عبدالرحمن البلاونه
أن وصول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء، ورفع العلم الإسرائيلي فوقه، وتدمير أقسامه ومحتوياته، وسيطرتها على العديد من الأماكن الأخرى، لا يُعد نصراً لقوات الاحتلال، وليس صعباً على قوات نظامية مدججة بأحدث الأسلحة والمدافع والدبابات والمدرعات، أن تصل إلى هذا المكان، وغيره من الأماكن التي تزعم أنها تضم مقارً لقيادة حماس، وأنفاقاً للمقاومة، وما هو مهم، أنه لم تكن الطرقات التي سلكوها وأوصلتهم إلى مبتغاهم مفروشة بالورد والحرير، فقد واجهوا الموت المذل، وتكبدوا الخسائر الفادحة بالأرواح والمعدات، وسقطوا ما بين قتيل وجريح.
فإذا ما أجرينا مقارنة بين طرفي الحرب، من الناحية العسكرية، نجد أنه لا وجه للمقارنة، ويدرك الجميع أن هذه الحرب غير متكافئة بين الطرفين، أحدهما من أقوى جيوش العالم، ويمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، ويتلقى الدعم المادي والمعنوي الكامل، من الدول الكبرى، جيشه نظامي يتكون من مئات الآلاف من الجنود، يتلقون التدريب والتسليح، ويمتلك أسطولاً من القوات البحرية، والطائرات، والمدافع والدروع، والقنابل والصواريخ الفتاكة، والطرف الآخر يتكون من عشرات آلاف من المقاتلين والمقاومين، الذين يمتلكون أسلحة خفيفة وقذائف، ومنظومة دفاع جوي، وطائرات مسيرة، محلية الصنع، ويخضعون لحصار جوي وبري وبحري منذ سبعة عشر عام.
من جهة أخرى، فإننا وإذا ما أردنا المقارنة بين الطرفين، فإننا نجد في غزة مقاومين يمتلكون القليل من السلاح، والكثير من الإرادة والعزيمة، يدافعون عن أرضهم وعرضهم، عقيدتهم النصر أو الشهادة، ويتمنون الشهادة في سبيل الله، يقدمون أرواحهم دفاعاً عن وطنهم المحتل ومقدساتهم المغتصبة، ولديهم ما يستحق الموت من أجله، يواجهون أعداء يتصفون بالجبن، يخشون الموت، مهزومين نفسياً ومعنوياً، ليس لديهم ما يدافعون عنه فهم قتلة ومحتلون، الأرض ليست أرضهم، ولا يملكون ما يضحون بأرواحهم من أجله، فهم مرتزقة، قذفت بهم دول العالم ليتخلصوا من دنسهم، ليجدوا أنفسهم في أرض ليست أرضهم، يشكلون كيان مجرم عنصري محتل، فمهما كانت النتيجة، فإن قوات الاحتلال الصهيوني لن ولم تنتصر في غزة،وستجر أثواب الخزي والهزيمة خلفها بإذن الله تعالى.