صدى الشعب – في مفهوم جديد قد ينقذ العمال المجهدين نفسيًا، أتاحت متاجر في الصين لموظفيها إمكانية الحصول على إجازة تعاسة تصل إلى 10 أيام، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.
إجازة التعاسة
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما تشعر أنك غارق في التعاسة، فإن آخر شيء ترغب في القيام به هو الاعتراف لمديرك في العمل سواء كنت تعاني من مشكلة تتعلق بالصحة النفسية أو كنت تتعامل ببساطة مع تدهور مزاجي عابر، فإن التأقلم مع متطلبات يوم العمل عندما لا تكون في حالة مزاجية يشعرك وكأنك تشق الصخر.
في مثل هذا الظرف، يلجأ البعض للكذبة البيضاء، واختلاق الأعذار المرضية الوهمية بدلا من الاعتراف بتعرضهم لحالة من المزاج السيء كسبب وراء غيابهم.
والحقيقة الصارخة هي أن الانفتاح على الصحة النفسية لا يزال صعبًا للغاية، أليس ممكنا أن نكتفي بقول “غير سعيد” دون طرح أي أسئلة؟
تجربة صينية
وبالنسبة لأصحاب العمل في سلسلة متاجر بانج دونج لاي في مقاطعة هينان الصينية، فقد أصبح هذا حقيقة واقعة، وفي حديثه في مؤتمر أعمال الشهر الماضي، كشف مؤسس الشركة يو دونجلاي أن موظفيه يحق لهم قضاء ما يصل إلى 10 “أيام إجازة تعاسة” سنويًا، بالإضافة إلى إجازاتهم المرضية المعتادة واستحقاقات العطلات.
وقال “أريد أن يتمتع كل موظف بالحرية، كل شخص يمر بأوقات لا يكون فيها سعيدًا، لذا إذا لم تكن سعيدًا، فلا تأتي إلى العمل”.
وأوضح يو أيضًا أنه لا يُسمح للمديرين برفض طلبات موظفيهم للحصول على هذه الإجازة أيضًا. وأضاف أن “الإنكار يعد انتهاكا”.
وتشتهر الصين بثقافة العمل التي لا هوادة فيها، فبحسب نظام “966” المثير للجدل، حيث من المتوقع أن يعمل العديد من الموظفين من الساعة 9 صباحًا حتى 9 مساءً، ستة أيام في الأسبوع، يُنظر إليه على أنه وسام شرف لبعض العاملين في صناعة التكنولوجيا (على الرغم من حقيقة أن هذه الممارسة غير قانونية في الواقع).
وفي الأسبوع الماضي فقط، تعرض رئيس العلاقات العامة في أكبر محرك بحث في البلاد “بايدو” لانتقادات بسبب مشاركته مقاطع فيديو تمجد الإفراط في العمل وتقترح أنه لا ينبغي للموظفين الشكوى من رحلات العمل التي تستغرق 50 يومًا.
وفي عام 2018، وجدت دراسة أجرتها خدمة الصحة المهنية، أن خمسي الموظفين في المملكة المتحدة قد أبلغوا عن مرض جسدي أصابهم بينما كانوا يعانون بالفعل من ضعف الصحة النفسية.
ورغم وجود بعض الإحصاءات التي تشير إلى أن الأجيال الشابة أصبحت تدريجيًا أكثر ارتياحًا عند إخبار رؤسائها أنهم بحاجة إلى يوم للصحة النفسية، وفي العام الماضي، وجدت دراسة استقصائية أجرتها منصة الرفاهية في مكان العمل Unmind أن 66% من العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عامًا حصلوا على إجازة بسبب ضعف الصحة العقلية.
وبحسب الصحيفة فقد يسهل مصطلح شامل مثل “إجازة التعاسة” على الموظفين أن يطلبوا إجازة بصدق، دون الاضطرار إلى الخوض في الكثير من التفاصيل الصعبة مع رئيسهم.
ومن المؤكد أن مثل هذا الإجراء يحتاج إلى أن يقترن بتدابير أخرى لإصلاح التوازن بين العمل والحياة على المدى الطويل: العمل المرن، وقواعد صارمة بشأن العمل الإضافي، وعدم إرسال رسائل بريد إلكتروني خارج ساعات العمل.