صدى الشعب – بهاء الدين المعايطة
ها نحن نقارب على نهاية عام ألفين وأربعة وعشرون ميلادي لندخل عاماً جديداً لا نعلم ما سيحمله لنا. اعتدنا منذ سنوات طويلة أن تكون أعوامنا كما سبقتها، إلا أن الأمل الموعود لا يزال موجوداً رغم سوء الحال الحالي.
كان ختام نهاية العام الحالي بين فرحة عارمة للبعض وبين وضع غير مطمئن للبعض الآخر. كان عاماً أشبه بالأعوام السابقة، وكانت المرحلة صعبة مر بها الجميع، ونحن كذلك. أصبح الأمل، رغم الوعود، مفقوداً، إلا أننا اعتدنا أن ننتظر تحقق الأماني التي اعتدنا على سماعها.
كانت مرحلة جديدة ابتدأت بحكومة جديدة نأمل أن تكون مختلفة عن ما سبقتها وأن تعيد القليل من الحقوق التي كفلها الدستور الأردني منذ تأسيس الدولة. نأمل في أهمية تطبيق بعض القرارات التي تهم الكثير من أبناء الشعب الأردني، وأن تضع أولوية المواطن ضمن أولويات الحكومة في السنوات القادمة. نحن لا نقطع دابر الأمل من ذلك، بعد أن أصبحنا نرى الجولات الحقيقية التي تحملت روح المسؤولية بكل أمانة وإخلاص، وأصبحنا نرى صدق الاهتمام من قبل رئيس الوزراء الذي استطاع أن يعيد القليل من الاطمئنان لأبناء الشعب بعد أن افتقدوها على مر السنوات السابقة، سنوات كانت تحمل الكثير من المعاناة للكثير من العائلات.
عملت الحكومة الجليلة منذ تسلمها على قرار رفع الحد الأدنى للأجور، وقدر الجميع الدور الحقيقي لهذا القرار الذي استطاعت من خلاله أن ترفع الحد الأدنى للأجور من مئتين وستين ديناراً إلى مئتين وتسعين ديناراً. جميعنا يعلم عن الدور الصعب الذي استطاعت الحكومة من خلاله إقناع وتوفيق أوضاع أرباب العمل، برغم الوضع الاقتصادي الحرج الذي يعاني منه سوق العمل جراء بعض الأزمات التي دفعت العديد من المصانع إلى إغلاق أبوابها خلال السنوات الأخيرة الماضية. لكن، بحنكة الحكومة، استطاعت أن تحتوي أرباب العمل من خلال تقديم وزيادة الحوافز الاستثمارية القادرة على تحفيز الاستثمار لاستمرار نحو التوسع.
نأمل من دولة رئيس الوزراء الأكرم أن يُعاد النظر في قانون التأمين الصحي لكافة المواطنين من أصحاب الدخل المتدني. أصبح الكثير من ذوي الدخل المتدني يعانون جراء عدم شمولهم بالتأمين الصحي، وأصبح الكثير منهم لا يستطيع أن يؤمّن تكاليف الكشفية للأطباء، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها. يجب شمول أكبر عدد ممكن لتخفيف العبء الاقتصادي على تلك الفئة من العمالة الأردنية.
لقد شاهدنا جميعاً البرنامج الحكومي لدولة رئيس الوزراء وما تم اتخاذه من مشاريع، وقد لاحظنا صدق التنفيذ وخطط دولة الرئيس الحقيقية للسنوات القادمة. نحن نأمل أن تتحقق هذه الرؤى وأن يُطبق البرنامج لينعم وطننا بالخير، وأن يكون هذا البرنامج بداية لمرحلة جديدة من التنمية والازدهار، حيث يتحقق الخير لجميع أبناء الوطن ويشعر المواطنون بتحسن في حياتهم اليومية.
حفظ الله الوطن وأدام عليه نعمة الأمن والازدهار..