الصفدي : الحزب الذي لا يملك رؤية متكاملة سيقع ويخسر ثقة المواطن
جرادات يطالب عبر “صدى الشعب” بانشاء مركز تكنولوجي رقابي
صدى الشعب – فايز الشاقلدي – تصوير محمد البطوش
عقد حزب الميثاق الوطني، مؤتمر الميثاق الاقتصادي الأول، تحت شعار “رؤية اقتصادية، مستقبلية، مستدامة”، لفتح حوار وطني جاد حول القضايا الاقتصادية الجوهرية وصياغة مخرجات تدعم مسارات التحديث الاقتصادي في الأردن وتعزز مناعة الاقتصاد الوطني وتسهم في التحول نحو إنموذج تنموي أكثر استدامة وشمولا.
وقال رئيس مجلس النواب وعضو الميثاق الوطني أحمد الصفدي، خلال رعايته للمؤتمر، إن المؤتمر يهدف للحديث حول رؤية اقتصادية مستقبلية مستدامة، ما يتطلب منا تكثيف الجهد الوطني في مختلف المواقع، مؤكدا أن برامج الأحزاب يجب أن تشكل الحضور الفاعل والمؤثر في شكل القرارات والتشريعات التي يجب أن تتوافق ورؤية الصالح العام والمصلحة الوطنية.
وأكد أن دور الأحزاب الحيوي في المجتمعات قائم على ثلاثة أركان أساسية، أولها: الركن السياسي وثانيها الاقتصادي الذي يشكل الأولية للمواطنين، والركن الثالث، هو البعد الاجتماعي الذي لا ينفصل عن البعدين السابقين، لافتا الى أن أي حزب لا يملك رؤية متكاملة للتعامل مع متطلبات الأوضاع الراهنة فإنه سيقع أمام معضلة كبيرة يخسر معها ثقة المواطنين ولا يخدم بالنهاية الهدف الأسمى في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صناعة القرار عبر الدور المأمول من الأحزاب.
وأضاف، إن رؤية التحديث الاقتصادي تعد ركنا أساسيا للمشروع الوطني الذي أراده جلالة الملك عبد الله الثاني والذي لا يقل أهمية وضرورة عن التحديث السياسي والإداري لتشكل معا مسارات التنمية الشاملة وصولا لمفهوم جديد للإنجاز الوطني يلمس نتائجه المواطنون وعنوانه بوضوح “الإنجاز والأثر” .
جرادات :يجب العمل على ادراج الأصول الافتراضية ضمن خريطة استثمارية
بدوره أكد نقيب شركات الخدمات المالية الدكتور محمد عبد الستار جرادات ،أن العملات والأصول الافتراضية تمثل فرصة اقتصادية حقيقية، ليس فقط لخلق أسواق جديدة، بل أيضاً لتحفيز الابتكار وتعزيز التنافسية، خصوصاً مع التوجه العالمي نحو اعتماد معايير الحوكمة والاستدامة.
وأشاد جرادات بدور مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان، إقرار قانون الأصول الافتراضية، الذي يشكل خطوة استراتيجية نحو تنظيم هذا القطاع الحيوي ضمن إطار قانوني واضح يعزز من الثقة ويحمي المستثمرين، ويدعم تحول الأردن إلى مركز إقليمي للابتكار المالي والتقني .
وأكد جرادات ، أن هذه الخطوة جريئة تعكس وعيا رسميا متزايدا بأهمية ادماج الاقتصاد الرقمي ضمن المؤسسي الوطني .
وأوضح ، أن العملات الافتراضية ليست ملفا فنيا عابرا بل قضية استراتيجة ترتبط بمستقبل الاردن الاقتصادي والسيادي .
وقال ، ان اقرار القانون بداية لمسار تنظيمي يتطلب الكثير من الدقة والمرونة والتنسيق ، وبين أن الأعوام السابقة شهدت سيطرة العملات المشفرة والتي يقودها البيتكوين على التكنولوجيا الحديثة، وتضاعف سعرها في ظرف مدة قصيرة، ومن استثمر فيها لسنوات فقد جنى ارباحه لمن أحسن الاستثمار فيها وفهم طريقة تحركه .
وذكر ان هيئة الأوراق المالية الأردنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد المتطلبات والشروط للجهات الراغبة بالتعامل في الأصول الافتراضية، وتطوير وإعداد الترتيبات القانونية والإجرائية والفنية اللازمة لترخيص واعتماد منصات التداول العالمية للأصول الافتراضية، على أن تستكمل هذه الإجراءات خلال عام.
