صدى الشعب-كتب رئيس التحرير -الأستاذ خالد خازر الخريشا
تأتي قمة بغداد بعد نحو شهرين من القمة ألاستثنائية التي عُقدت في القاهرة والتي أقرت فيها الدول ألعربية خطة لإعادة أعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، في ظل اتفاق بين العديد من المراقبين على أن هناك تشابها واضحا بين مخرجات القمتين ويعتبر العديد من المختصين بالشؤون ألعربية أن مُخرجات قمة بغداد ألأخيرة تشير إلى أزمة في بنية العمل العربي المُشترك، وتضارب في مصالح الدول الأعضاء بالجامعة العربية، يؤثر على طريقة عملها على مدى العقدين الماضيين، وهو ما أدى إلى حالة من العجز، في التصدي لأزمات ما تزال قائمة، وتهدد الأمن القومي العربي، من غزة إلى السودان إلى اليمن وليبيا وسوريا ولبنان .
وتجدد المخرجات الهزيلة لقمة بغداد الأخيرة، من وجهة نظر المراقبين،جدلا قديما، حول مدى فعالية المؤسسات العربية التقليدية للعمل الجماعي، وعلى رأسها الجامعة العربية، في ظل واقع يشهد تحديات متزايدة على المستويات الجيوسياسية، متمثلة في تكاثر الأزمات وضعف إرادة العمل الجماعي العربي فيما يتساءل محللين سياسيين الى متى تبقى القمم العربية مجرد حبراً على ورق وان الشعوب العربية تواقة الى قمم تكون مخرجاتها قابلة للتنفيذ .
قبل هذه القمة في نهاية 2024 خرجت قمة الرياض ببيان ختامي يدين إسرائيل ويرفض سرديتها التي تقدم الحرب على غزة على أنها دفاع عن النفس كما يدعو البيان أيضا إلى وقف تصدير الأسلحة والذخائر لإسرائيل وتدعوا إلى وقف إطلاق النار وتأمين ممرات إنسانية عاجلة ودائمة ومشاركة إيران في القمة العربية – الإسلامية جعل الباب مفتوحا حول احتمال إشراك إيران في مفاوضات ما بعد الحرب على أساس مبادرة السلام العربية وعنوانها الأرض مقابل السلام في إطار حل شامل للقضية الفلسطينية ، لكن لم يتغير شيء على الارض .
كثيرة هي القمم التي عقدها العرب بخصوص قضية فلسطين وغالبيتها كانت تواجه انتقادات شعبية لأنها لا تخرج بقرارات ملزمة لهذا الكيان الصهيوني المزروع في قلب الوطن العربي والمدعوم أمريكياً وعلى مدار 77 عاما عادة ما تخرج بقرارات متشابهة ومطاطة دون جديد لا سيما بشأن القضية الفلسطينية التي وصفها محللين بـأم القضايا .
فمنذ القمة الأولى التي عقدت بمصر عام 1946 لدعم القضية الفلسطينية والمواقف العربية في تراجع بحسب مراقبين إذ بدأت بالتأكيد على “عروبة كل أرض فلسطين”، وبداية من تأسيس الجامعة عام 1945 وحتى 2016 عقد العرب مئات القمم الاستثنائية والطارئة سواء على مستوى القادة أو على مستوى وزراء الخارجية بجانب قمتي إنشاص (أول قمة عام 1946) وبيروت (1956) ، وقمة عربية سداسية خاصة عٌقدت بالسعودية عام 1976 لبحث أزمة لبنان ، وتعد قمة الخرطوم التي عقدت عام 1967 أو قمة “اللاءات الثلاث : لا صلح ، لا اعتراف ، لا تفاوض “، كما اشتهرت في التاريخ العربي واحدة من أبرز القمم التي عقدت على نار الأزمات حيث جاءت رداً على “النكسة” .
ما زالت القمم والمؤتمرات العربية والإسلامية توصف الحاله ولا يوجد هناك حلول على ارض الواقع تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني ولعلنا هنا نرجع الى كتاب ( فلسطين في قرارات القمم العربية والإسلامية) لماهر الشريف وخالد فراج يتضمن هذا الكتاب جميع قرارات القمم العربية الخاصة بقضية فلسطين ومدينة القدس ألمحتلة ويتبيّن لدى الرجوع إلى هذه القرارات والكلمات أن عدداً من الدول العربية والإسلامية لم يلتزم في أحيان كثيرة مضامين القرارات التي أقرتها القمم العربية والإسلامية وصادق عليها وإنما انتهج إزاء قضية فلسطين والصراع العربي – الإسرائيلي وتجاه قضية القدس المحتلة سياسات لا تتوافق مع البيانات الختامية لهذه القمم .
