أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني، عن تقديره للجهود الكبيرة التي تقوم بها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية خلال أزمة كورونا، وجهودها الإغاثية والإنسانية على مستوى المنطقة والعالم.
واطلع جلالة الملك، خلال زيارة قام بها إلى مستودعات الهيئة في منطقة الغباوي يوم أمس الاثنين، رافقه فيها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، على المخزون الاستراتيجي للهيئة، لافتاً جلالته إلى أهمية الاستعداد لتبعات كورونا على مستوى الإقليم، والعمل على ديمومة الأمن الغذائي من خلال التخزين الاستراتيجي.
وثمن جلالة الملك جهود الهيئة في تقديم المساعدات للعديد من الدول لمواجهة الظروف الطارئة لديها، مؤكداً جلالته أن الأردن سيبقى دوماً معطاء وسنداً للأخوة والأشقاء، وأن ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقنا تفرضان علينا الوقوف مع غيرنا في الأزمات.
وشدّد جلالته على ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون بين الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والمؤسسات المعنية لتطوير الآليات وتوحيد الجهود الخيرية وتشجيع العمل التطوعي والخدمة العامة، وتبني برامج تنموية في المحافظات.
وشاهد جلالته، خلال الزيارة، التحضيرات التي تنفذها الهيئة لحملة “صحتك بتهمنا”، التي تستهدف حماية صحة الطلبة والمعلمين في المدارس الحكومية، وستطلق بداية العام الدراسي.
بدوره، لفت سمو الأمير راشد بن الحسن رئيس مجلس أمناء الهيئة إلى أن إنجازات الهيئة وآلية تقديمها للمساعدات الإنسانية، تأتي تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك وبالتنسيق مع الديوان الملكي الهاشمي ووزارة التنمية الاجتماعية.
وقال سموه إن موقع الأردن سياسياً وجغرافياً، يُمكّنه من تقديم المساعدات بشكل أفضل للإقليم، مشيراً إلى تعاون الهيئة مع جميع مؤسسات الإغاثة والتنمية للوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.
كما لفت سموه إلى أن المشاريع التي تنفذها الهيئة تعمل على خدمة المجتمع المحلي وتوفر فرص عمل في مختلف المناطق.
وخلال الاجتماع، لفت أمين عام الهيئة أيمن المفلح إلى التوجيهات الملكية لاعتماد الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية كمركز مساعدة طارئة محلية أو خارجية، مستفيدةً من الاتفاقيات الموقّعة مع منظمات أممية ودولية وإقليمية.
وأوضح أن الهيئة تمتلك تجربة وخبرة بتزويد المناطق المنكوبة أو البلدان التي بحاجة إلى أي مساعدة، والتي كان آخرها لبنان الشقيق، وتقديم المساعدة إلى الأشقاء الفلسطينيين وتحديداً قطاع غزة.
وشرح المفلح عمل الهيئة محلياً خلال أزمة كورونا كعضو ضمن فريق الحماية الاجتماعية، حيث استقبلت التبرعات العينية بمستودعاتها وجهزت الطرود الغذائية والصحية لنحو 185 ألف مواطن في جميع محافظات المملكة.
ولفت إلى أن المخزون الاستراتيجي للهيئة يحتوي على عينات لمواد غذائية تمول من قبل مبادرة “نوى”، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، وصندوق همة وطن، إضافة إلى عينات طبية وإغاثية وإنسانية تقدمها الهيئة للمجتمعات المتضررة.
وعملت الهيئة – بحسب المفلح – على تزويد الجهات المعنية بـ 450 “كرفاناً” لاستخدامها في مناطق الحجر الصحي، وتأمين نحو 210 آلاف مواطن بقطع ملابس من خلال “بنك الملابس الخيري”، كما استفادت 203 عائلات من “سيارة الخير”، التي أطلقتها الهيئة العام الحالي لإيصال المساعدات العينية والمالية الفردية في مختلف محافظات المملكة.
وأشار إلى تعاون الهيئة مع وزارة التنمية الاجتماعية المعنية بالأسر العفيفة الأردنية في جميع المحافظات، بما يُمكّن الهيئة من الوصول إلى أي شخص في أي منطقة بحاجة إلى مساعدة، وفقاً لقواعد السجل الموحد.
وفيما يتعلق بالمخيمات الفلسطينية في الأردن، لفت المفلح إلى توفير الأدوية لمختلف العيادات فيها، وتوزيع 23 ألف طرد غذائي وطرود للعناية الصحية، وتجهيز 8 مدارس بمختبرات حاسوب وألواح ذكية.
كما لفت إلى تجهيز عيادات متخصصة في مخيم الطالبية بمنطقة الجيزة، وتزويد مركز طبي مخيم غزة بمحافظة جرش بأجهزة فحص للمختبرات، ويجري العمل حالياً على بناء مركز طبي جديد.
وعن المشاريع المستقبلية، أشار المفلح إلى أن العمل جار على إقامة مشروع مبنى المقابلين لمنح السكن لـ 10 عائلات عفيفة أردنية، وهو مشروع مشترك بين الهيئة والديوان الملكي الهاشمي ووزارة التنمية الاجتماعية، ومشروع “الكرفانات” القابلة للطي لمواجهة الكوارث، ومشروع تربية النحل وإنتاج العسل، ومشروع توزيع مواد الشتاء، ومشروع توزيع 50 ألف حقيبة مدرسية كمرحلة أولى تحتوي على قرطاسية، وكمامات ومعقمات.
ومن المشاريع المستقبلية أيضاً، مشروع تأجير وإصلاح الدراجات الهوائية لزوار منطقة البحر الميت، والذي يوفر فرص عمل للشباب، ومشروع “صحتك بتهمنا”، ومشروع “أرزاق”، الذي يهدف إلى تمكين السيدات اقتصادياً واجتماعياً من خلال العمل من المنزل وتحسين مستوى دخلهن.
ورافق جلالته في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزيرة التنمية الاجتماعية.
–(بترا)