في سياق تشخيصنا لواقع الأحزاب على الساحة الأردنية ؛ تناولنا في مقال سابق لنا واقع الأحزاب في الفترة الحالية على الساحة الأردنية وأشرنا الى أن الأحزاب في الفترة الحالية ركزت على حشد الأعضاء أكثر من تركيزها على البرامج الحزبية ، وأكدنا على أن ذلك يتناقض وفكرة وجود الأحزاب أساسا ، فالأحزاب بالأساس برامج يلتف حولها الأعضاء ويسعون إلى تنفيذ تلك البرامج الحزبية..
واليوم سوف نلقي الضوء على إشكالية أخرى تواجهها الأحزاب على الساحة الأردنية وهذه الإشكالية تتعلق بجمود النخب داخل الحزب وعدم تجددها، فالأحزاب الأردنية الان تستقطب شخصيات وطنية مرموقة تحظى بالاحترام والتقدير ولها دور بارز في الحياة السياسية الأردنية وتضعهم في الصف الأول للحزب، وهذا الإجراء من قبل الأحزاب سوف يؤدي بالضرورة إلى جمود النخب وعدم تجددها وهذا الأمر يتناقض أصلا مع فلسفة الأحزاب والتي تحرص على عدم إستقرار النخب داخل الحزب بل تسعى الأحزاب الفعلية الى توفير الفرص الحقيقية لإتاحة الفرص لنخب جديدة حتى يظل الحزب محافظا على حيويته واستمراره…
ثمة أمر أخر يتعلق بموقع الشباب في الأحزاب الأردنية ، فأغلب الأحزاب لازالت تحرص على إستقطاب نخب سياسية لها تاريخ طويل في العمل السياسي وهذا الإستقطاب يؤثر بالضرورة على المواقع الشبابية داخل الأحزاب، ولعل المأمول من الأحزاب عكس ذلك فالشباب هم الشريحة الأكثر قدرة على القيام بالمتطلبات الحزبية، وبالتالي فهم بحاجة إلى فرص حقيقية لإطلاق طاقاتهم والقيام بدورهم المأمول.
ولكن ذلك يتطلب بالضرورة توفير فرص حاضنة لإبداعات الشباب داخل الأحزاب ومن ثم الإستفادة من تلك الطاقات الشبابية لتطوير الأداء الحزبي والحد من التركيز النخبوي داخل الأحزاب بإتاحة فرص حقيقية لتعزيز النخب الشبابية ..
وفي هذا السياق فأننا نؤكد على أن الأحزاب مدعوة للاستفادة من مبادرات سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله المعظم في تمكين الشباب إذ تمثل تلك المبادرات خارطة طريق يمكن الاستفادة منها عمليا في سياق تمكن الشباب. .
وتكمن أهمية تلك المبادرات في أنها تسعى إلى توفير حاضنات للإبداع الشبابي بهدف دفع عمليات التنمية، وهنا يمكن للاحزاب الإستفادة من تجارب مؤسسة ولي العهد في تمكين الشباب ودعمهم مما يوفر فرص جديدة للشباب من شأنها ان تدعم تطوير التجربة الحزبية الأردنية..
الدكتور عباس المحارمه
رئيس بلدية سحاب