أبو طربوش لـ (صدى الشعب):الإفراط في استخدام السوشال ميديا يقود إلى العزلة الرقمية والقلق والاكتئاب
صدى الشعب -أسيـل جمـال الطـراونـة
حذّر الدكتور جميل أبو طربوش، المتخصص في علم النفس الإكلينيكي، من مخاطر العزلة الرقمية والإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، مؤكدًا أن الاستخدام غير المتوازن قد يقود إلى تداعيات خطيرة تمس جودة حياة الفرد في مختلف الجوانب.
تأثير العزلة الرقمية على الصحة النفسية
وأوضح أبو طربوش أن البداية تكون غالبًا بالانسحاب الاجتماعي والانغلاق على الذات، وهو ما يؤدي مع الوقت إلى زيادة في التفكير السلبي، واضطرابات في التركيز والنوم، فضلًا عن تدني مستوى العلاقات الاجتماعية.
وأضاف فإن هذه التغيرات تنعكس بشكل مباشر على جودة حياة الشخص من حيث قدرته على التفاعل، الإنتاجية، وحتى استقراره النفسي.
الاستخدام المفرط للسوشال ميديا والقلق والاكتئاب
و أشار إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، إذ إن العزلة الناتجة عن الإفراط في المتابعة تضعف تقدير الذات. كما أن مقارنة الشخص لحياته الواقعية بما يراه من “الحياة الوردية” التي يعرضها الآخرون على منصاتهم، يجعله عرضة للشعور بالإحباط والدونية.
وأشار إلى أن من ينشر محتوى رقميًا يعيش حالة مستمرة من القلق نتيجة ترقب التعليقات وعدد المتابعين، وهو ما يضاعف الضغوط النفسية لديه.
نوعية المحتوى وتأثيراته المختلفة
وأوضح أبو طربوش أن تأثير المحتوى يختلف بحسب نوعه؛ فالمحتوى الإخباري السلبي مثل تغطية الأزمات والأحداث العنيفة قد يزيد من مستويات القلق والخوف ، في المقابل، يساهم المحتوى الترفيهي في التخفيف من الضغوط والهروب المؤقت من الواقع. أما المقارنات الاجتماعية، فهي الأخطر على الإطلاق، خصوصًا بين الشباب والمراهقين، حيث ينعكس التركيز على المظاهر الإيجابية فقط – كالمال، الماركات، والسيارات – بشكل سلبي على الحالة المزاجية، فيؤدي إلى تدني تقدير الذات وزيادة معدلات الاكتئاب.
علامات الإدمان الرقمي
وحول المؤشرات التي تدل على تجاوز الاستخدام الطبيعي إلى مرحلة الإدمان، لفت إلى أن أبرزها الانعزال الاجتماعي، الجلوس لساعات طويلة أمام الإنترنت، تأثير ذلك على التحصيل العلمي أو العمل، فضلًا عن تدهور العلاقات الاجتماعية
وأكد أن استمرار هذه العلامات يعني أن الشخص دخل في دائرة الإدمان الرقمي.
الفئات الأكثر عرضة
وفيما يتعلق بالفئات العمرية، أوضح أبو طربوش أن التأثر لا يقتصر على فئة محددة، بل يشمل الأطفال، المراهقين، والشباب على حد سواء. ولفت إلى أن البطالة عند الشباب، أو العطل الطويلة عند طلبة المدارس والجامعات، تمثل بيئة خصبة لزيادة العزلة الرقمية والإدمان على استخدام الأجهزة كوسيلة للهروب من الفراغ.
نصائح للتقليل من الآثار السلبية
واختتم الخبير النفسي حديثه بعدد من النصائح العملية للتقليل من الأثر السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها تحديد وقت الاستخدام: لا يتجاوز ساعتين يوميًا بشكل متقطع وممارسة الهوايات: مثل الرياضة أو الأنشطة الإبداعية ايضًا اختيار المحتوى الهادف: والابتعاد عن المقارنات أو المحتوى السلبي وتجنب الاستخدام قبل النوم: لما له من تأثير مباشر على جودة النوم وزيادة القلق.
وأكد أن التعامل الواعي مع وسائل التواصل الاجتماعي، وموازنة استخدامها مع أنشطة حياتية أخرى، يمثلان خط الدفاع الأول للحفاظ على الصحة النفسية






