صدى الشعب – العقبة – رائد صبحي
تشهد مدينة العقبة العديد من المبادرات والمشاريع الشبابية خلال شهر رمضان المبارك والتي تهدف إلى نشر ثقافة مساعدة الغير وفعل الخيرات خلال الشهر الفضيل طلبا للإجر والثواب من عند الله.
ولاقى مشروع حفظ النعمة والذي ينفذ من قبل عدد من النشطاء في المجال الخيري استحسان العديد من العائلات العقباوية وخصوصا انه يوجه للعائلات العفيفة حيث يساهم المشروع بإدخال السرور ورسم البسمة على وجوه العديد من الأسر التي لا تجد قوت يومها داخل محافظة العقبة.
وأكدت العديد من الأسر العفيفة والتي لا تفضل الكشف عن اسمها أن جميع المبادرات الخيرية وبما فيها مشروع حفظ النعمة تساهم في التخفيف من معاناتها خلال الشهر الفضيل وخصوصا مع ارتفاع تكاليف المعيشة على العديد من الأسر العقباوية.
وقالت مؤسسة مشروع حفظ النعمة بالعقبة حنين الجارحي خلال تصريحات خاصة بصدى الشعب إن مشروع حفظ النعمة يقوم على نقل وحفظ الطعام الزائد عن الحاجة في فنادق الخمس نجوم بالعقبة ومن ثم توزيعها على الأسر العفيفة داخل مدينة العقبة خلال شهر رمضان المبارك.
ووفقا للجارحي فإن المشروع يمر بعدة مراحل بدءا من قيام فريق تطوعي يعمل مع المبادرة حيث يصل للفندق ويقوم بجمع الطعام الزائد عن حاجة الفنادق والتي لم تمسه الأيدي ثم توزيعه على الأسر العفيفة في عدد من أحياء العقبة وبالتعاون مع لجان الأحياء المعتمدة من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وأكدت الجارحي على أن فكرة المشروع بدأت قبل ٥ سنوات حيث تبين وجود فائض كبير من الطعام الغير مستخدم من قبل فنادق ومطاعم العقبة ذات فئة ٥ نجوم حيث بدأت الفكرة بمجموعة من الشباب للحفاظ على الطعام وتوزيعه على العائلات بدلا من اتلافه أو رميه مع النفايات.
ويهدف مشروع حفظ النعمة بحسب الجارحي إلى الحد من هدر الطعام وإيصاله للعائلات المعوزة بهدف تحقيق التكافل الاجتماعي داخل المجتمع وتخفيف العبء البيئي من خلال الاستفادة من فائض الطعام والحفاظ على الطعام الذي لا تمسه الأيدي من الإتلاف.
وتشير الجارحي الى ان لإحصائيات رسمية تفيد بأن الأردنيين يهدرون ال نحو 34% من طعامهم سنويًا، وخاصة في المناسبات الاجتماعية، في حين كشف تقرير للأمم المتحدة عن أن الناس حول العالم يهدرون نحو مليار طن من الطعام سنويا ومن هنا جاءت مبادرات حفظ النعمة.
.
وبحسب الجارحي فإن العديد من مؤسسات المجتمع المحلي بدأت بدعم المشروع والذي لاقى استحسان العديد من الجهات وعلى رأسها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة أورباسير ماب والتي قدمت حافلة لنقل وحفظ الطعام بالإضافة للدعم من قبل عدد من فنادق العقبة ومبادرة اترك أثر وفريقها الشبابي.
ونوهت الجارحي الى أن وجبات الطعام التي توزع تخضع للرقابة الصحية حيث هناك فريق من صحة العقبة يقوم بأخذ عينات بشكل يومي بهدف التأكد من سلامة الغذاء ووصوله للمستحقين بشكل سليم.
وحول التحديات التي تواجهها تؤكد الجارحي بأن أبرز التحديات هي استدامة المشروع على مدار العام حيث يحتاج لدعم متواصل وإمكانيات كبيرة.
وتطمح الجارحي إلى تأسيس بنك أو جمعية تعنى بالحفاظ على الطعام وتوزيعه على مدار العام و استدامة تلك المشاريع والتي تساهم في حفظ النعمة وسد حاجة الأسر العفيفة خلال الشهر الفضيل وطوال العام.
يشار إلى أن العديد من المبادرات الشبابية والإنسانية تنشط بالعقبة خلال شهر رمضان المبارك طلبا للأجر والثواب ودعما للعمل الخيري.

