صدى الشعب – ندى جمال
يعتبر د. محمد جرادات أستاذ الهندسة الميكانيكية وعضو الهيئة التدريسية في برنامج ماجستير الميكاترونكس في الجامعة الأمريكية بإمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، من الشخصيات الأردنية الطموحة، حيث أثبت مهاراته بتسخير الروبوتات بمجالاته البحثية من خلال سعيه لوضع حلول تتبنى الذكاء الاصطناعي وتعالج مشاكل حقيقية في العالم في مجالات الذكاء الحسابي والنقل والطاقة المتجددة.
إنجازاته البحثية:
وركزت انجازاته بشكل أساسي على تطوير أنظمة ذكية متنوعة من خلال العمل على الروبوتات المبتكرة والمستقلة وحلول الذكاء الاصطناعي ومنصاته، وتخطيط مسارات حركة الروبوتات الذكية، والتحكم في حركتها ووضع أنظمة لتجنب العقبات، والمستشعرات الذكية، والملاحة الروبوتية، والذكاء الحسابي والتحكم الذكي.
وتعزز أبحاثه وتنشر تطبيقات الروبوتات والذكاء الاصطناعي من أجل خدمة الانسان عبر تطوير آلات ذكية مثل الروبوتات المستقلة والطائرات بدون طيار والمركبات ذاتية القيادة وتشمل على روبوتات تنظف ألواح الطاقة الشمسية، وروبوتات فحص خطوط الأنابيب، والطائرات بدون طيار الهجينة التي تستطيع الطيران والدوران للكشف عن تسريبات في مجاري التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، وأنظمة روبوت التسليم المستقلة بالكامل، وتخطيط المسار ثلاثي الأبعاد للبيئات الثابتة والديناميكية وغيرها.
أهميتها للبشرية
تقاس بالتأثير الذي يمكن أن تحدثه على الصناعات وعلى حياة الأشخاص العاديين حيث ستستخدم الروبوتات على نطاق واسع في العديد من المجالات، فنحن نراها في صناعات مختلفة (الروبوتات الصناعية)، والمركبات ذاتية القيادة، والمركبات الأرضية غير المأهولة والروبوتات الطبية الحيوية، والتي يمكنها أداء المهام التي تستغرق الكثير من الوقت أو التي تحدث في بيئات خطرة، فضلاً عن مساعدتها في إنقاذ الأرواح البشرية وجعل بيئات العمل أكثر أمانًا وإنتاجية.
ابرز الجوائز و مجلات البحث العلمي
حصل د. جرادات على جائزة الباحثين العرب من مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن عن فئة الروبوتات والأنظمة الذكية في المجال الهندسي، وجائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الانسان عن مشروع فحص الأنابيب والمجاري باستخدام الروبوتات (ضمن فريق)، وجاء في المركز الثاني ضمن فئة الروبوتات في تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة (ضمن فريق)، ومؤخراً في 2023 “جائزة فريق البحث متعدد التخصصات المتميز” من كلية الهندسة في الجامعة. كما نشرت أعماله البحثية في دوريات ومجلات مرموقة مثل الروبوتات المتقدمة، ومجلة الميكاترونكس، والروبوتات والتصنيع المتكامل بالحاسوب، والأنظمة الميكانيكية ومعالجة الإشارات وغيرها.
روبوت فحص خطوط الأنابيب
اخترع فريق متكامل من كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة ضمن فعاليات شهر الإمارات للابتكار بالشارقة عام 2018، جهازاً يسهل عملية الكشف عن ثقوب خطوط الأنابيب، أطلق عليه “روبوت فحص خطوط الأنابيب” وهو جهاز يفحص الأنبوب آلياً ليكشف عن موقع الثقب وأماكن التسريب بدقة، استغرق إنجازه ثلاث سنوات، وهو ذاتي التحرك مستخدما المحرك الداخلي الذي يعمل بالغاز أو البترول داخل الأنبوب، للكشف عن موقع التسريب والثقب بدقة متناهية مستخدماً استشعار فرق الضغط.
حيث يعمل بشكل مبرمج خلال خرائط “تحديد المواقع الجغرافية إلكترونياً – الجي بي إس” ومقاييس ذاتية أخرى احتياطية، حتى يتمكن من إرسال إشاراته عن موقع الثقب، ومن ثم التسريب بدقة متناهية لا تقبل الخطأ، وتكمن أهمية الجهاز كون طول خطوط الأنابيب كبير جداً وفي مناطق يصعب على الفرد العادي الوصول إليها ما بين صحراء أو تحت الأرض، وحتى في جوف البحار والمحيطات،ويضم الجهاز أجهزة استشعار لضغط السائل بحيث يكشف عن التسريب عندما يقل ضغط السائل، وعندها يعطى الإشارة بوجود الخلل، ليقوم بتوجيه إشارات الي الجهة المعنية لتقوم بدورها بعلاج الخلل.
ويمتلك الروبوت نظام ملاحة تم تطويره خصيصاً لهذا الغرض وبعد الكشف عن الثقب يستخدم الروبوت خوارزمية مبتكرة لتحديد المكان بدقة، ومعالجة بيانات متعددة ذات خصائص مختلفة لتحديد مكان الثقب أو مكان الروبوت عند كل لحظة،كما يمتلك الروبوت نظام اتصال يتيح للمشغل إرسال التعليمات للروبوت لاسلكياً ومتابعة عمل الروبوت خلال عملية الفحص في حالة الأنابيب القصيرة،فضلاً عن أن التصميم الخارجي للروبوت يتيح له العبور بسلاسة خلال الأنابيب وخاصة خلال الالتواءات.
تم تصنيف الجامعة الأمريكية في الشارقة من بين أفضل جامعتين (تعادل) في دولة الإمارات العربية المتحدة وأفضل 300 جامعة على مستوى العالم في فئة الهندسة الميكانيكية والطيران والتصنيع بناءً على تصنيفات “كيو إس” العالمية للتخصصات الجامعية (2023). وتكمن أهمية كلية الهندسة بالأخص قسم الميكاترونكس في إيجاد حلول تسهم في تقدم التكنولوجيا وتوسيع آفاق البشرية، من تصميم المركبات المأهولة والمركبات ذاتية القيادة والمركبات الفضائية إلى إيجاد طرق خضراء لتوليد الطاقة.