صدى الشعب –
أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، أن الأردن سيرسل غداً طائرة مساعدات جديدة إلى مصر لإيصالها إلى غزة.
وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الخميس مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، إن “قرار وقف الحرب عند إسرائيل وليس الأردن، ولا أرى أن إعلان حرب من جهة الأردن سبيل إلى وقف الحرب”، متسائلا هل من مصلحة الأردن أو فلسطين أو العرب الدخول في حرب مع إسرائيل، وهل توسعة رقعة الحرب يخدم الفلسطينيين.
وأضاف “علينا مصارحة الشعب الأردني ولن نبيعه أي شعارات أو أوهام فلنا في التاريخ شهداء روَت دمائهم أرض فلسطين”، معرباً عن أمله في أن تكون الحرب على غزة هي الأخيرة.
وأشار الى التنسيق مع ألمانيا بشكل كبير لإنهاء الحرب على غزة ومنع توسعها وإنقاذ الأبرياء،”لأن الحرب لن تمهد لمستقبل أفضل لكنها تدفع باتجاه مزيد من التوتر والعنف في المنطقة”.
وقال، إن “أولويتنا إدخال المساعدات بشكل فوري إلى غزة، ومنع إدخالها جريمة حرب وحرمان الأبرياء من الغذاء والماء وحرمان المرضى من الدواء جريمة حرب”، مشيراً أن مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفى الميداني الأردني في غزة يكفي لمدة أسبوع واحد فقط، مؤكدا العمل على إمداد المستشفى بما يلزمه من مساعدات.
وأضاف، موقفنا الثابت في الوصول للهدف وهو تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وأنه لا أمن وسلام ولا استقرار في المنطقة إلا بالسلام الذي يلبي حقوق الشعب الفلسطيني.
كما، أكد أنه لا فرق بين ضحية وضحية بحسب الجنسية والديانة، كما أن العنف لا يبرر العنف والقتل لا يبرر القتل.
وقال “إننا نسعى لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ولا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية..ولا أمن ولا استقرار وسلام في المنطقة دون حصول الجميع عليها”.
وبين، أن الوضع في غزة لا يبدو أنه مقبل على إنهاء التصعيد..ونقوم بكل ما نستطيعه لوقف الحرب وتوسعها لكن القرار ليس عندنا، ويجب أن يكون ذلك هدفا للمجتمع الدولي كاملا و يجب الإبقاء على بصيص الأمل ومعالجة أسباب الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، مبينا أن الكارثة الناجمة عن الحرب ستكون لها تبعات خطيرة وطويلة.
وأكد، رفض الأردن تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، وأي خطوة في هذا الاتجاه ستؤدي إلى حرب جديدة في المنطقة، والأردن لن يسمح بتهجير الأزمة التي صنعتها إسرائيل إلى الأردن.
واكد، أن الأردن سيتصدى بكل الطرق لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مضيفا “قلتها سابقا إن التهجير إعلان حرب حقيقية”.
وقال “أي محاولة لتهجير الفلسطينيين في إطار تغيير الجغرافيا أو الديمغرافيا سنتصدى له”، مبينا أن الفلسطينيين لا يريدون الأردن وطنا بديلا عن وطنهم، وكذلك الأردنيون.
وأشار إلى أن الأمور لا يبدو أنها ذاهبة باتجاه التهدئة رغم كل ما نقوم به من جهود مع كلّ المجتمع الدولي، والحرب سيكون لها تبعات كبيرة، وان العنف لا يبرر العنف، وكل يوم يمضي تزداد صعوبة تحقيق الأمن والاستقرار.
وقال، إنه لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية، ولا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حلّ القضية الفلسطينية، نريد الأمن لكلّ شعوب المنطقة.
وقال الصفدي، مصممون على أن نمضي معا لإنهاء هذه الكارثة، وحماية المنطقة من الخطر الحقيقي بتوسّع الحرب، ووقف الحرب يجب أن يكون هدفا تتكاتف من أجله كلّ الجهود الدولية.
وقال نخشى الأسوأ، وكلّ المؤشرات أن الأسوأ قادم،وهناك ثمة بصيص أمل هو بداية اتفاق على تسيير قوافل مساعدات عبر معبر رفح إلى غزة، ونأمل أن لا يكون ذلك ليوم أو يومين”.
