صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
لم يعد مضيق هرمز معبراً مائيا فقط، بل هو فاصلٌ بين الحرب والسلام، فهو واحد من أهم المعابر المائية في العالم، ومن أكثرها حركة، ويُعدّ موقعًا استراتيجيًا وهامًا للشحن، حيث تتدفق من خلاله حركة النقل البحري العادية من وإلى الخليج العربي، وتمر من خلاله حوالي 90% من صادرات العرب النفطية، و خمس شحنات النفط العالمي، إضافة إلى حوالي 20 مليون برميل نفط تذهب إلى الصين يومياً، حيث تُعد المستورد الأول للنفط الإيراني.
كما يُعدّ مضيق هرمز طريقًا رئيسيًا لنقل الغاز الطبيعي المسال، حيث تستخدمه أكثر من 3000 سفينة للوصول من وإلى الخليج العربي شهريًا، بحسب تقارير دولية.
وفي سنوات مضت، هددت ايران بإغلاق هذا المضيق في أكثر من مناسبة، وكان أبرزها في عام 2018، وذلك عقب انسحاب الولايات الأمريكية من الاتفاق النووي.
ومن الطبيعي أنه إذا قررت ايران إغلاق المضيق فسيكون لذلك تأثيراً مباشراً على أسعار النفط العالمية، مما قد يُسبب اضطرابات اقتصادية عالمية كبيرة، و سيجعل المنطقة برمتها على صفيح ساخن، أو فوهة بركان، يحرق الأخضر واليابس، عند انفجاره.
وسيؤدي إلى اختناق في الاقتصاد الإيراني نفسها، إضافة إلى الضرر الذي سيلحقه باقتصادات العالم، وسيغرق دول العالم بأزمة نفط عالمية، وسيدفع بالأسعار للارتفاع ليتجاوز ثمن برميل النفط 120 دولار، إضافة إلى انحسار الاقتصاد العالمي بنسبة 2 إلى 3%.
وعلاوة على ذلك، فإنه إذا ما أقدمت ايران على ذلك فإنها ستقوم باستفزاز دول أخرى ومن بينها دول الخليج العربية، التي كانت أصلاً على خلاف مع إيران ومتحالفة مع الولايات المتحدة، مما سيدفعها إلى التحرك ودعم أي تدخل، نظرًا للآثار السلبية الجسيمة التي ستطرأ على اقتصاداتها المعتمدة بشكل كبير على النفط والغاز الطبيعي.
وسيؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء آخرين، وبذلك تكون إسرائيل، التي بدأت هذه الحرب، قد جرّت الأمريكيين إلى صراع إقليمي واسع، مع احتمال نشوب حرب نووية.






