صدى الشعب – كتب محرر الشؤون المحلية –
الحقائق المفزعة والصادمة والتزايد المطرد في كميات المخدرات المضبوطة والقضايا الناتجة عن عمليات تهريب المخدرات من خارج المملكة تجعلنا ندق ناقوس الخطر لمواجهة هذه الآفة والتي لها علاقة مباشرة بالكثير من الجرائم التي لم يشهدها المجتمع من قبل، كيف لا والمخدرات تسيطر على عقل المتعاطي وتسلبه وتجعل منه الوحش الذي يفتك بكل من حوله وبالتالي يشكل خطرًا على نفسه قبل غيره، ناهيك أن المخدرات من الأخطار الحقيقية التي تهدد أمن الوطن ومستقبل أبنائه..!؟
الجهود الجبارة التي تبذلها كوادر مكافحة المخدرات، محل التقدير والاحترام، ولكن هل هي كافية للحد من اتساع تلك المشكلة والتصدي لها.. لابد من سن التشريعات الرادعة وتغليط العقوبات على المجرمين لنتمكن من ردعهم وقطع أيديهم التي تمتد بالسوء للأردن وأمنه وأمن مجتمعه ولا بد كذلك من تكاتف الجهود من أبناء الأردن ومؤسساته للوصل إلى مجتمع خال من آفة المخدرات .
وأثمرت جهود كوادر إدارة مكافحة المخدرات والتي تستمر بقوة وحزم ودون تهاون في ملاحقة وقطع الطريق على كل من يحاول التعامل بالمواد المخدرة من تعاطٍ وترويج واتجار، من ضبط 533 قضية للاتجار وترويج المواد المخدرة ، أُلقي القبض خلالها على 957 شخصاً من تجار ومروجي تلك المواد ومنهم أشخاص مصنفون بالخطرين .
كما ضبط خلال تلك القضايا 214.353 كغم من مادة الحشيش و1,553,997 حبة من حبوب الكبتاجون المخدرة و46563 ألف حبة من الحبوب المخدرة و2.536 كغم من مادة الكريستال المخدرة و0.947 كغم من مادة الحشيش الصناعي المخدرة و0.873 كغم من بودرة الحشيش الصناعي المخدرة ومجموعة أشتال من مادة الماريجوانا ومجموعة من الأسلحة النارية .
تلك الحقائق البشعة تدلل على أن المخدرات من الأخطار الحقيقية التي تهدد أمن الوطن ومستقبل أبنائه، لأن المروج لتلك السموم القاتلة والتي باتت تهدد جميع شرائح المجتمع، هم مجرمون لا يهمهم من هو الضحية طفلا أو شابا أو مسنًا، ولكن الأهم بالنسبة لهم زرع هذه الآفة الخطرة وترويجها في المجتمع وإفساده وهدفهم المساس بأمنه واستقراره ليستطيعوا الترويج لسمومهم، لأن المجتمع القوي المستقر والآمن العدو الأول لهم ولفسادهم .
ولا بد من الإشارة إلى أهمية دور أئمة المساجد وأهمية تفعيل دروس الوعظ والإرشاد والخطابة في المساجد للتوعية بمخاطر المخدرات وللحد ما من انتشار هذه الآفة الخطيرة داخل المجتمع، ناهيك عن أهمية الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في الحد من ظاهرة انتشار المخدرات وتعاطيها، وذلك من خلال الرسالة الإعلامية التي تبثها إلى الجمهور للتوعية من مخاطر هذه الآفة والتأكيج على أن تكون برامج التوعوية مرنة وواقعية وقابلة للتحديث لكي تحصل على أعلى درجات الإقناع للوصول إلى الفئات المستهدفة ما يؤدي إلى توليد الثقة لدى المتلقي وتحقق الفائدة المرجوة منها.