كتب. الدكتور/ مهند مبيضين
في حديثي مع ابني احمد الذي هو اليوم طالب بكلية الهندسة بالجامعة الاردنية، وعن قصة الشابين الذين خرجا من بيت اهليهما متأثرين بالكتاب المشترك للفيلسوف الأمريكي روبرت كيوساكي بالاشتراك مع شارون إل.ليتشر. وعنوانه الأب الفقير والأب الغني، وموضوعه هو التأكيد على أهمية الاستقلال المالي وبناء الثروة عن طريق شرح العديد من الوسائل كالإستثمار وامتلاك الأصول والإستثمار بها والبدء في مشروع تجاري بالإضافة إلى كيفية تنمية الذكاء المالي لتحسين الأداء المالي والتجاري. قال لي احمد الذي تخرج من مدرسة اليوبيل في البرنامج الدولي. والذي خضع في تلك المدرسة لتوجيه قرائي ممنهج وكتابة ابحاث في الادب والاقتصاد والسياسة. إن الفكرة التي تقيمون بها تصرف الشابين مغلوطة، وانهما جديران بفرصة تعليم افضل ويجب الانصات لهما
نقاشنا كان عن رسالة الشابين التي وجهاها للمجتمع، وكان هناك متحمسون إلى فكرة أنها دقت ناقوس التراجع في نظام التعليم في المدارس، واضيف إليه الجامعات معها، وهو تعليم لا يؤدي إلى ما ذهب إليه كيوساكي وليتشر
من نقاشي مع ابني قلت: إن الشابين تأثرا بالكتاب بشكل مباشر بمعزل عن الواقع، كما تأثرنا نحن جيل التسعينات في الجامعات بفكر مهدي عامل المادي وجبران خليل جبران الانساني وفلسلفة محمد باقر الصدر وماركس، وليبرالية احمد لطفي السيد وسلامه موسى وشبلي شميل، آنذاك كانت جامعة مؤتة مرجلا للفكر وصداماته بين الطلبة، بيد أنّ تأثيرا محدودا للاساتذة هو الذي حدث، بل هو كان نادراً
احمد قال لي: إن حكمك فيه غلط على مسألة الـتأثير المباشر، وقال: إن الشابين يبدو انهما لم يخضعا في المدرسة لتوجيه في القراءة، واضاف: أنا يابه قرأت الكتاب من ثلاث سنوات باللغة الانجليزية وهو موجود في غرفتي اذا احببت ان تقرأه (طبعا أنا لا اقرأ بالانجليزية) وأضاف:» أنا مثلاً أفدت من الكتاب في إدارة الوقت والأمور المالية والتخطيط للمستقبل، وليس كما ترون انتم انه كتاب شجع شابين على الخروج من واقعهما والتفكير مباشرة بافكار الكتاب. ودافع عن وجهة نظر الشابين وعن الكتاب، ورفض إدانتهما، بل اعتبر انه من الواجب على مدرسة مهتمة بخريجين لديهما طموح مثل الشابين، منحهما فرصة التعليم الأفضل
استمر النقاش مع احمد عن شكسبير ورواياته وكيف صورت المجتمع البريطاني وعن التنمية الاقتصادية والنمو الاقتصادي في الأردن واهمال الشاب المبدع، وسألته هل هذا ما اعطتك اياه الجامعة، فاجاب لا، بل المدرسة، التي» جعلتني أُدرس فقراء في مخيم غزة، وان ازور مؤسسات اجتماعية لتغطية مجال الخدمة المجتمعية وهناك اكتشفت أزمة الخدمة الاجتماعية وتراجع الأطراف عن عمان سنوات من الزمن التنموي»
والسؤال كم هو البون الشاسع بين ما يجب ان يقدمة الشاب للمجتمع، وما يجب ان تخطط له الجامعات لطلابها في مجال الخدمة المجتمعية؟ الجواب نحن متأخرون كثيراً ونحتاج للانصات أكثر للطلاب