قال السفير الأميركي في عمان هنري ووستر، إن “الولايات المتحدة تنظر إلى الأردن بصفته شريكاً استراتيجياً لأكثر من 70 عاماً وأنه فخور بالمساهمة في هذه الشراكة وسعيد للعودة لمواصلتها”.
وأضاف في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أنه يستمد أولوياته بالنسبة للعلاقات بين البلدين من الرئيس الأميركي الذي قال، “إن الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بالحفاظ على علاقتنا القوية وتعزيز دعمنا الطويل الأمد للأردن”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل دعم النمو الاقتصادي للأردن ومرونته وزيادة التكامل التجاري مع الجيران في العراق والضفة الغربية والعمل مع الأردن لتأمين حدوده ضد التهديدات الإجرامية والإرهابية.
وحول التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والأردن خلال فترة توليه منصب السفير، قال ووستر “إننا سنواصل الوقوف معاً ضد التهديدات في المنطقة ويسعدنا العمل مع زملائنا المحترفين في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ونبحث معاً دائماً عن طرق لتعزيز تعاوننا ونتطلع قدماً إلى تمرينات الأسد المتأهب مع زملائنا الأردنيين وسنواصل تعزيز أمن الحدود الأردنية”.
وبالنسبة للمساعدات الإنسانية والاقتصادية الأميركية للأردن، أكد استسمرار المساعدات الأميركية بدعم استقرار الأردن ونموه، وقال “لدى الولايات المتحدة والأردن سجل حافل من التعاون الذي أدى لتحسين الحياة هنا من توسيع خدمات مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي إلى توفير بنية تحتية مهمة ودائمة وستساعد بعض الأمور التي قمنا بها مؤخراً الأردن على المنافسة اقتصادياً”.
وأضاف “على سبيل المثال، يضمن دعمنا لقطاع الطاقة المتجددة في الأردن بأن يمثل الآن هذا القطاع ما يقرب من 20 بالمئة من إنتاج الكهرباء في البلاد، ويرحب جميع المواطنين بدفع تكلفة أقل للطاقة، بالإضافة إلى أنها مفيدة للاقتصاد والتجارة في الأردن”.
وأكد ووستر استمرار الجهود المشتركة للاستفادة بشكل مسؤول من التراث الثقافي المميز للأردن كعامل للجذب السياحي وخلق فرص عمل للأردنيين في قطاعي السياحة والضيافة.
وقال “إن لدى الولايات المتحدة ثقة تامة بالحكومة الأردنية، حيث أكملنا هذا العام بالفعل تحويل 850 مليون دولار من المساعدات المباشرة إلى الموازنة العامة للأردن، بالإضافة إلى ملايين أخرى من المنح للشركاء المنفذين هنا، وهذه الأموال تعود بالنفع المباشر على الناس في الأردن من خلال مشاريع الصحة والتعليم والنمو الاقتصادي والبنية التحتية”.
وأضاف أن أزمة كورونا توضح مدى أهمية شراكتنا معاً، إذ قدمت الولايات المتحدة في العشرين عاماً الماضية أكثر من 8ر1 مليار دولار، كمساعدات صحية ساهمت في إنشاء البنية الأساسية لنظام الرعاية الصحية المتميز في الأردن والذي ساعد آلاف الأردنيين على التعافي من (كوفيد-19)، وأن أحد الأمثلة على هذا الاستثمار هو افتتاح جناح رعاية الطوارئ الذي جرى تجديده مؤخرًا في مستشفى البشير.
وزاد أن الولايات المتحدة قدمت في أيار الماضي 8 ملايين دولار على وجه التحديد لمساعدة اللاجئين في الأردن، ولتحسين قدرة فحص كورونا في البلاد، والتي أثبتت أنها بغاية الأهمية للاستجابة الوطنية الأردنية.
وأكد السفير الأميركي، أن فيروس كورونا هو ليس مجرد أزمة صحية بل أزمة اقتصادية ستتحدى كل اقتصادات العالم لإعادة الهيكلة وإيجاد طرق جديدة للمنافسة.
وقال: “أنا متفائل بأن الأردن سيتكيف مع هذا الوضع، وأحد الأمثلة الواعدة هو السرعة التي بدأت بها الصناعة الإنتاجية الأردنية في إنتاج المستلزمات الطبية الضرورية جداً”.
وأضاف “للتذكير بأن العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن مفيدة لكلا الجانبين، كان الأميركيون ممتنين للغاية لتلقي تبرع من الأردن بمعدات الحماية الشخصية وغيرها من المستلزمات لمساعدة استجابتنا الوطنية”، مكرراً شكره للأردن مجدداً.
وأوضح أنه يصادف هذا العام الذكرى الـ 20 لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والأردن (FTA) ومنذ ذلك الوقت، شهدنا زيادة بنسبة 800 بالمئة في التجارة الثنائية، والتي تقدر الآن بنحو 5 مليارات دولار في السلع والخدمات.
وقال ووستر “الولايات المتحدة هي أكبر سوق تصدير للأردن وأنا واثق من أننا سنشهد مزيدا من التعاون المستمر بين الشركات الأردنية والأمريكية لخلق فرص جديدة”.
وفي رده على سؤال عن ماذا يقصد بمصطلح “الأردن الجديد” أثناء شهادته أمام الكونجرس مؤخراً، قال: راجعت شهادتي مرة أخرى للتأكد – لكنني لم أستخدم هذه العبارة مطلقاً. لقد تفاجأت واشنطن بالخطأ في اقتباس سفيرها المعيّن والأردن دولة ذات سيادة ومستقبلها في أيدي الأردنيين.
وحول الانتخابات البرلمانية التي يشهدها الأردن الشهر المقبل، قال ووستر “إننا ننظر إلى أن يكون التصويت بالانتخابات حراً ونزيهاً، وفي متناول الناخبين المؤهلين، وآمن قدر الإمكان وخلال هذا الوباء العالمي لقد ارسلت بلدانا دعوات لدبلوماسيين في كلتا دولتينا لمراقبة الانتخابات التي ستقام بوقت متزامن في بلدينا”.
وأضاف: “أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بالوقوف إلى جانب شركائنا، وخاصة في مواجهة التهديدات والتحديات وإن القيادة الدبلوماسية الأردنية أمر جوهري ومن أهم جوانب وظيفتي التأكد من أن حكومة الولايات المتحدة تتواصل وتنسق مع نظرائنا الأردنيين بشأن كل هذه القضايا ونحن نتشارك الهدف ببقاء المنطقة مستقرة”.
وزاد ووستر “نحن نقدر استضافة الأردن للاجئين سوريين، والولايات المتحدة ماقدمت مساعدات إنسانية للمنظمات التي تساعد اللاجئين السوريين وأفراد المجتمعات المضيفة المستضعفة في الأردن منذ بداية الأزمة السورية”.
وعبر عن سعادته وزوجته بالعودة إلى الأردن، حيث عمل قبل سنوات في السفارة الأميركية في عمان، كما عبّر عن تطلعه إلى العمل مع زملائه الأردنيين لصالح البلدين، ولتجديد العلاقات بين البلدين