صدى الشعب – ضحى زياد
مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، تزداد عودة الحياة للشوارع وأزقتها، وتنتعش أسواق اللحوم والمواشي مع بداية تحضيرات للعيد، هذا المشهد، الذي يتكرر كل عام، يحمل في اعماقه مزيجًا من العادات والتقاليد التي تراكمت عبر الأجيال، ليبقى العيد مناسبة لها نكهتها الخاصة ومع حلول عيد الأضحى لهذا العام تصبح الأضحية أكثر من مجرد شعيرة دينية؛ إذ يتحول إلى رمز من رموز التكافل الاجتماعي والعائلي، وتعكس واقعًا اقتصاديًا مليئًا بالتحديات التي يسعى الأردنيون لتجاوزها.
وفي هذا السياق، تبذل الجهات المعنية جهودًا مضاعفة لضبط الأسعار وضمان جودة الأضاحي وتتسارع التحضيرات في الأسواق، وتتفاوت الأسعار وتختلف من منطقة لأخرى، ما يعكس تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية على قدرة المواطن في التزاماته بشعائر عيد الأضحى، خاصة وأن أسعار الأضاحي لهذا العام تتفاوت بين المواشي الرومانية والبلدية، بارتفاع الاسعار مما يضع الأسر أمام معادلة صعبة.
وفي جولة ميدانية على عدد من محلات بيع اللحوم في عمّان، أكد أصحابها بأن أسعار بيع الأضاحي لهذا العام شهدت ارتفاعًا ملحوظًا من حيث إقبال المواطنين، خاصة على أسعار بيع الأضاحي البلدية واليت وصل أسعار الكيلو إلى 11 دينارا حسبن ولكن العديد من التجار توقعوا ضعفًا غير مسبوق، مقارنة مع السنوات الماضية، ولكن المواطنين عادةً قبل العيد بأسبوعين تبدأ تشتري أضحيتها..
وقال المهندس خالد الحنيفات وزير الزراعة خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرًا،عن انتهاء أعمال مكافحة فيروس الحمى القلاعية في المزارع المصابة، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة استمرار إجراءات الرقابة، نظرًا لإمكانية بقاء الفيروس في حالة خمول لمدة تصل إلى 14 يومًا.
وأكد الوزير، أن نتائج جميع العينات الأخيرة جاءت سلبية، إلا أن الحذر يبقى مطلوبًا لضمان السيطرة الكاملة على انتشار الفيروس.
وفي سياق آخر، توقع فارس جميل صاحب إحدى الملاحم التجارية، أن تتراوح أسعار الأضاحي الرومانية هذا العام بين 230 و250 دينارًا تقريبًا، بحسب الوزن، فيما يُقدّر سعر الأضاحي البلدية بين 270 و300 دينار.
ولأن الأضحية لا تقتصر على ما يتم تقديمه من لحوم، بل تعكس أيضًا أبعادًا ثقافية وروحية، يبقى السؤال الأكبر مع اقتراب العيد، كيف سيتعامل الأردنيون مع هذا الموسم في ظل التحديات الاقتصادية، ومع التغييرات التي تتغير على الأسعار وتوافر الأضاحي، وهل سيبقى عيد الأضحى كما هو، أم أنه سيحمل هذا العام طابعًا مختلفًا.