وأشاد بالدور المحوري للهيئة ،مؤكدا ان مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية كان قد نفذ دراسة أولية لتحديد المتطلبات الفنية والتقنية والمالية والكفاءات البشرية ،لتنظيم أنشطة منصات التداول بالأصول الافتراضية والرقمية، والتي دعت إلى الحاجة لإيجاد إطار تنظيمي لحوكمة التعامل بالأصول الافتراضية يتماشى مع المعايير الدولية للأسواق المالية ومكافحة الجرائم المالية، من خلال إعداد تعليمات مخصصة لهذه الغاية، والاستعانة بتجارب دول نجحت في هذا الإطار والممارسات العالمية الفضلى .
وأوضح أن الهيئة شريكا حقيقيا في تماسك الاقتصاد الرقمي ،في النمو بشكل أمن وجاذب ومنظبط .
وطالب جرادات ، بانشاء وحدة مختصة بتنظيم الاصول الرقمية قادرة على مواكبة تطورات سوق العمل ، واعتماد أدوات رقابية مرنه تسمح بالابتكار تحت الاشراف .
وأوصى جرادات ، بأن تبادر هيئة الأوراق المالية الى اصدار تعليمات تفصيلية تشاركية مع القطاع المالي ، وانشاء مركز تكنولوجي رقابي داخل الهيئة بالتعاون مع البنك المركزي وهيئات مكافحه غسل الأموال .
وأدرج جرادات، الى ضرورة العمل على ادراج الأصول الافتراضية ضمن خريطة الاستثمار الوطني لترويج الاقتصادي في الخارج .
وختم جرادات ، الى أهمية ربط الحوافز الضريبية والتشغيلية بمقدار الابتكار في الخدمات الرقمية ،واطلاق برنامج تدريبي وطني للمستثمرين لخلق قاعدة رقمية مجتمعية متينة .
الهناندة : الابتكار يسهم في خلق بيئة محفزة للنمو والاستثمار
من جهته، أكد الأمين العام لحزب الميثاق الوطني أحمد الهناندة، أن المؤتمر يشكل محطة وطنية للنقاش المسؤول حول التحديات والفرص الاقتصادية ويسعى إلى ترسيخ شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص تبنى على أسس الثقة والتكامل والابتكار، بما يسهم في خلق بيئة محفزة للنمو والاستثمار وخلق فرص العمل.
وأشار إلى أهمية العمل البرامجي المبني على السياسات المختلفة لخدمة المصلحة الوطنية العليا، لإيجاد بيئة صحية آمنة لخطة رؤية التحديث السياسي يبنى على خطة لدعم الاقتصاد الوطني.
بدوره، أشار مساعد الأمين العام لشؤون الاقتصاد والاستثمار رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، الدكتور محمود فريحات، إلى أهمية الحوار البناء في صياغة مستقبل اقتصادي يعكس تطلعات الأردنيين وتجسيدا لبناء اقتصادي متين لتنمية اقتصادية مستدامة للمملكة وبناء منظومة اقتصادية أكثر تأثيرات على واقع المواطنين وتحسين البيئة الاقتصادية في المملكة.
من جانبه، أوضح العين عيسى حيدر مراد، أن الأردن بقيادته الحكيمة تجاوز جميع الظروف الاقتصادية التي عصفت بالمنطقة، مشيرا الى أن الاقتصاد الأردني سار مع مسارات التحديث الثلاثة، مؤكدا دور مجلس الأمة بشقيه على إقرار العديد من القوانين التي تساعد في تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي، حيث أنه علينا مواكبة التطور الاقتصادي لتجاوز هذه المتغيرات بالتركيز على الذات.
وشهد المؤتمر إطلاق “جائزة الميثاق الوطني للمشاريع الريادية” التي تهدف إلى تحفيز الشباب على الابتكار وتقديم حلول اقتصادية تخدم مجتمعاتهم وتعزز الاقتصاد الوطني، حيث أعلنت النائب الأول للأمين العام للحزب ريم بدران عن نتائج الجائزة وتكريم الفائزين و أعضاء لجان التحكيم والداعمين لأعمال المؤتمر.
من ناحيتهم، عرض المشاركون أبرز المشاريع الفائزة التي عكست الروح الريادية والأفكار الإبداعية القابلة للتطبيق وتأكيد أهمية دعم المبادرات الشبابية كجزء من رؤية الحزب لتفعيل دور المجتمع في صياغة السياسات العامة.
ويعقد المؤتمر جلسات حول أهمية ريادة الأعمال التي تعد أحد الركائز الأساسية لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في المملكة وأهمية الاقتصاد الدائري ودوره في استدامة الاقتصاد الوطني ودور السياحة في تحريك الاقتصاد الأردني وتعزيز دور الأردن الإقليمي في مشاريع الأمن الغذائي محليا و إقليميا.
وشارك في المؤتمر خبراء وفاعلون في القطاعين العام والخاص وممثلون عن مؤسسات مجتمع مدني ورياديون وأكاديميون ونواب وشباب من مختلف محافظات المملكة.