وقال الصفدي، نحتاج إلى تعريف الدفاع عن النفس، هل قتل (4) آلاف فلسطيني، وتدمير (98) ألف بيت هو دفاع عن النفس؟، وهل قتل الفلسطينيين سيعيد الإسرائيليين الذين قُتلوا، كان هناك صدمة مما حدث على المجتمع الإسرائيلي، لكن هناك صدمة أكبر مما يقع على المجتمع الفلسطيني. هل مستقبل المنطقة تحكمه المشاعر، أم علينا أن نقول كفى قتلا ولنبني مستقبل أفضل؟.
وشدد الصفدي انه يجب أن تكون القيم الإنسانية واحدة، والقانون الدولي ساريا على الجميع، المواطنون العرب جميعا يسألون؛ لماذا منع الغذاء والدواء عن الأوكرانيين جريمة حرب ومنع الغذاء والدواء عن الفلسطينيين ليس جريمة حرب؟.
وفي رده على سؤال قال : لا يتوقع من الأردن وحده أن ينهي هذه الحرب، نحن نقوم بكلّ جهد نستطيعه، لكننا لا نملك قرار الحرب، وعلينا أن نحافظ على الأردن قويّا ومستقلّا.
واكد الصفدي، أن اللحظة الآن تتطلب منا مواقف وعمل، وأسهل شيء أن أعطيكم شعارات، لكن الشعارات لن تحلّ الصراع ولن تحمي الفلسطينيين، صحيح أن هذا الكلام لا يخاطب العواطف، لكن الواجب يفرض أن نكون صريحين، ولكم منا أن نقدّم كلّ طاقتنا، وهذا موقف وتاريخ الأردن، وعندما كان الزمن زمن حرب، شهداء الأردن على كلّ بقعة من ثرى فلسطين، دماء شهدائنا روت كلّ ثرى فلسطين
من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن بلادها قررت رفع المساعدات الإنسانية التي تقدمها لأهالي قطاع غزة بقيمة 50 مليون يورو.
وأضافت، “أعلم مدى صعوبة الوضع بالنسبة للناس في بلدكم، هذا الكابوس في الجوار لكم ولنا يأتي في وقت صعب من الأصل، حيث أن بلدكم يواجه أوضاع اقتصادية صعبة بسبب الأحداث الروسية الأوكرانية، أسعار الغذاء والتضخم قد ارتفعت”.
وأضافت: الإسرائيليون والفلسطينيون يجب أن يعيشوا جنباً إلى جنب ولن يكون ذلك إلا من خلال حل الدولتين عن طريق التفاوض، اليوم يدور الحديث حول تخفيف الوضع الكارثي في قطاع غزة.
وبينت أن بلادها تشترك مع الأردن لتخفيف الوضع الكارثي في قطاع غزة، وهنالك عجز في الأمور كافة من غذاء ومعدات طبية وماء، فمئات الآلاف فقدوا منازلهم ويبحثون عن الملاذ الأمان.
وأعربت عن حزنها، بأن بعض الأمهات في قطاع غزة تمنح الأبناء مياه مالحة بسبب عدم وجود المياه الصالحة للشرب، مشيرة إلى أن بلادها عملت الكثير في الآونة الأخيرة لتأمين مياه الشرب في القطاع، “والخبر الجيد أننا حققنا بعض من المحاولات لكن الأمر لم يعد بالمستوى المطلوب ويلبي الطموحات والاحتياجات”.
وأشارت إلى أن رسالة بلادها واضحة بأنهم لا يتركوا الأمهات والأبرياء وحدهم، ونحن كل من يساند الإنسانية، فضلاً عن أن الأردن وفرت 5 ملايين دولار بالرغم من الإمكانيات المحدودة.
ودعت دول الخليج الى توفير المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع وأن تحذو حذو الأردن في هذا الملف؛ لكي أن تصل تلك المساعدات إلى المدنيين والأبرياء.
وكان الصفدي ونظيرته الألمانية أجريا مباحثات موسعة قبل المؤتمر الصحفي في إطار الجهود المبذولة لوقف الحرب على غزة وما تسببه من معاناة إنسانية، وضمان حماية المدنيين، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني.
وأكد اللقاء ضرورة تكثيف الجهود لإطلاق تحرك دولي فوري وفاعل لوقف الحرب وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
–(بترا)