كتب – جسار حسام العمرو
العرف العشائري يعتبر جزءًا هامًا من التراث الاجتماعي والثقافي للعشائر الأردنية، وله تأثير كبير في المحافظة على السلم المجتمعي. يمكن للعرف العشائري أن يلعب دورًا في الحفاظ على السلم المجتمعي من خلال تنظيم العلاقات الاجتماعية وإنشاء نظام من القواعد والتعليمات التي تحكم العلاقات بين أفراد العشيرة.
توفر هذه التنظيمات الاجتماعية هيكلية واضحة للتعامل مع النزاعات والمشاكل، وتعزز النظام والتوازن داخل المجتمع. يعمل العرف العشائري على حماية المصالح العشائرية والحفاظ على تكامل العشيرة واستقرارها. من خلال التوجيهات والتعليمات التي يوفرها العرف العشائري، يمكن للمجتمع العشائري التعامل بشكل أفضل مع التحديات الداخلية والخارجية والحفاظ على السلم والاستقرار. كما يساهم العرف العشائري في تعزيز التضامن والمساندة بين أفراد العشيرة.
ومع ذلك، يجب أن ندرك أن العرف العشائري يختلف من مجتمع إلى آخر ومن عشيرة إلى أخرى، وأن له بعض الجوانب السلبية مثل التمييز والتفرقة القائمة على العرق أو النسب. لذا، يجب التعامل معه بحذر وأخذ في الاعتبار التطورات الاجتماعية والقانونية الحديثة لضمان تعزيز العدالة والمساواة في المجتمع.
تغير القوانين والتشريعات يمكن أن يؤثر بشكل كبير على العرف العشائري. قد تقوم السلطات القانونية بتطبيق قوانين جديدة أو تعديل التشريعات القائمة التي تؤثر على الممارسات العشائرية. يمكن أن يتم تطبيق قوانين تهدف إلى تعزيز المساواة وحقوق الأفراد وتقليل التمييز القائم على العرق أو النسب. قد يتطلب ذلك تغييرًا في الطرق التقليدية التي تتم بها الممارسات العشائرية.
التحولات الاجتماعية أيضًا يمكن أن تؤثر على العرف العشائري. قد يحدث تغيير في القيم والمعتقدات الاجتماعية أو زيادة عدد المنتقلين للمدن والتحضر، مما يؤدي إلى تغير في دور العرف العشائري وتأثيره على المجتمع. قد يتراجع دور العرف العشائري تدريجيًا في بعض الحالات مع تقدم التحضر وتأثير القوانين والمؤسسات الحكومية.
مع مرور الوقت، قد يتطور العرف العشائري ليتعايش مع التحولات الاجتماعية والقانونية. يمكن أن يتبنى العرف العشائري بعض التغييرات والتكيف مع القيم والمعايير الحديثة، مثل تقليل التمييز وتعزيز المساواة بين الأفراد بغض النظر عن العرق أو النسب.
في النهاية، يمكن اعتبار العرف العشائري جزءًا من الهوية الاجتماعية والثقافية للعشائر الأردنية، ويجب النظر إليه من منظور يجمع بين الحفاظ على التراث والقيم الثقافية وتعزيز العدالة والمساواة في المجتمع.