محمود الفطافطة
يتوصل نهر الشهداء المتدفق من ضحايا الحرب الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال على غزة واستهداف النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء العزل الذين تجاوز عددهم 31726 شهيدا و73792 جريحاً، ليروي نجيع دمائهم الطاهر تراب فلسطين، ناهيك عن لممارسات البربرية من هدم البيوت والأبراج السكنية وتشريد السكان واستهداف طواقم الإسعاف والإغاثة.
أبهر صمود الشعب الفلسطيني في غزة رغم الهجمة الشرسة ضده، العالم وأحرج إسرائيل والدول الداعمة لممارساتها الإجرامية، ولكنه أعاد بوصلة القضية الفلسطينية إلى صدارة أولويات الأنظمة الديمقراطية، بينما تبدو المسؤولية على الأردن في هذه المرحلة الحرجة مضاعفة تجاه دعم الحقوق الفلسطينية والتعامل مع قضيتهم المشروعة وعلى كافة المستويات إقليميًا ودوليًا.
وفي الأثناء دخل العالم صدمة وخيبة أمل غير مسبوفة جراء المعايير المزدوجة الصارخة والصمت الذي صمّ الآذان في وجه الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، ولكن لا بد من التأكيد بأن هذا الصراع لم يبدأ في السابع من أكتوبر الماضي، ولكنه مستمر منذ 75 عاماً مع ما يرافقه من قصص الموت والتهجير وسفك دماء الأبرياء.
تقاعس الأمم المتحدة، وصمت الدول الكبرى، ومساواة الضحية بالجلاد المجرم الذي يرتكب جرائم حرب الابادة في غزة وسائر المدن الفلسطينية أعطى الضوء الأخضر للاحتلال لمواصلة عدوانه وممارساته لإيقاع المزيد الضحايا جلهم من الأطفال وتشريد الأسر الفلسطينية.
وبكل المعاير، فانه لا يمكن قبول مواقف أميركا وبعض الدول المتواطئة، والتي تعتبر قصف طائرات الاحتلال وبوارجه لشعب أعزل، بأنه دفاع عن النفس، فهي بذلك، أعلنت تخليها عن واجبها القانوني والأخلاقي والإنساني في حماية المدنيين الذين هم ضحية احتلال مجرم، وصمت الإدارة الأميركية على الممارسات الإجرامية التي يمارسها الاحتلال، أدى إلى تزايد جرائم الاحتلال ومجازره البشعة، ولكن ورغم كل المؤامرات ستبقى فلسطين أكبر منهم جميعًا، ولكن العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على القطاع وإيقاف الخدمات ومنع إيصال المساعدات، يشكل خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وبالرغم من الإدانة غير المسبوقة التي تعرضت لها إسرائيل جراء ممارساتها الإجرامية وحرب الإبادة المتواصلة، يبقى الموقف الأردني مشرفاً والأكثر شموخاً ، حيث كان وما زال حاملا للواء الدفاع عن القضية الفلسطينية، كقضية مصيرية وتصدرت أولى أولوياته منذ بدايتها ، فيما يتعاظم الدور الأردني حيال ما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيين من العدوان الغاشم والمتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي في مرحلة يعيش فيها العالم العربي تحولات جذرية ، حيث تتعاظم الإنزالات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وليبقى الموقف الأردني الداعم والمساند للأشقاء الفلسطينيين الأبهى والأرقى، ولتعم المسيرات والوقفات التضامنية محافظات المملكة نصرة لأهل غزة الذين يتعرضون لعدوان غاشم ، هو الابشع والأكثر دموية في التاريخ الحديث .