حازم الخالدي
الشارع العربي مذهول مما يحدث في غزة ، الصدمة ليست في الجريمة البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في المستشفى المعمداني ، ولكن هذا الذهول الذي يتنامى من الحالة التي يعيشها العرب في هذه الفترة من خذلان وهوان وضعف، أفقدنا هويتنا وشخصيتنا وأبعدنا عن قيمنا حتى وصل الإنسان العربي إلى حالة لم يستطع فيها أن يقول كلمة واحدة ضد الاعتداءات التي تمس أرضه ووجوده ، وكأنه شريك في هذه الحرب التي تضرب غزة بكل مكوناتها.
حتى الغيرة لم تعد موجودة عند العرب، شيء يدعو للحسرة، فهذه أميركا والدول الأوروبية يعلنونها صراحة وقوفهم التام مع هذا الكيان الغاصب والالتزام بحمايته، ويأتون إليه في ود لمواساته في محنته بينما نحن العرب في حالة صمت وانطواء بعيدين عن المشهد، سوى الجماهير الثائرة في الشوارع، ولا أحد يتجرأ ليقول كلمة حق ، وكأنهم الآن نزعوا ارتباطهم بالقضية الفلسطينية التي كانت لفترة طويلة مقياسا لمدى وطنية الانسان العربي ، ويوجهون رسالة إلى الفلسطينيين “كل واحد يقلع شوكة بإيده ، هذا هو الحال للأٍسف.
ماذا ينتظر العرب من هذا العدوان الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، بعد أن قتلت القنابل الإسرائيلية الآلاف وارتكبت أبشع المجازر مثلما حدث في المستشفى المعمداني ..ونخشى في الأيام المقبلة حدوث كارثة في هذا القطاع المحاصر منذ سنوات بعد أن أصبح من دون ماء ولا كهرباء ولا خبز ، ولا حتى مواد غذائية وطبية، وهذا يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي غير القانوني، لكن ” إسرائيل” هي خارج القانون، وحينها ستكون أمامنا كارثة أخرى لو نجحت ” إسرائيل” في القضاء على حماس أو الحد من قدراتها وإعادة احتلال غزة، سيستمر اللجوء الفلسطيني إلى دول عربية مختلفة، وسينشأ فراغ في غزة، ربما سيؤدي إلى وجود سلطة وطنية أخرى في غزة حليفة ل” إسرائيل”، بحيث ينتقل الحكم في القطاع إلى “امراء الحرب”، الذين سيكون هدفهم جني الأموال من الضرائب ورسوم المعابر، ويبدأ الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني ، كما تخطط إلى ذلك “إسرائيل”، ولكن القتال سيكون بعيدا عن مواجهة “إٍسرائيل” التي ستصبح حليفا للسلطة القائمة.
فالخطة التي يراد تنفيذها الآن هي ” تصفية حماس” ولكن لو تحقق ذلك فإن التصفية هي للقضية الفلسطينية ، وفتح خطوط تجعل من هذا الكيان جزءا من المنطقة.