أين جسر المشاة يا أمانة عمّان؟! ملايين المواطنين في خطر يومي بسبب غياب أبسط معايير السلامة
صدى الشعب – د.عبدالله حسين الزعبي
في قلب العاصمة الأردنية عمان وتحديدا عند دوار المدينة الرياضية تتجلى مفارقة صارخة بين تطور البنية التحتية وبين الإهمال الواضح لابسط حقوق المواطن في السلامة ففي الوقت الذي يعتبر فيه هذا الدوار من أكثر المناطق حيوية وازدحاما يمر من خلاله مواطنون من جميع محافظات المملكلة يوميا وتستخدم محطته المركزية كموقع لتنزيل وتحميل الركاب في الباص السريع إلا أننا نفاجا بغياب تام لابسط متطلبات السلامة جسر مشاة يربط الرصيف بمحطة الباص في وسط الدوار كارثة إنسانية على مرأى الجميع يجبر المواطنون على عبور الشارع وسط حركة مرورية كثيفة يتخللها تدفق الباصات والمركبات العامه والخاصة دون وجود أي وسيلة آمنة لعبور الطريق المشهد اليومي الذي نراه لا يليق بمدينة تسعى لمواكبة الحداثة بل يظهر حجم المعاناة والخطر الذي يتعرض له المواطنون خصوصا كبار السن الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
العبور من الرصيف إلى محطة الباص وسط الدوار بات مغامرة يومية قد لا تنتهي بسلام فالمخاطر لا تقتصر على الأفراد فقط بل تشمل أيضا السائقين الذين يتفاجؤون بالمشاة في منتصف الطريق مما يفاقم من أزمة السير ويزيد من احتمالات الحوادث المؤسفة من المسؤول عن غياب التخطيط السليم.
نتساءل بمرارة أين كانت أمانة عمان الكبرى عند تخطيط هذا المشروع هل يعقل أن يتم إنشاء محطة في وسط دوار ضخم دون احتساب وسيلة عبور آمنة هل غاب عن المصممين أن وجود جسر مشاة أو نفق تحت الأرض كان يمكن أن يجنب المواطنين هذا الخطر اليومي وهذا الازدحام؟
إن التخطيط الحضري في عصر التكنولوجيا لا يقاس فقط بجماليات الطريق أو اللوحات الإرشادية بل يقاس أولا بمدى حفاظه على كرامة وسلامة الإنسان الجسر ليس مجرد بناء.. بل وسيلة لإنقاذ الأرواح وجود جسر مشاة لم يكن رفاهية بل ضرورة ملحة
الجسر يمكن أن:
١- ينقذ الأرواح من الحوادث اليومية.
٢- يقلل من الازدحام المروري الناتج عن توقف السيارات المفاجئ للمشاة .
٣- ينظم عملية الوصول لمحطة الباص السريع بشكل حضاري وآمن.
٤- يظهر احترام المدينة لمواطنيها ويعزز ثقتهم بالخدمات العامة.
٥- يناسب فئات المجتمع كافة خاصة مع وجود مصاعد كهربائية أو ممرات انسيابية لذوي الإعاقة.
في عصر التكنولوجيا والتخطيط لا يزال المواطن يعبر الشارع ركضا نحن لا نطلب المستحيل بل نطالب بحق المواطن الطبيعي في عبور الطريق بأمان وفي وقت تعلن فيه الدولة عن مشاريع نقل متطورة وذكية يجب أن يرافق ذلك تخطيط مسؤول يراعي حياة الناس أولا وأخيرا إلى أمانة عمّان الكبرى
هل تنتظرون حادثا مروعا جديدا كي تتحركوا هل ستبقى المعاناة اليومية دون استجابة أين ميزانيات التطوير والتخطيط الحضري
ومتى سنرى مشاريع تنطلق احتياجات الناس الفعلية لا من دراسات نظرية جامدة
في الختام المقال ليس صرخة غضب فقط بل دعوة للمسؤولين للتحرك الفوري يجب إعادة النظر في تصميم هذه المنطقة الحساسة وإنشاء جسر مشاة أو نفق يحمي أرواح المواطنين فالسلامة ليست خيارا بل حقا أصيلا لكل من يخطو على أرض هذا الوطن سلامة المواطن أولا… لا شعارا بل فعلا.






