صدى الشعب – كتبت د.مرام بني مصطفى
الصحة النفسية والجسدية وجهان لعملة واحدة؛ إذ تؤثر كل منهما على الأخرى بشكل مباشر. الاهتمام بالصحة النفسية من خلال إدارة التوتر، وتحسين العلاقات الاجتماعية، والحصول على الدعم عند الحاجة، يمكن أن ينعكس إيجابًا على الصحة الجسدية، مما يؤدي إلى حياة متوازنة وصحية.
الصحة النفسية والأمراض الجسدية ترتبطان ببعضهما بشكل وثيق، حيث يمكن أن تؤثر الحالة النفسية على الجسم بأكمله، والعكس صحيح. فهم هذه العلاقة يساعد في تعزيز الصحة العامة وتحسين نوعية الحياة.
أولاً: كيف تؤثر الصحة النفسية على الأمراض الجسدية؟
التوتر والقلق:
• التوتر المزمن يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤثر على الجسم بطرق عديدة:
• ارتفاع ضغط الدم.
• تسارع ضربات القلب.
• اضطرابات الجهاز الهضمي (مثل القولون العصبي).
• القلق المزمن يضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى.
الاكتئاب:
• الاكتئاب له عدة أعراض تؤثر في الشهية والنوم، مما يؤدي إلى:
• فقدان أو زيادة الوزن.
• ضعف جهاز المناعة.
• كما يرتبط بأمراض مثل أمراض القلب والسكري.
اضطرابات النوم الناتجة عن التوتر:
• قلة النوم أو الأرق بسبب الحالة النفسية قد يسبب:
• ضعف التركيز.
• ارتفاع خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والسمنة.
الصدمات النفسية:
• الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات نفسية شديدة قد يعانون من آلام مزمنة، مثل:
• آلام العضلات والمفاصل.
• الصداع النصفي.
الوسواس القهري والاضطرابات السلوكية:
• قد تؤدي إلى سلوكيات مدمرة للصحة، مثل قضم الأظافر أو عدم تناول الطعام بشكل صحيح.
ثانيًا: كيف تؤثر الأمراض الجسدية على الصحة النفسية؟
الأمراض المتلازمةالمزمنة:
• الأمراض مثل ، السكري، والضغط و الأمراض القلبية تزيد من القلق والاكتئاب بسبب:
• العلاجات الطويلة والمكلفة.
• القلق من المستقبل أو من الألم المستمر.
الألم المزمن:
• الألم المستمر (مثل آلام الظهر أو المفاصل) يؤدي إلى:
• الشعور بالإحباط والعجز.
• تطور حالات مثل الاكتئاب.
تغيرات الشكل الجسدي:
• فقدان الشعر، الجروح، أو الأمراض الجلدية المزمنة قد تؤثر على تقدير الذات وتسبب قلقًا اجتماعيًا.
الإجهاد الناتج عن العلاجات:
• العلاجات المكثفة مثل العلاج الكيماوي أو الجراحة تخلق ضغوطًا نفسية كبيرة.
الأمراض التي تؤثر على الدماغ:
• بعض الأمراض الجسدية مثل السكتات الدماغية، الزهايمر، أو حتى نقص الفيتامينات يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
ثالثاً: العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية
اولاً:القولون العصبي (IBS):
• يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتوتر والقلق. يُلاحظ أن الأعراض تزداد سوءًا مع الضغوط النفسية.
ارتفاع ضغط الدم:
• التوتر والقلق المزمن يؤديان إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الأمراض الجلدية:
• مثل الإكزيما، الصدفية، أو تساقط الشعر الناتج عن الإجهاد.
مرض السكري:
• التوتر والاكتئاب يرفعان مستويات السكر في الدم، مما يجعل إدارة المرض أكثر صعوبة.
السمنة واضطرابات الأكل:
• الاكتئاب والقلق قد يؤديان إلى الإفراط في تناول الطعام (الأكل العاطفي) أو إلى فقدان الشهية، مما يؤثر على الوزن والصحة العامة.
رابعًا: علامات تدل على أن المرض الجسدي مرتبط بالصحة النفسية
• ألم بدون سبب عضوي واضح (مثل الصداع أو آلام الظهر).
• زيادة الأعراض مع التوتر.
• استمرار الأعراض رغم العلاج الجسدي.
• الشعور بالإرهاق المستمر.
كيف نحسن الصحة النفسية والجسدية معًا؟
ممارسة الرياضة:
• تساعد الرياضة على إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، وتقلل التوتر وتحسن صحة القلب والجسم.
تقنيات إدارة التوتر:
• التأمل، تمارين التنفس العميق، أو إدارة الغضب لتحسين الحالة النفسية.
النوم الجيد:
• النوم يساعد في استعادة توازن الجسم والعقل.
التغذية السليمة:
• الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن (مثل فيتامين B والمغنيسيوم) تحسن المزاج والصحة.
طلب الدعم النفسي:
• التحدث إلى مختص نفسي يمكن أن يساعد في التعامل مع القلق أو الاكتئاب المرتبط بالمرض الجسدي.
علاج السبب الجسدي:
• معالجة الأمراض الجسدية بشكل صحيح يساعد في تقليل التأثير النفسي.
ارشادات نفسية
• التواصل مع الآخرين: تحدث مع العائلة أو الأصدقاء لتحسين الحالة النفسية.
• الابتعاد عن العادات السيئة: مثل التدخين أو تناول الكحول للتعامل مع التوتر.
• إيجاد هوايات ممتعة: لتحسين المزاج وإشغال العقل.
• المتابعة المنتظمة مع الأطباء: لفهم العلاقة بين الأعراض الجسدية والنفسية.
الاستشارية النفسيه والتربوية