صدى الشعب – كتب محمد علي الزعبي
في خضم التحولات الوطنية والإدارية التي يشهدها الأردن، يبرز اسم معالي عبدالله نوفان العدوان كأحد الوجوه التي حضرت في المشهد الوزاري بجدارة واستحقاق، لا بتزاحم الأسماء ولا بضجيج الصالونات، بل بسيرة عملية نقية ومسيرة مهنية رصينة صنعت الفرق حيثما حل.
اختيار دولة الدكتور جعفر حسان لمعالي العدوان لم يكن وليد اللحظة ولا خاضعًا للمحاباة، بل جاء تتويجًا لمسار طويل من العطاء الهادئ، والعمل الميداني، والتفاني في أداء الواجب العام. لقد حمل الرجل على عاتقه في محطات متعددة مسؤوليات حساسة، فأثبت أنه صاحب قرار، ووازنٌ في المواقف، لا يغلب العاطفة على العقل، ولا يُغريه الظهور بقدر ما يعنيه الأثر.
معالي العدوان لم يكن يومًا بعيدًا عن نبض الناس، بل عرف عنه إنصافه للمظلومين ودعمه للحق، دون أن يخل بالمنظومة القانونية أو يخرج عن حدود المؤسسية. فحين يصل إليه صوت مظلوم، يتعامل معه بما يتيحه القانون ويمنحه الضمير، فيجمع بين صرامة الدولة وعدالة الروح، ويجعل من موقعه الإداري منصة لحل المشكلات لا لتكديسها.
وما يلفت في شخصيته أنه لا يستعرض مساعداته ولا يقدّمها على هيئة منّة، بل يراها واجبًا أخلاقيًا قبل أن تكون دورًا وظيفيًا، ويعمل بصمت على تسوية قضايا الناس ضمن الأطر الرسمية، وباحترام للنظام العام دون تعسف أو تهاون.
عبدالله نوفان العدوان ليس طارئًا على الدولة، ولا مستجلبًا من الهامش، بل هو جزء من نسيجها الإداري والسياسي، تمرّس في خدمة الوطن من مواقع متعددة، وبقي على الدوام نموذجًا للمسؤول الملتزم، القريب من الناس، والمؤمن بأن الإدارة الحقيقية تبدأ من الميدان وتنتهي عند صون كرامة المواطن.
ولعل أبرز ما يميّزه هو تلك القدرة على التوازن بين الحزم الإجرائي والإنصاف الإنساني، فهو من المسؤولين الذين يديرون ملفاتهم بروح منضبطة، لكن دون أن يفقدوا البعد الأخلاقي في تعاملهم. وهذه الصفة هي التي تجعل منه عنصر ثقة، وقيمة مضافة لأي فريق حكومي يشارك فيه.
اختياره في هذه المرحلة لم يكن مجاملة، بل رسالة واضحة بأن الدولة تنحاز لأهل الكفاءة وأصحاب المواقف المشهودة، وأن معيار النجاح لم يعد في الاسم المتداول، بل في التجربة الحقيقية والتأثير الواقعي. وقد أحسن الرئيس اختياره، حين أعاد الاعتبار لرجل لم يتكلّم كثيرًا عن نفسه، بل ترك أفعاله تحكي عنه.
في زمن تتكاثر فيه الأسماء وتتشابه العناوين، يبقى عبدالله نوفان العدوان شاهدًا على أن الإنصاف ممكن، وأن الحق لا يضيع ما دام هناك من يبحث عنه ويقرّ به. فالرجل جاء إلى موقعه مستحقًا، لا مدفوعًا بالرياح، وإنما بثبات الأرض التي مشى عليها بثقة وإخلاص.
إنها مرحلة تتطلب مثل هذا النوع من الرجال، الذين لا يستعرضون، ولا يلهثون خلف الأضواء، بل يعملون بصمت، ويتركون للناس أن تحكم. وعبدالله العدوان، بلا شك، هو من هؤلاء الذين تستبشر الدولة بوجودهم، ويشعر المواطن بطمأنينة حين يكونون في موقع القرار.
