهم 800 ألف طفل.
وأشار إلى ان الاستغراب الحالي هو صمت العالم، الذي إقرار يوم عالمي مخصص لرعاية الأطفال، اتجاه العدد الكبير من الشهداء، حيث يشكل الأطفال الغالبية العظمى منهم.
وأكد ضرورة تبني الأمم المتحدة موقفًا أكثر حزماً تجاه جرائم الاحتلال، حيث ان هنالك العديد من المؤسسات الدولية والهيئات التابعة للأمم المتحدة ترصد المجازر التي يرتكبها الاحتلال اتجاه أطفال غزة ولكن تبقى بدائرة الرصد وهو ما لا يرتقي لمستوى الحدث الذي يعيشه الأطفال، سواء كانوا شهداء جراء القصف الوحشي الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي أو الذين ما زالوا تحت الأنقاض بسبب الدمار الناجم عن الهجمات.
وأكد ضرورة تذكر جميع الأطفال المتضررين من العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، سواء كانوا يشاهدون هذه الأحداث مباشرة أو يتعرضون لصدمات نفسية جراءها، فضلاً عن مصيرهم المجهول الذي يثير القلق.
وأوضح أنه عندما نتحدث عن يوم عالمي للطفل اليوم، فإننا نواجه قضية هامة لم تحدث في التاريخ الحديث، حيث يتعرض أطفال غزة لمجازر لا مثيل لها، ويجب عدم نسيان الأطفال في باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والذين يعانون في سجون الاحتلال بأعداد كبيرة جدا.
ويرى أن اليوم العالمي للطفل هذا العام يوم مشؤومًا اتجاه اليات حقوق الإنسان واتجاه منظمات الدولية المعنية بالطفولة ومنظمة الأمم المتحدة التي بان انخراطها بما يحدث لأطفال غزة لا يرتقي الى مستوى الحدث.
وأشار إلى ضرورة أن تتخذ مؤسسات الأمم المتحدة وجميع المؤسسات العالمية المعنية بشؤون الطفولة، خاصة في هذا اليوم العالمي للطفل، مواقف حازمة تجاه ما يتعرض له أطفال غزة من مجازر وابادة جماعية على يد الاحتلال.
وأكد ضرورة تحويل التنديد بأفعال الاحتلال ضد أطفال فلسطين وغزة إلى إدانة دولية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
مليون طفل يواجه ظروف صعبة
من جانبها أشارت مديرة المناصرة والإعلام في مؤسسة إنقاذ الطفل بالأردن نادين النمري، إن الذكرى الـ 64 لإعلان حقوق الطفل واليوم العالمي للطفل تمر في ظروف كارثية ومأساوية يعيشها الأطفال في الأراضي الفلسطينية، وتحديًا خاصًا في قطاع غزة.
وأوضحت أن أكثر من 5 آلاف طفل فقدوا حياتهم جراء العدوان الوحشي للاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى وجود مليون طفل يواجهون ظروفًا صعبة بشكل كبير، من حصار مطول إلى قصف متواصل وشديد.
وأكدت أن المؤسسة عبرت عن قلقها البالغ حيال حياة الأطفال الناجين من مجازر الاحتلال الإسرائيلي، إذ يواجهون حالياً تهديدات جديدة بالخطر والموت نتيجة للجفاف ونقص التغذية وندرة الوقود الحاد وتأثيره على المستشفيات، حيث أصبحت معظمها خارج الخدمة.
وأشارت إلى القيود المفروضة على إدخال المساعدات وعدم وصولها إلى جميع مناطق قطاع غزة، والتي تعتبر بمعنى الأساس انتهاكاً لحقوق الإنسان وتعارض للقوانين الدولية.
وأشارت إلى أن العديد من الأطفال تأثروا سلبًا بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال، ويكون الخوف من تداعياتها النفسية، مؤكدة على أن استهداف الاحتلال للمدارس والمستشفيات التي تضم آلاف الأطفال يعتبر مخالفاً لكافة المواثيق والقوانين الدولية إذ لا يمكن اعتبارها أهدافاً عسكرية ويجب أن تكون محمية.
وأكدت على أن المؤسسة طالبت بالإيقاف الفوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وذلك من خلال مطالب موقعة من مشاركين من جميع أنحاء العالم، باعتبارها وسيلة لفرض الضغط على السياسيين لوقف هذه الأعمال العدائية من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
وأكدت أن المؤسسة عملت جاهدة على تلبية الاحتياجات الفورية في قطاع غزة، مسيرة إلى أنها نجحت في إدخال ثلاث شاحنات عبر معبر رفح إلى القطاع.
واضافت أن هناك شاحنات أخرى في انتظار الدخول، وعلى الأخص تحمل المياه والمعدات الطبية؛ نظرًا لنقص المياه الحاد في القطاع، والذي يهدد حياة الآلاف من الأطفال، موكدة بأن النقص في المياه يمكن أن يؤدي إلى حالة جفاف خطيرة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها قطاع غزة.
وأشارت إلى صعوبة عمل المؤسسة في الميدان بسبب عدم توفر ممرات آمنة وعدم القدرة على الوصول إلى جميع العائلات المتضررة والمنكوبة، خاصة في المناطق الشمال حيث يعتبر الوصول إليها أمرًا صعبًا للغاية.
ومنذ 45 يوما، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا وحشية على غزة، خلّفت 12 ألفا شهيدا فلسطينيا، بينهم 5 آلاف طفلا، و3 آلاف 300 امرأة، فضلا عن 30 ألف مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية. فلسطينية.