صدى الشعب _ أسيل جمال الطراونة
قالت الدكتورة مارسيل جوينات، أستاذة الصحافة والإعلام الرقمي في كلية الإعلام الـ بجامعة اليرموك، إن المشاركة السياسية للمرأة تعد ركيزة أساسية من ركائز المواطنة والتحضر والانفتاح على العالم الخارجي حيث ترتبط بترسيخ العدالة بينها وبين الرجل والمطالبة الدائمة بحقوقها، إلى جانب الجهود العالمية والمحلية لإدماجها في الحياة السياسية.
وأضافت جوينات لصحيفة “صدى الشعب”، أن دخول المرأة إلى المعترك السياسي في بدأ ببطء منذ القرن العشرين، الذي يُعرف أيضا بأنه قرن ترقية المرأة، حيث سعت المنظمات العالمية إلى إزالة الحواجز التي تعيق مشاركتها سياسيًا، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وأشارت إلى أن الفلاسفة سلطوا الضوء
على أهمية المرأة في هذا المجال، خاصة وأن المشاركة السياسية للمرأة بدأت بالبروز في أوروبا بالتزامن مع النهضة السياسية، بينما ظهرت في بلادنا العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
وأوضحت جوينات، أن المشاركة السياسية للمرأة ليست مجرد حق، بل هي جزء من تنظيم عقلاني ومهني لدورها في المجتمع حيث أصبحت شريكة في صنع القرار السياسي إلى جانب الرجل، مع وجود ارتباط وثيق بين المشاركة السياسية والتمكين السياسي والاجتماعي، وهو ما ينعكس على مجالات متعددة مثل التعليم والثقافة والبحث العلمي والدفاع الوطني.
وحول مشاركة المرأة الأردنية بالحياة السياسية، قالت الجوينات أما في الأردن، فقد مرت مشاركة المرأة في الحياة السياسية بمراحل مختلفة منذ تأسيس الدولة، حيث لعبت دورا في مجالات الخدمة المجتمعية والرعاية منذ عام ١٩٢٠.
وفي عام ١٩٧٤ ، تم إقرار حق المرأة الأردنية في التصويت لكنه لم يُمارس فعليًا حتى عام ۱۹۸۹، مع انطلاق الانتخابات البرلمانية.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت المرأة الأردنية أكثر حضورًا في المشهد السياسي، حيث ظهرت في مجلس النواب ومجلس الأعيان، واستمرت في تعزيز وجودها رغم التحديات وبينت جوينات، أن مشاركة المرأة الأردنية لم تكن ثابتة، بل شهدت تذبذبا بين الصعود والهبوط، حيث تواجدت في المجالس البلدية والقروية، كما لعبت دورًا في النقابات والمجالات الدبلوماسية والسياسية، وتشير جوينات إلى أن الفترة الممتدة من ۱۹۹۹ إلى ۲۰۰۳ كانت محطة بارزة في مسيرة المرأة السياسية في الأردن، حيث شهدت مشاركتها في المجالس البلدية والقروية، إلى جانب اعتماد نظام الكوتا النسائية لدعم وجودها في مختلف القطاعات.
كما وأشارت أنه وفي انتخابات ۲۰۲۰ ، واجهت المرأة الأردنية العديد من التحديات أبرزها جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية التي أثرت على نسبة مشاركتها في العمل العام، حيث لم تتجاوز نسبة النساء المشاركات في الانتخابات ۲۹-۳۰٪،
وهي نسبة منخفضة تعكس استمرار العقبات التي تواجهها، كما أن التحديات الاجتماعية لا تزال قائمة، حيث يُنظر إلى المرأة على أنها غير قادرة على التوفيق بين العمل السياسي والأسري، بالإضافة إلى ضعف الدعم الحزبي والذي لم يكن كافيًا لتمكينها من تحقيق نجاحات أكبر في الانتخابات النيابية.
وبحسب جوينات، فإنه لا تقتصر التحديات على العوامل الاجتماعية فقط، بل تمتد لتشمل العقبات الثقافية والاقتصادية إلى جانب التحديات المتعلقة بالحملات الانتخابية، حيث تواجه المرأة صعوبات دعائية واجتماعية تعيق وصولها إلى مقاعد البرلمان والمناصب القيادية ورغم كل هذه التحديات، تؤكد جوينات أن المرأة الأردنية لا تزال تملك الفرصة لتعزيز مشاركتها السياسية، من خلال الاستمرار في العمل نحو تمكينها في مختلف المناصب واتخاذ القرارات، مما يسهم في تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين، ويدفع نحو تمثيل أوسع وأكثر فاعلية للمرأة في الحياة السياسية.






